بازگشت

وقفة للتامل


المستفاد من هاتين الروايتين هو أن للامام الحسن العسكري عليه السلام ولدين هما محمد عليه السلام و موسي و هذا شاذ و خلاف المشهور.

و يمكننا فضلا عن ذلك أن نسجل عدة ملاحظات علي هاتين القصتين أهمها:

1- اشتراك القصتين في المحور الأساسي - البحث عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام - و تشابههما في طريقة ظهور الدليل و أسلوب المحاورة و السؤال عن الخصيبي و طريقة المسير الي اللقاء يجعل الظن قويا في أنهما قصة واحدة، و يغلب الظن أيضا علي أنها وقعت - علي فرض صحتها - لابراهيم بن مهزيار. و أن ورد اسم علي بن ابراهيم بن مهزيار حصل نتيجة اشتباه أو سقط في السند، و المسألة مورد تحقيق و لعلماء الرجال في ذلك أقوال، يخرجنا التعرض اليها عن اختصاص هذا الكتاب [1] .

2- نفس محور القصتين الأساسي و هو البحث عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام يؤدي الي الشك في أصل القصتين اذ ان أمرا أساسيا كهذا، أي مسألة الحجة بعد



[ صفحه 90]



الحسن عليهماالسلام، و طريقة الرجوع اليه من خلال السفراء الأربعة - خاصة السفير الأول عثمان بن سعيد - لا يحتمل أن يكون خافيا علي رجل مثل ابراهيم بن مهزيار فكيف ترك الطريق اليه و أخذ يسأل في الكوفة و المدينة و مكة عن اخبار آل أبي محمد عليه السلام ممن لا اطلاع له و لا معرفة بذلك.

3- قول دليل اللقاء في قصة علي بن ابراهيم بن مهزيار متسائلا: أتعرف الصريحين؟ و اجابة علي: نعم؛ و سؤال دليله مرة اخري: و من هما؟ و اجابة علي: محمد و موسي. هذه المحاورة تكشف عن أن وجود أخ الحجة (موسي) كان معروفا عند أمثال علي بن ابراهيم بن مهزيار. فكيف خفي الأمر علي السفراء و هم خاصة الخاصة من الشيعة بحيث لا نملك نصا عن أحدهم يحدثنا به عن وجود موسي، الأمر الذي يؤدي الي الشك في أصل القصة.

مع العلم أن الشيخ الطوسي - ره - أورد هذه القصة في كتاب الغيبة [2] بسند آخر عن علي بن ابراهيم بن مهزيار، غير أنه لم يرد فيها ذكر الصريحيين محمد و موسي.


پاورقي

[1] راجع معجم رجال الحديث ج 1، ص 306.

[2] الغيبة ص 159.