عصره
لقد أشرنا قبل هذا: أن عصر الامام العسكري لو لم يكن من أشد العصور التي مرت علي الائمة المعصومين، فعلي الأقل كان من العصور الصعبة جدا، بحيث كان يعد ذلك العصر عصر اختناق و اضطراب و انحراف و فساد.
المسلمون عامة و الشيعة بصورة خاصة يهددهم مأساة الانحراف، و هم مع ذلك يعانون أشد المحن و الأذي، و العلويون مشردون و مطاردون و قد ملئت السجون و المقابر منهم.
و لقد وصف الامام عليه السلام ذلك العصر الذي كان يعيشه في دعائه الذي كتبه في جواب أهل قم لرفع الظلم و الأذي عنهم قائلا:
اللهم و قد شملنا زيغ الفتن و استولت غشوة الحيرة، و قارعنا الذل و الصغار، و حكم علينا غير المأمونين في دينك، و ابتز امورنا معادن الابن ممن عطل حكمك و سعي في اتلاف عبادك و افساد بلادك، اللهم و قد عاد فيئنا دولة بعد القسمة، و أمارتنا غلبة بعد المشورة، وعدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة، فاشتريت الملاهي و المعارف بسهم اليتيم و الأرملة، و حكم في أبشار أهل الذمة، و ولي القيام بأمورهم فاسق كل قبيلة، فلا ذائد يذودهم عن هلكة، و لا راع ينظر اليهم بعين الرحمة، و لا ذو شفقة يشبع الكبد الحري من مسغبة، فهم أولو ضرع بدار مضيعة، و أسراء مسكنة، و خلفاء كآبة و ذلة... [1] .
و صورنا عصره عليه السلام ضمن فصول، كما يلي:
[ صفحه 215]
پاورقي
[1] مهج الدعوات ص 67 - 63.