بازگشت

هذا الكتاب


كان شيخنا الوالد آية الله الشيخ محمد رضا الطبسي - ره - قد أقام قبل خمس عشرة



[ صفحه 13]



سنة في بيته حفلا بمناسبة ذكري ولادة الامام الحجة (ع) ليلة النصف من شعبان و كان قد حضر ذلك الحفل عدد كثير من العلماء و الفضلاء و الطلاب... و ليلتها خطب الحاضرين أحد الخطباء المدعوين متناولا في حديثه جوانب من شخصية الامام الحجة (ع)... و كان قد انتقد ضمن خطبته مجلة كانت قد استهانت بمقام الامام الحسن العسكري (ع) زاعمة بأنه لم يكن للامام العسكري شأن أو فضيلة - معاذ الحق - سوي أنه والد الامام الحجة عليه السلام.

آذاني كثيرا سوء أدب تلك المجلة، و آلمني و لا يزال تعدي الأقلام المأجورة الضالة حدود الأدب ازاء عظماء هذه الأمة عامة و أئمة أهل البيت (ع) خاصة... فعزمت ليلتها علي تأليف كتاب كاشف عن حقائق حياة هذا الامام المظلوم عليه السلام، و شرعت في الأمر متوكلا علي الله تبارك و تعالي و مستثمرا ما كان قد تسني لي من فراغ في الوقت و سنوح في الفرصة... و كنت كلما أزددت عمقا وسعة في البحث ازددت قناعة بضرورة المواصلة و اتمام المشروع علي كثرة ما قرأت من الكتب المؤلفة في هذا المجال قديما و حديثا، ذلك لما كنت الاحظه من فراغات تاريخية عن حياته (ع) لابد من ملئها... و أبعاد اخري لدوره عليه السلام في عصره لم تنل القدر اللازم من دراستها و تسليط الضوء الكافي عليها... و روايات ذات محور مشترك كان ينبغي أن يأتي ضمن فصل أو باب خاص بها... و هكذا.

انني أجد الحاجة قائمة و لا تزال لمواصلة البحث لدراسة حياة الامام الحسن العسكري (ع) خاصة و لدراسة حياة أئمة أهل البيت (ع) عامة... لأن كل باحث و متتبع انما يأخذ من أنوارهم علي قدر وعائه و استعداده... و كم ترك الأول للآخر...

و لقد واصلت السعي لتحصيل ما أمكن تحصيله عن حياة هذا المولي المظلوم قرابة عشر سنين الي أن صار هذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم.

و لا أدعي أبدا أنني قدمت كل ما ينبغي تقديمه عن حياة هذا الامام العظيم (ع) أو أنني حصرت كل شاردة و واردة عنه (ع) بل أقول جازما: ان هذا المجهود انعكاس صادق عن مدي استعدادي وسعة وعائي فيما يمكنني استيعابه من هذه الحياة القدسية الفذة... فأني لغير المعصوم أن يحيط علما بالمعصوم!؟



[ صفحه 14]