بازگشت

علي بن عيسي الاربلي


قال:

«قلت مناقب سيدنا أبي محمد الحسن بن علي العسكري دالة علي انه السري بن السري فلا يشك في امامته أحد و لا تمتري. و اعلم أنه متي بيعت مكرمة أو اشتريت فسواه بايعها و هو المشتري، يضرب في السورة و الفخار بالقداح الفايزة، و اذا اجيز كريم للشرف و المجد فاز بالجايزة، واحد زمانه غير مدافع، و نسيج وحده غير منازع، و سيد أهل عصره، و امام أهل دهره، فالسعيد من وقف عند نهيه و أمره، فله العلاء الذي علا علي النجوم الزاهرة، و المحتد الذي قرع العظماء عند المنافرة و المفاخرة، و المنصب الذي ملك به معادتي [1] الدنيا و الآخرة، فمن الذي يرجو اللحاق بهذه الخلال الفاخرة، و المزايا الظاهرة، والأخلاق الشريفة الطاهرة؟ أقواله سديدة، و أفعاله رشيدة، و سيرته حميدة و عهوده في ذات الله و كيده، فالخيرات منه قريبة، و الشرور عنه بعيدة اذا كان أفاضل زمنه قصيدة، كان عليه السلام بيت القصيدة، و ان انتظموا عقدا كان مكان الواسعة و الفريدة، و هذه عادة قد سلكها الأوائل، و جري علي منهاجها الأفاضل، و الا كيف تقاس النجوم بالجنادل؟! و أين فصاحة قس من فهاهة باقل؟! فارس العلوم الذي لا يجاري، و مبين غامضها فلا يجادل و لا يماري، كاشف الحقايق بنظره



[ صفحه 108]



الصائب، مظهر الدقايق بفكره الثاقب، المطلع بتوفيق الله علي أسرار الكائنات، المخبر بتوفيق الله عن الغائبات، المحدث في سره بما مضي و بما هو آت، الملهم في خاطره بالامور الخفيات، الكريم الأصل و النفس و الذات، صاحب الدلائل و الآيات و المعجزات، مالك أزمة الكشف و النظر، مفسر الآيات، مقرر الخبر، وارث السادة الخير، ابن الأئمة أبوالمنتظر، فانظر الي الفرع و الأصل، و جدد النظر، و اقطع بأنهما عليهماالسلام أضوء من الشمس و أبهي من القمر، و اذا تبين زكاء الأغصان تبين طيب الثمر، فاخبارهم و نعوتهم عليهم السلام عيون التواريخ و عنوان السير:



شرف تتابع كابر عن كابر

كالرمح أثبوبا علي اثبوب



و و الله! أقسم أن من عد محمدا صلي الله عليه و آله جدا و عليا أبا و فاطمة اما و الأئمة آباء و المهدي ولدا لجدير أن يطول السماء علاء و شرفا، و الأملاك سلافا و ذاتا و خلفا، و الذي ذكرته من صفاته دون مقداره، فكيف لي باستقصاء نعوته و اخباره! لساني قصير، و طرف بلاغني حسير!! فلهذا يرجع عن شأنه و صفاته كليلا، و يتضاءل لعجزه و قصوره، و ما كان عاجزا و لا ضئيلا» [2] .


پاورقي

[1] الظاهر انه: سعادتي.

[2] كشف الغمة ج 3، ص 223.