بازگشت

خطبة الامام علي في جامع الكوفة


و قال أيضا في ص 121:

أخبرنا أبوطاهر الخزيمي أنبأنا أبوعبدالله الحسين بن علي أنبأنا عبدالله بن عطاء الهروي، أبنأنا عبدالرحمن بن عبيد الثقفي أنبأنا الحسين بن محمد الدينوري، أنبأنا عبدالله بن ابراهيم الجرجاني، أنبأنا محمد بن علي بن الحسين العلوي، أنبأنا أحمد بن



[ صفحه 164]



عبدالله الهاشمي، حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليه السلام، قال: خطب أبي أميرالمؤمنين يوما بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول الله صلي الله عليه و آله فقال بعد حمد الله: لما أراد الله أن ينشي ء المخلوقات و يبدع الموجودات أقام الخلائق في صورة فبل دحوالأرض و رفع السموات ثم أفاض نورا من نور عزه نلمع قبسا من ضيائه و سطع ثم اجتمع في تلك الصورة و فيها هيئة نبينا صلي الله عليه و آله، فقال له تعالي: أنت المختار و عندك مستودع الأنوار و أنت المصطفي المنتخب الرضاء المنتجب المرتضي، من أجلك أضع البطحاء و أرفع السماء و أجري الماء و أجعل الثواب و العقاب و الجنة و النار، و أنصب أهل بيتك علما للهداية و أودع أسرارهم من سري بحيث لا يشكل عليهم دقيق، و لا يغيب عنهم خفي، و أجعلهم حجتي علي بريتي و المنبهين علي قدري و المطلعين علي أسرار خزائني، ثم أخذ الحق سبحانه عليهم الشهادة بالربوبية و الاقرار بالوحدانية، و أن الامامة فيهم و النور معهم، ثم أن الله أخفي الخليفة في غيبه و غيبها في مكنون علمه، و نصب العوالم و موج الماء و آثار الزبد و أهاج الدخان، فطفا عرشه علي الماء، ثم أنشأ الملائكة من أنوار ابتدعها و أنواع اخترعها، ثم خلق الله الأرض و ما فيها ثم قرن بتوحيده نبوة نبيه محمد صلي الله عليه و آله و صفيه، فشهدت السموات و الأرض و الملائكة و العرش و الكرسي و الشمس و القمر و النجوم و ما في الأرض له بالنبوة، فلما خلق آدم أبان للملائكة فضله و أراهم ما خصه به من سابق العلم، فجعله محرابا و قبلة لهم، فسجدوا له و عرفوا حقه، ثم بين لآدم حقيقة ذلك النور و مكنون ذلك السر، فلما حانت أيامه أودعه شيئا و لم يزل ينتقل من الأصلاب الفاخرة الي الأرحام الطاهرة الي أن وصل الي عبدالمطلب ثم الي عبدالله ثم الي نبيه صلي الله عليه و آله، فدعا الناس ظاهرا و باطنا و ندبهم سرا و علانية و استدعي الفهوم الي القيام بحقوق ذلك السر اللطيف، و ندب العقول الي الاجابة لذلك المعني المودع في الذر قبل النسل، فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور و اهتدي الي السر و انتهي الي العهد المودع في باطن الأمر و غامض العلم، و من غمرته الغفلة و شغلته المحنة استحق البعد، ثم لم يزل ذلك النور ينتقل فينا و يتشعشع في غرائزنا، فنحن أنوار السموات و الأرض و سنن النجاة و فينا مكنون العلم و الينا مصير الأمور، و بمهدينا تقطع الحجج، فهو خاتم الأئمة و منقذ الامة و منتهي النور و غامض السر فليمن من استمسك بعروتنا، و حشر علي محبتنا.



[ صفحه 165]