بازگشت

تفسيره


و من جملة خدماته العظيمة التي قدمها عليه السلام الي الأمة الاسلامية، ما ألقاه من دروس في التفسير مما عنده من العلم، و ذلك بصورة حلقات و بشكل محاضرات، كانت تملي علي الحسن بن خالد البرقي أو علي شخصين من الشيعة الامامية، كانا قد لجئا اليه عليه السلام، و حسب الرواية فان هذه الحلقات دامت مدة سبع سنين، كان الامام خلالها يلقي مما عنده حول تفسير الآيات و تأويلها، و كانوا يكتبون كل ما يدلي عليه السلام، الي أن كان هذا التفسير.

و لا يخفي علي القارئ الكريم: أن القول قد اختلف قديما و حديثا حول هذا التفسير الحاضر؛ المنسوب اليه. فكثير من الأعاظم عدوه من الكتب المعتمدة بين الشيعة الامامية، كالصدوق و الطبرسي و الراوندي و ابن شهر آشوب و الكركي و الشهيد الثاني و المجلسي الأول و الثاني و الحر العاملي و الفيض الكاشاني و البحراني و الحويزي العروسي و الحسن بن سليمان و الشيخ الأنصاري و غيرهم، و رده قسم آخر منهم كابن الغضائري و العلامة الحلي و التفرشي و الداماد و الأردبيلي و القهپائي و البلاغي و الخوئي، و تأمل فيه آخرون قائلين ان شأن هذا التفسير شأن سائر الروايات الواردة عنهم عليهم السلام، يريدون بذلك أنه لابد من التحقق في صحة ماورد فيه، فما كان منه معتبر



[ صفحه 200]



الاسناد؛ فمقبول، و الا فمردود [1] .

و من الواضح أن كل ما قيل أو يقال، يرتبط بهذا التفسير الموجود برواية الشيخ الصدوق، عن المفسر الاسترابادي و الا فان التفسير الذي كتبه و جمعه الحسن بن خالد البرقي من املاء الامام، و كان عدد مجلداته مائة و عشرين مجلدا، كما صرح به ابن شهر آشوب [2] فلا كلام فيه، لأنه لم يكن لذلك عين و لا أثر، و لم يضعف ابن خالد البرقي حتي يكون فيه كلام، بل وثقه علماء الرجال كلهم، و منهم الرجالي الكبير أحمد بن العباس النجاشي [3] .

و لا يخفي أيضا علي القارئ أن هدفنا الوحيد من طرح هذا البحث هو أن نثبت بأن الامام العسكري عليه السلام قدم الي الامة الاسلامية أكبر ثروة علمية في علوم القرآن، و قد أثبتنا ذلك بشهادة ابن شهر آشوب. و اما أن هذا التفسير الموجود هو الذي نقل عن الامام أم لا؟ فهو أمر آخر و سوف نشير اليه، ان شاء الله.


پاورقي

[1] انظر ما كتبه العلامة الشيخ رضا الاستادي المطبوع في آخر تفسير الامام العسكري (ع) ص 721.

[2] قال ابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 34: الحسن بن خالد البرقي أخو محمد بن خالد، من كتبه تفسير العسكري من املاء الامام عليه السلام، مائة و عشرون مجلدة.

[3] قال النجاشي في رجاله ص 45: الحسن بن خالد بن محمد بن علي البرقي أبوعلي أخو محمد بن خالد، كان ثقة له كتاب النوادر.