بازگشت

الخوف علي حياة الامام العسكري


و مما دعا الامام الهادي عليه السلام الي أن لا يتوسع في الاعلان عن امامة ولده الحسن عليه السلام، هو الخوف علي حياته و الحرص علي ابقاء نسل الامامة من بعده، و لذلك كان الهادي عليه السلام يحرص علي ابقائه بعيدا عن الأضواء و الأنظار، بحيث لم يعرفه أحد الا القليل، و لعل حياة أخيه محمد بن علي كانت سترا عليه، حتي خفيت معرفته - أيضا - عن كثير من العلويين، و يشهد بذلك: أنه لما دخل مشقوق الجيب علي والده في موت أخيه، سأل كل من كان هناك عنه و عن نسبته من الامام الهادي، الي أن قيل لهم: هذا هو الحسن بن علي العسكري.

و من أجل الحفاظ عليه من كيد الأعداء، نراه لم يصرح بامامته الا في الأشهر الأخيرة من حياته عليه السلام، و يشهد مواليه علي ذلك، كما أشرنا اليه في النص عليه.

و لقد بقي الامام و الحال هذه حتي استشهد والده العظيم، و اجتمع الناس لتشييعه، و أكثرهم لا يعرفه و لا يعرف من الامام من بعد الامام الهادي عليه السلام.

قال المسعودي في ذلك:

و حدثنا جماعة: كل منهم يحكي: أنه دخل الدار و قد اجتمع فيها جملة من بني هاشم من الطالبيين و العباسيين و اجتمع خلق من الشيعة و لم يظهر عندهم أمر أبي



[ صفحه 218]



محمد عليه السلام، و لا عرف خبرهم الا الثقات الذي نص أبوالحسن عليه السلام عندهم عليه... [1] .

و لا استغراب، فقد قام الامام الصادق عليه السلام بمثل هذا؛ حفظا علي ولده الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام، و كذلك فعل الامام الحسن العسكري نفسه عليه السلام؛ حفظا علي ولده الامام الحجة فانه عليه السلام لم يصرح حتي بولادته، الا عند القليل من خواصه.

و لعل هذا الأمر كان هو السبب في أن يتردد بعض الشيعة في الاعتقاد بامامة الحسن عليه السلام بعد أبيه، و ان رجعوا فورا؛ حينما رأوا الآيات و الدلائل.


پاورقي

[1] اثبات الوصية ص 234.