الامام العسكري و البغلة العاصية
و روي العلامة المجلسي عن المناقب و الخرايج عن أحمد بن الحرث القزويني قال: كنت مع أبي بسر من رأي، و كان رأي يتعاطي البيطرة في مربط أبي محمد و كان عند المستعين بغل - لم ير مثله حسنا و كبرا، و كان يمنع ظهره و اللجام، و جمع الرواض، فلم تكن لهم حيلة في ركوبه، فقال له بعض ندمائه: ألا تبعث الي الحسن بن الرضا
[ صفحه 130]
حتي يجي ء فأما أن يركبها و أما أن يقتله! فبعث الي أبي محمد الحسن و مضي معه أبي.
فلما دخل الدار نظر أبومحمد عليه السلام الي البغل واقفا في صحن الدار، فوضع يده علي كتفه فعرق البغل، ثم صار الي المستعين، فرحب به و قال: ألجم هذا البغل.
فقال أبومحمد لأبي: ألجمه.
فقال المستعين: ألجمه أنت يا أبامحمد فقام أبومحمد فوضع طيلسانه فألجمه، ثم رجع الي مجلسه.
فقال: يا أبامحمد، أسرجه.
فقال: أبومحمد لأبي: أسرجه.
فقال المستعين: أسرجه أنت يا أبامحمد.
فقام أبومحمد ثانية فأسرجه و رجع.
فقال: تري أن تركبه.
قال: نعم، فركبه أبومحمد عليه السلام من غير أن يمتنع عليه، ثم ركضه في الدار، ثم حمله علي الهملجه فمشي أحسن، مشي ثم نزل فرجع اليه.
فقال المستعين: قد حملك عليه أميرالمؤمنين.
فقال أبومحمد عليه السلام لأبي: خذه، فأخذه وقاده [1] .
پاورقي
[1] البحار ج 50، ص 265 عن المناقب ج 4، ص 438 و رواه أيضا عن الارشاد ص 341.