بازگشت

حياته في ظل ابيه


لم يحفظ التأريخ لنا من حياة الامام الحسن العسكري عليه السلام في ظل حياة أبيه الامام علي الهادي عليه السلام الا النزر القليل مما سجلته الروايات، متجسدا بشكل أساسي في أربعة أحداث هي:

1- ولادته عليه السلام.

2- وفاة أخيه محمد بن علي عليهماالسلام.

3- قصة زواجه عليه السلام.

4- وفاة أبيه الهادي عليه السلام.

من هنا فان الغموض ألقي بظلاله علي معظم مساحة الاثنين و العشرين عاما من حياة الامام عليه السلام، التي كان قد قضاها في ظل أبيه الهادي عليه السلام.

و لهذا الغموض أسباب عامة تنطبق علي حياة كل امام في ظل أبيه أو أخيه (كما في حياة الحسين في ظل الحسن عليهماالسلام) منها، مثلا صمته في حياة الامام الناطق، الأمر الذي يخفي أثره التاريخي في حركة أحداث عصره تلك الفترة.

و أسباب خاصة؛ تتعلق بطبيعة الظرف السياسي و الاجتماعي؛ الذي عاصره الامام في ظل أبيه أو أخيه.

و بالنسبة الي الامام الحسن العسكري عليه السلام، فان طبيعة الظرف السياسي و الاجتماعي الذي عاصره الامام الهادي عليه السلام، دفع به الي ابقاء الامام الحسن



[ صفحه 58]



العسكري عليه السلام في الظل، بعيدا عن الأضواء بصورة عامة، فلم ينوه بعظم شأنه و جلالة منزلته الا أمام خواصه و ثقاته من الشيعة من أجل الحفاظ عليه من طواغيت العاصمة العباسية آنئذ.

و لعل هذا هو السبب في تردد بعض الشيعة في الاعتقاد بامامته بعد أبيه عليهماالسلام، حتي لقد قال عليه السلام: «مامني أحد من آبائي بمثل مامنيت به من شك هذه العصابة في» [1] .

و لا ريب في أن ما قام به الامام الهادي عليه السلام في سبيل المحافظة علي سلامة و بقاء الامام الحسن العسكري عليه السلام كان لازما من أجل استمرار سلسلة الامامة حتي آخر حلقاتها المقدسة.

و لنقرأ الآن ما حفظه التاريخ من احداث حياته عليه السلام في ظل أبيه: -


پاورقي

[1] تحف العقول ص 517.