الامام العسكري و حديث البساط
و عن علي بن عاصم الكوفي قال: دخلت علي أبي محمد عليه السلام بالعسكر.
قال [1] لي: يا علي بن عاصم أنظر الي ما تحت قدميك.
فنظرت ثلاثا، فوجدت شيئا ناعما.
فقال لي: يا علي، أنت علي بساط قد جلس عليه و وطأه كثير من النبيين و المرسلين و الأئمة الراشدين.
فقلت: يا مولاي لا انتعل مادمت حيا اعظاما لهذا البساط!
فقال: يا علي ان هذا الذي في قدمك من الخف جلد ملعون نجس رجس لم يقر بولايتنا و امامتنا.
فقلت: و حقك يا مولاي لا لبست خفا و لا نعلا أبدا، فقلت في نفسي: كنت أشتهي أن أري هذا البساط بعيني.
فقال: أدن يا علي، فدنوت فمسح بيده المباركة علي عيني فعدت بالله بصيرا، فأدرت
[ صفحه 132]
عيني في البساط.
فقال لي: هذه قدم آدم و موضع جلوسه و هذه قدم قابيل الي أن لعن و قتل هابيل، و هذه قدم هابيل، و هذا أثر شيث، و هذا أثر أخنوح، و هذا أثر قيدار، و هذا أثر هلابيل و هذا أثر ثادر و هذا أثر ادريس، و هذا أثر متوشلخ و هذا أثر نوح و هذا أثر سام و هذا أثر أرفخشد و هذا أثر أيوب، و هذا أثر هود و هذا أثر صالح و هذا أثر لقمان و هذا أثر لوط و هذا أثر ابراهيم و هذا أثر اسماعيل و هذا أثر الياس و هذا أثر أبوقصي الناس و هذا أثر اسحاق و هذا أثر يعوسا و هذا أثر اسرائيل و هذا أثر يوسف و هذا أثر شعيب و هذا أثر موسي بن عمران و هذا أثر هارون و هذا أثر يوشع بن نون و هذا أثر زكريا، و هذا أثر يحيي و هذا أثر داود و هذا أثر سليمان و هذا أثر الخضر و هذا أثر ذي الكفل و هذا أثر اليسع و هذا أثر ذي القرنين الاسكندري و هذا أثر سابور و هذا أثر لؤي و هذا أثر قصي و هذا أثر عدنان و هذا أثر هاشم و هذا أثر عبدالمطلب و هذا أثر عبدالله و هذا أثر السيد محمد صلي الله عليه و آله و هذا أثر أميرالمؤمنين و هذا أثر الحسن و هذا أثر الحسين و هذا أثر علي بن الحسين و هذا أثر محمد بن علي و هذا أثر جعفر بن محمد و هذا أثر موسي بن جعفر و هذا أثر علي بن موسي و هذا أثر محمد بن علي و هذا أثر علي بن محمد و هذا أثر الحسن و هذا أثر ابني المهدي انه قدوطأه و جلس عليه.
فقال علي بن عاصم: فخيل لي و الله من رد بصري و نظرت الي ذلك البساط و هذه الآيات كلها أني نائم و أني أحلم بما رأيت.
فقال لي أبومحمد عليه السلام: اثبت يا علي فما أنت بنائم و لا يحلم، فانظر الي هذه الآثار، و اعلم أنها لمن أهم دين الله فمن زاد فيهم كفر و من نقص أحدا كفر و الشاك في الواحد منهم كالشاك الجاحد لله، غض طرفك يا علي.
فغضضت طرفي محجبا، فقلت: يا سيدي ممن تقول انهم في مائة ألف و أربعة و عشرون ألف نبي أهؤلاء؟
ثم قال: اذا علم ما قال لم يأثم.
فقلت: يا سيدي ما علمي علمهم حتي لا أزيد و لا أنقص منهم.
قال: يا علي الأنبياء و الرسل و الأئمة هؤلاء الذين رأيت أثارهم في البساط لا يزيدون و لا ينقصون، و المائة الألف و الأربعة و العشرون الألف تنبؤا من أنبياء الله و رسله و حججه فآمنوا بالله و عملوا ما جاءتهم به الرسل من الكتب و الشرايع فمنهم الصديقون و الشهداء و الصالحون و كلهم هم المؤمنون
[ صفحه 133]
و هذا عددهم عندما هبط آدم من الجنة الي أن بعث الله جدي رسول الله صلي الله عليه و آله.
فقلت: الحمد لله و الشكر لذلك الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله. [2] .
قلت: و قد روي العلامة المجلسي - ره - هذه المعجزة بصورة أخري عن بعض المؤلفات، و قال فيه: قال علي بن عاصم: فأهويت علي الأقدام كلها فقبلتها و قبلت يد الامام و قلت له: اني عاجز عن نصرتكم بيدي، و ليس أملك غير موالاتكم و البرائة من أعدائكم و اللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيدي؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي عن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله قال: من ضعف علي نصرتنا أهل البيت و لعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته الي جميع الملائكة، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة و لعنوا من لا يلعنهم، فاذا بلغ صوته الي الملائكة استغفروا له و أثنوا عليه، و قالوا: اللهم صل علي روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده و لو قدر علي أكثر من ذلك لفعل، فاذا النداء من قبل الله تعالي يقول: يا ملائكتي اني قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا، و سمعت نداءكم، و صليت علي روحه مع أرواح الأبرار، و جعلته من المصطفين الأخيار [3] .
پاورقي
[1] في البحار: فقال لي.
[2] مدينة المعاجز ص 570، و رواه في البحار ج 50، ص 304، ح 81 عن مشارق الأنوار ص 100.
[3] البحار ج 50، ص 316.