بازگشت

المأثور عنه في اصول الاعتقاد


لقد وردت عن الامام العسكري عليه السلام روايات عديدة في اصول العقيدة و روي هو أيضا في ذلك عن آبائه عليهم السلام و اليك نماذج منها:

1- روي الصدوق في التوحيد عن محمد بن القاسم المفسر رحمه الله قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قام رجل الي الرضا عليه السلام فقال له يابن رسول الله صف لنا ربك فان من قبلنا قد اختلفوا علينا فقال الرضا عليه السلام:

انه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل، أعرفه بما عرف به نفسه من غير رؤية. و أصفه بما وصف به نفسه من غير صورة، لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، و متدان في بعده لا بنظير، لايمثل بخليقته و لا يجوز في قضيته، الخلق الي ما علم منقادون، و علي ما سطر في المكنون من كتابه ما ضون، و لا يعلمون خلاف ما علم منهم، و لا غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق و بعيد غير متقص، يحقق و لا يمثل، و يوحد و لا يبعض، يعرف بالآيات، و يثبت بالعلامات، فلا اله غيره الكبير المتعال [1] .



[ صفحه 172]



فقال الرجل: بأبي أنت و أمي يابن رسول الله، فان معي من ينتحل موالاتكم و يزعم أن هذه كلها صفات علي عليه السلام و أنه هو الله رب العالمين.

قال: فلما سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه و تصبب عرقا، و قال: سبحان الله سبحان الله عما يقول الظالمون و الكافرون. أوليس عليا عليه السلام كان آكلا في الآكلين و شاربا في الشاربين، و ناكحا في الناكحين و محدثا في المحدثين؟ و كان من ذلك مصليا خاشعا خاضعا بين يدي الله عزوجل ذليلا و اليه أواها منيبا، أفمن كان هذه صفته يكون الها؟! فان كان هذا الها فليس منكم أحد الا و هو اله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات علي حدوث كل موصوف بها.

ثم قال عليه السلام: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلي الله عليه و آله انه قال: ما عرف الله تعالي من شبهه بخلقه و لا عدله من نسب اليه ذنوب عباده [2] .

2- روي الصدوق بسنده عن سهل بن زياد قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام سنة خمس و خمسين و مائتين: قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد: منهم من يقول: جسم، و منهم من يقول صورة. فان رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه و لا أجوزه؛ فعلت متطولا علي عبدك، فوقع عليه السلام بخطه: سألت عن التوحيد؛ و هذا عنكم معزول، الله واحد أحد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، خالق ليس بمخلوق، يخلق الله تبارك و تعالي ما يشاء من الأجسام و غير ذلك و يصور ما يشاء و ليس بمصور جل ثناؤه و تقدست أسماؤه، و تعالي أن يكون له شبيه، هو لا غير، ليس كمثله شي ء، و هو السميع البصير [3] .

3- و روي عن علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي عن علي بن أبي القاسم عن يعقوب بن اسحاق قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله: كيف يعبد العبد ربه و هو لا يراه؟

فوقع: يا أبايوسف جل سيدي و مولاي و المنعم علي و علي آبائي أن يري.

قال: و سألته هل رأي رسول الله صلي الله عليه و آله ربه؟ فوقع عليه السلام: ان الله



[ صفحه 173]



تبارك و تعالي أري رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب [4] .

4- روي الصدوق عن محمد بن القاسم الجرجاني المفسر رحمه الله قال: حدثنا أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبوالحسن علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الامامية، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في قول الله عزوجل: بسم الله الرحمن الرحيم فقال: الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من هو دونه و تقطع الأسباب من جميع ما سواه، يقول بسم الله الرحمن الرحيم: أي أستعين علي اموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له، المغيث اذا استغيث و المجيب اذا دعي، و هو ما قال رجل للصادق عليه السلام: يابن رسول الله دلني علي الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون و حيروني.

فقال له: يا عبدالله، هل ركبت سفينة قط؟

قال: نعم.

قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك؟

قال: نعم.

قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر علي أن يخلصك من ورطتك؟

فقال: نعم.

قال الصادق: فذلك الشي ء هو الله القادر علي الانجاء حيث لا منجي و علي الاغاثة حيث لا مغيث.

ثم قال الصادق: و لربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره بسم الله الرحمن الرحيم فيمتحنه الله بمكروه لينبهة علي شكر الله تبارك و تعالي و الثناء عليه و يمحق عنه و صمة تقصيره عند تركه قول بسم الله الرحمن الرحيم.

قال: و قام رجل الي علي بن الحسين عليه السلام فقال: أخبرني: عن معني بسم الله الرحمن الرحيم.



[ صفحه 174]



فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: حدثني أبي عن أخيه الحسن عن أبيه أميرالمؤمنين عليهماالسلام أن رجلا قام اليه فقال يا أميرالمؤمنين أخبرني عن بسم الله الرحمن الرحيم ما معناه فقال: ان قولك: الله أعظم اسم من أسماء الله عزوجل و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمي به غير الله و لم يتسم به مخلوق.

فقال الرجل: فما تفسير قوله: الله؟

قال: هو الذي يتأله اليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه و تقطع الأسباب من كل من سواه و ذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا و متعظم فيها و ان عظم غناؤه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه اليه فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم، و كذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها فينقطع الي الله عند ضرورته وفاقته حتي اذا كفي همه عاد الي شركه، أما تسمع الله عزوجل يقول: أرأيتكم ان أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه ان شاء و تنسون ما تشركون [5] فقال الله عزوجل لعباده أيها الفقراء الي رحمتي اني قد ألزمتكم الحاجة الي في كل حال و ذلة العبودية في كل وقت، فالي فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته، فاني ان أردت أن اعطيكم لم يقدر غيري علي منعكم، و ان أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري علي اعطائكم، فأنا أحق من سئل و أولي من تضرع اليه، فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم: بسم الله الرحمن الرحيم أي أستعين علي هذا الأمر بالله الذي لا يحق العبادة لغيره، المغيث اذا استغيث، المجيب اذا دعي الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا الرحيم بنا في أدياننا و دنيانا و آخرتنا، خفف علينا الدين و جعله سهلا خفيفا و هو يرحمنا بتميزنا من أعدائه، ثم قال قال رسول الله من حزنه أمر تعاطاه فقال: بسم الله الرحمن الرحيم و هو مخلص لله يقبل بقلبه اليه لم ينفك من احدي اثنتين اما بلوغ حاجته في الدنيا و اما يعد له عند ربه و يدخر لديه و ما عند الله خير و أبقي للمؤمنين [6] .



[ صفحه 175]



5- روي الصدوق أيضا عن محمد بن القاسم الأسترابادي، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن ابيه علي بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام في قول الله عزوجل: الذي جعل لكم الأرض فراشا [7] قال جعلها ملائمة لطبائعكم موافقة لأجسادكم، لم يجعلها شديدة الحمي و الحرارة فتحرقكم، و لا شديدة البرد فتجمدكم، و لا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، و لا شديدة النتن فتعطبكم، و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم و لا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم و أبنيتكم و قبور موتاكم، ولكنه عزوجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به و تتماسكون و تتماسك عليها أبدانكم و بنيانكم، و جعل فيها ما تنقاد به لدوركم و قبوركم و كثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم، ثم قال عزوجل: و السماء بناء، أي سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها و قمرها و نجومها لمنافعكم، ثم قال عزوجل و أنزل من السماء ماء يعني المطر نزله من العلي ليبلغ قلل جبالكم و تلالكم و هضابكم و أوهادكم، ثم فرقه رذاذا و وابلا وهطلا وطلا لتنشفه أرضوكم،و لم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم و أشجاركم و زروعكم و ثماركم ثم قال الله عزوجل: «فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا» أي أشباها و أمثالا من الأصنام التي لا تعقل و لا تسمع و لا تبصر و لا تقدر علي شي ء، و أنتم تعلمون أنها لا تقدر علي شي ء من هذا النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم تبارك و تعالي [8] .



[ صفحه 179]




پاورقي

[1] التوحيد ص 47، ح 9.

[2] التفسير المنسوب الي الامام العسكري ص 51.

[3] التوحيد للصدوق ص 101، ح 14.

[4] التوحيد ص 108، ح 2، البحار ج 4، ص 43، ح 21.

[5] التوحيد ص 231 - 230 ح 5.

[6] التوحيد ص 231 - 230 ح 5.

[7] البقرة: 22.

[8] التوحيد ص 403، ص 11.