بازگشت

قال أحمد بن عبيدالله بن خاقان


ما رأيت و لا عرفت ب )سر من رأي( رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله، و كبرته عند أهل بيته و بني هاشم كافة، و تقديمهم اياه علي ذوي السن



[ صفحه 305]



منهم و الخطر، و كذلك كانت حاله عند القواد و الوزراء و عامة الناس. فأذكر أني كنت يوماً قائماً علي رأس أبي - و هو يوم مجلسه للناس - اذ دخل حجابه فقالوا: أبومحمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال: ائذنوا له.

فتعجبت مما سمعت منهم، و من جسارتهم أن يكنوا رجلاً بحضرة أبي، و لم يكن يكني عنده الا خليفة، أو ولي عهد، أو من أمر السلطان أن يكني، فدخل رجل أسمر حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حديث السن، له جلالة و هيبة حسنة.

فلما نظر اليه أبي قام فمشي اليه خطي، و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم و القواد، فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره، و أخذ بيده و أجلسه علي مصلاه الذي كان عليه، و جلس الي جنبه مقبلاً عليه بوجهه، و جعل يكلمه و يفديه بنفسه، و أنا متعجب مما أري منه، فلم تكن لي همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره، و البحث عن أمره، فما سألت أحداً من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس، الا وجدته عندهم في غاية الاجلال و الاعظام، و المحل الرفيع، و القول الجميل، و التقديم له علي جميع أهل بيته و مشايخه، فعظم قدره عندي، و لم أر له ولياً و لا عدواً الا و هو يحسن القول فيه، و الثناء عليه [1] .


پاورقي

[1] الارشاد 365. أصول الكافي 1 / 504.