بازگشت

خلف ولدين


أن الامام خلف ولدين أحدهما الحجة القائم المهدي صلوات الله عليه و الآخر موسي.

و يستفاد هذا القول من قصة تفتيش ابراهيم بن مهزيار أو علي بن مهزيار أو كليهما عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام، و لتوضيح المسألة لنستعرض القصتين، ثم نعلق عليهما:

قال الصدوق - ره - في كمال الدين: حدثنا محمد بن موسي المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار قال:

قدمت مدينة الرسول صلي الله عليه و آله، فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير عليهماالسلام فلم أقع علي شي ء منها، فرحلت منها الي مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف اذ تراءي لي فتي أسمر اللون، رائع الحس



[ صفحه 82]



جميل المخيلة، يطيل التوسم في، فعدت اليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له فلما قربت منه سلمت، فأحسن الاجابة.

ثم قال: من أي البلاد أنت؟

قلت: رجل من أهل العراق قال: من أي العراق؟

قلت: من الأهواز.

فقال: مرحبا بلقائك، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني؟

قلت: دعي فأجاب،

قال: رحمة الله عليه ما كان أطول ليله و أجزل نيله، فهل تعرف ابراهيم بن مهزيار؟

قلت: أنا ابراهيم بن مهزيار،

فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بك يا أبااسحاق ما فعلت بالعلامة التي و شجت بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟

فقلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن عليهماالسلام؟

فقال: ما أردت سواه.

فأخرجته اليه، فلما نظر اليه استعبر و قبله، ثم قرأ كتابته فكانت يا الله يا محمد يا علي.

ثم قال: بأبي يدا طالما جلت فيه.

و تراخي بنا فنون الأحاديث - الي أن قال لي -: يا أبااسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت بعد الحج؟

قلت: و أبيك ما توخيت الا ما سأستعلمك مكنونه.

قال: سل عما شئت فاني شارح لك ان شاء الله؟

قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن عليهماالسلام شيئا؟

قال لي: و أيم الله اني لأعرف الضوء بجبين محمد و موسي ابني الحسن ابن علي عليهم السلام ثم اني لرسولهما اليك قاصدا لانبائك أمرهما، فان أحببت لقاءهما و الاكتحال بالتبرك بهما، فارتحل معي الي الطائف، وليكن ذلك في خفية من



[ صفحه 83]



رجالك و اكتتام.

قال ابراهيم: فشخصت معه الي الطائف أتخلل رملة فرملة، حتي أخذ في بعض مخارج الفلاة، فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت علي أكمة رمل تتلألؤ تلك البقاع منها تلألؤا، فبدرني الي الاذن و دخل مسلما عليهما و أعلمهما بمكاني فخرج علي أحدهما و هو الأكبر سنا «م ح م د» ابن الحسن عليهماالسلام و هو غلام أمرد ناصع اللون واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدين، أقني الأنف، أشم أروع كأنه غصن بان، و كأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الأيمن خال، كأنه فتاة مسك علي بياض الفضة و اذا برأسه و فرة سمحاء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه و لا أعرف حسنا و سكينة و حياء.

فلما مثل لي أسرعت الي تلقيه، فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه.

فقال لي: مرحبا بك يا أبااسحاق لقد كانت الأيام تعدني و شك لقائك، و المعاتب بيني و بينك علي تشاحط الدار و تراخي المزار، تتحيل لي صورتك حتي كأنا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة و خيال المشاهدة، و أنا أحمد الله ربي ولي الحمد علي ما قيض من التلافي، و رفه من كربة التنازع و الاستشراف عن أحوالها متقدمها و متأخرها.

فقلت: بأبي أنت و أمي مازلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام، فاستغلق علي ذلك، حتي من الله علي بمن أرشدني اليك و دلني عليك، و الشكر لله علي ما أوزعني فيك من كريم اليد و الطول.

ثم نسب نفسه و أخاه موسي و اعتزل بي ناحية.

ثم قال: ان أبي عليه السلام عهد الي أن لا أوطن من الأرض الا أخفاها و أقصاها، اسرارا لأمري، و تحصينا لمحلي، لمكائد أهل الضلال و المردة من أحداث الأمم الضوال، فنبذني الي عالية الرمال، وجبت صرائم الأرض ينظرني الغاية التي عندها يحل الأمر و ينجلي الهلع. و كان عليه السلام أنبط لي من خزائن الحكم و كوامن العلوم ما ان أشعت اليك منه جزءا أغناك عن الجملة.

[و اعلم] يا أبااسحاق أنه قال عليه السلام: يا بني ان الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجد في طاعته و عبادته بلا حجة يستعلي بها، و امام يؤتم به و يقتدي بسبيل سنته و منهاج قصده، و أرجو يا بني أن تكون أحد من أعد الله لنشرا لحق و وطئ الباطل و اعلاء الدين و اطفاء الضلال،



[ صفحه 84]



فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض و تتبع أقاصيها، فان لكل ولي لأولياء الله عزوجل عدوا مقارعا و ضدا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل النفاق و خلاعة أولي الالحاد و العناد، فلا يوحشنك ذلك.

و اعلم أن قلوب أهل الطاعة و الاخلاص نزع اليك مثل الطير الي أوكارها، و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة و الاستكانة، و هم عندالله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، و هم أهل القناعة و الاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه علي مجاهدة الأضداد، خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار و جبلهم علي خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسني و كرامة حسن العقبي.

فاقتبس يا بني نور الصبر علي موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبه ان شاء الله، و كأنك يا بني بتأييد نصر الله [و] قد آن، و تيسير الفلج و علو الكعب [و] قد حان، و كأنك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق علي اثناء أعطافك ما بين الحطيم و زمزم، و كأنك بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود، و تصافق الأكف علي جنبات الحجر الأسود، تلوذ بفنائك من ملأ براهم الله من طهارة الولادة و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم، يدينون بدين الحق و أهله، فاذا اشتدت أركانهم، و تقومت أعمادهم فدت بمكانفتهم طبقات الامم الي امام، اذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعبت أفنان غصونها علي حافاة بحيرة الطبرية، فعندها يتلألؤ صبح الحق و ينجلي ظلام الباطل، و يقصم الله بك الطغيان، و يعيد معالم الايمان، يظهر بك استقامة الآفاق و سلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع اليك نهوضا، و نواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتز بك أطراف الدنيا بهجة، و تنشر عليك أغصان العز نضرة، و تستقر بواني الحق في قرارها، و تؤوب شوارد الدين الي أوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر فتخنق كل عدو، و تنصر كل ولي، فلا يبقي علي وجه الأرض جبار قاسط و لا جاحد غامط، و لا شانئ مبغض و لا معاند كاشح، و من يتوكل علي الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكم شي ء قدرا.

ثم قال يا أبااسحاق: ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما الا عن أهل التصديق و الاخوة الصادقة في الدين، اذا بدت لك أمارات الظهور و التمكن فلا تبطئ باخوانك عنا و باهر المسارعة الي منار اليقين و ضياء مصابيح الدين، تلق رشدا ان شاء الله.



[ صفحه 85]



قال ابراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما اؤدي اليهم من موضحات الأعلام و نيرات الأحكام و اروي نبات الصدور من نضارة ما ادخره الله في طبائعه من لطائف الحكم و طرائف فواضل القسم، حتي خفت اضاعة مخلفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته بالقفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته و التجرع للظعن عن محاله، فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عندالله و لعقبي و قرابتي ان شاء الله.

فلما أزف ارتحالي و تهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا و مجددا للعهد و عرضت عليه مالا كان معي علي خمسين ألف درهم، و سألته أن يتفضل بالأمر بقبوله مني.

فابتسم و قال: يا أبااسحاق استعن به علي منصرفك، فان الشقة قذفة و فلوات الأرض أمامك جمة و لا تحزن لاعراضنا عنه، فانا قد أحدثنا لك شكره و نشره و ربضناه عندنا بالتذكرة و قبول المنة، فبارك الله فيما خولك و أدام لك ما نولك و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و أكرم آثار الطائعين، فان الفضل له و منه، و أسأل الله أن يردك الي أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الأوبة و أكناف الغبطة بلين المنصرف، و لا أوعث الله لك سبيلا، و لا حير لك دليلا، و استودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنه و لطفه ان شاء الله.

يا أبااسحاق: قنعنا بعوائد احسانه و فوائد امتنانه وصان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الاخلاص في النية، و امحاض النصيحة، و المحافظة علي ما هو أنقي و أتقي و أرفع ذكرا.

قال: فأقفلت عنه حامدا لله عزوجل علي ما هداني و أرشدني، عالما بأن الله لم يكن ليعطل أرضه و لا يخليها من حجة واضحة، امام قائم، و ألقيت هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما من الله عزوجل به من انشاء الذرية الطيبة و التربة الزكية، و قصدت أداء الأمانة و التسليم لما استبان، ليضاعف الله عزوجل الملة الهادية و الطريقة المستقيمة المرضية؛ قوة عزم، و تأييد نية، و شدة أزر و اعتقاد عصمة، و الله يهدي من يشاء الي صراط مستقيم. [1] .

و روي القصة الاخري في ص 465 من نفس الكتاب و قال:



[ صفحه 86]



حدثنا أبوالحسن علي بن موسي بن أحمد بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد الطوال، عن أبيه، عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن ابراهيم بن مهزيار يقول: كنت نائما في مرقدي اذ رأيت ما يري النائم قائلا يقول لي: حج فانك تلقي صاحب زمانك.

قال علي بن ابراهيم: فانتبهت و أنا فرح مسرور، فمازلت في الصلاة حتي انفجر عمود الصبح، و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاج، فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج فمازلت كذلك حتي خرجوا، و خرجت بخروجهم أريد الكوفة، فلما وافيتها نزلت عن راحلتي و سلمت متاعي الي ثقات اخواني، و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فمازلت كذلك، فلم أجد أثرا و لا سمعت خبرا، و خرجت في أول من خرج أريد المدينة، فلما دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلمت رحلي الي ثقات اخواني، و خرجت أسأل عن الخبر و أقفوا الأثر، فلا خبرا سمعت و لا أثرا وجدت، فلم أزل كذلك الي أن نفر الناس الي مكة، و خرجت مع من خرج حتي وافيت مكة و نزلت فاستوثقت من رحلي، و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا، فما زلت بين الاياس و الرجاء متفكرا في أمري و عائبا علي نفسي و قد جن الليل، فقلت أرقب الي أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها، و أسأل الله عزوجل أن يعرفني أملي فيها، فبينما أنا كذلك و قد خلا لي وجه الكعبة اذ قمت الي الطواف، فاذا أنا بفتي مليح الوجه طيب الرائحة مترر ببردة، متشح باخري، و قد عطف بردائه علي عاتقه فرعته.

فالتفت الي فقال: ممن الرجل؟

فقلت: من الأهواز.

فقال: أتعرف بها ابن الخصيب.

فقلت: رحمه الله دعي فأجاب.

فقال: رحمه الله، لقد كان بالنهار صائما و بالليل قائما و للقرآن تاليا و لنا مواليا،



[ صفحه 87]



فقال: أتعرف بها علي بن ابراهيم بن مهزيار؟

قلت: أنا علي.

فقال: أهلا و سهلا بك يا أباالحسن، أتعرف الصريحين؟

قلت: نعم.

قال: و من هما؟

قلت: محمد و موسي.

ثم قال:ما فعلت العلامة التي بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟

فقلت: معي.

فقال: أخرجها الي.

فأخرجتها اليه خاتما حسنا علي فصه «محمد و علي» فلما رأي ذلك بكي [مليا و رن شجيا، فأقبل يبكي بكاءا] طويلا و هو يقول: رحمك الله يا أبامحمد فلقد كنت اماما عادلا ابن ائمة و أبا امام، أسكنك الله الفردوس الأعلي مع آبائك عليهم السلام.

ثم قال يا أباالحسن صر الي رحلك و كن علي اهبة من كفايتك حتي اذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان فالحق بنا فانك تري مناك [ان شاء الله].

قال ابن مهزيار: فصرت الي رحلي اطيل التفكر حتي اذا هجم الوقت فقمت الي رحلي و أصلحته و قدمت راحلتي و حملتها و صرت في متنها حتي لحقت الشعب، فاذا أنا بالفتي هناك يقول: أهلا و سهلا بك يا أباالحسن طوبي لك فقد اذن لك، فسار و سرت بسيره حتي جازبي عرفات و مني، و صرت في أسفل ذروة جبل الطائف.

فقال لي: يا أباالحسن انزل و خذ في اهبة الصلاة، فنزل و نزلت حتي فرغ و فرغت، ثم قال لي: خذ في صلاة الفجر و أوجز، فأوجزت فيها، و سلم و عفر وجهه في التراب ثم ركب و أمرني بالركوب فركبت، ثم سار و سرت بسيره حتي علا الذروة.

فقال: المح هل تري شيئا؟

فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء.

فقلت: يا سيدي أري بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء.

فقال لي: هل تري في أعلاها شيئا؟



[ صفحه 88]



فلمحت فاذا أنا بكثيب من رمل فوقه بيت من شعر يتوقد نورا.

فقال لي: هل رأيت شيئا؟

فقلت: أري كذا و كذا.

فقال لي: يابن مهزيار طب نفسا و قر عينا فان هناك أمل كل مؤمل.

ثم قال لي: انطلق بنا فسار و سرت حتي صار في أسفل الذروة.

ثم قال: انزل، فها هنا يذل لك كل صعب،

فنزل و نزلت حتي قال لي: يابن مهزيار خل عن زمام الراحلة.

فقلت: علي من اخلفها و ليس هاهنا أحد؟

فقال: ان هذا حرم لا يدخله الا ولي، و لا يخرج منه الا ولي.

فخليت عن الراحلة، فسار و سرت، فلما دنا من الخباء سبقني.

و قال لي: قف هناك الي أن يؤذن لك.

فما كان الا هنيئة فخرج الي و هو يقول: طوبي لك قد أعطيت سؤلك.

قال: قد خلت عليه صلوات الله عليه و هو جالس علي نمط عليه نطع أديم أحمر متكئ علي مسورة أديم، فسلمت عليه ورد علي السلام و لمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق، و لا بالبزق، و لا بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقني الأنف، سهل الخدين، علي خده الأيمن خال، فلما أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته.

فقال لي: يابن مهزيار كيف خلفت اخوانك في العراق؟

قلت: في ضنك عيش و هناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان.

فقال: قاتلهم الله أني يؤفكون، كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم و أخذهم أمر ربهم ليلا و نهارا.

فقلت: متي يكون ذلك يابن رسول الله؟

قال: اذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة بأقوام لاخلاق لهم، و الله و رسوله منهم براء، و ظهرت لحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا، و يخرج السروسي من أرمينية و آذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر، لزيق جبل طالقان، فيكون بينه و بين المروزي وقعة صيلمانية، يشيب فيها الصغير، و يهرم منها الكبير، و يظهر القتل بينهما، فعندها توقعوا خروجه الي



[ صفحه 89]



الزوراء، فلا يلبث بها حتي يوافي باهات، ثم يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج الي كوفان، فيكون بينهم وقعة من النجف الي الحيرة الي الغري، وقعة شديدة، تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، و علي الله حصاد الباقين.

ثم تلا قوله تعالي: «بسم الله الرحمن الرحيم أتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس» [2] .

فقلت: سيدي يابن رسول الله ما الأمر؟

قال: نحن أمر الله و جنوده.

قلت: سيدي يابن رسول الله حان الوقت؟

قال: «و اقتربت الساعة و انشق القمر» [3] .


پاورقي

[1] كمال الدين ج 2، ص 445، ب 43، ح 19.

[2] سورة يونس: 24.

[3] كمال الدين ج 2، ص 465.