بازگشت

الاعتقاد بامامة محمد بن علي العسكري


وثمة سبب آخر لتردد بعض الشيعة في امامته عليه السلام، و هو الاعتقاد بامامة أخيه محمد بن علي، فان كثيرا من الشيعة كانوا يعتقدون بأنه الامام بعد أبيه، حتي انهم كانوا يقومون تعظيما له حينما كان يدخل علي أبيه، و لقد نهاهم الامام عن ذلك و كان يقول: عليكم بصاحبكم، و كان يشير الي ابنه أبي محمد العسكري عليه السلام.

و لقد استفاد بعض الجهلة و الخونة من هذه العقيدة الموهومة في حياة الامام الهادي و حتي بعد موت محمد بن علي، بل حتي بعد استشهاد الامام الهادي، كابن ماهويه و أصحابه و زمرته و جعفر بن علي الكذاب؛ لاغراء الناس و حرفهم عن الحق، بادعائهم أنه الامام، و أنهم الباب اليه.

روي الحضيني عن الحسين بن حمدان قال: لقيت أباالحسن بن بابويه و أباعبدالله أحمد بن عبدالله الجمال شيخا، كان مع أبي الحسن بن بابويه في داره ببغداد بالجانب الشرقي في عسكر المهدي، و سألتهما عما علماه من أمر الامام بعد أبي محمد عليه السلام، فقالا لي: ان أباالحسن عليه السلام كان أشار في حياته الي أبي جعفر؛ أحمد ابنه، و مضي أبوجعفر في حياة أبي الحسن عليه السلام و عاش أبوالحسن بعده أربع



[ صفحه 219]



سنين و عشرة أشهر، و كان فارس بن حاتم بن ماهويه يدعي أنه باب أبي جعفر، فأمر سيدنا أبوالحسن بلعن فارس بن حاتم، و وقعت الشبهة عند المقصرة و المرتابين من الشيعة، و كان الحق و الأمر لأبي الحسن عليه السلام.

و ادعي جعفر: أنه كان باب أبي جعفر بعد فارس بن حاتم بن ماهويه، و أمر ذلك من سيدنا أبي محمد عليه السلام، و ألقاه الي رجلين قبلا ذلك عنه و دعيا الناس، فأمر سيدنا بطلبهما فهربا الي الكوفة و أقاما بها الي أن مضي أبومحمد عليه السلام [1] .



[ صفحه 223]




پاورقي

[1] الهداية الكبري ص 96 (المخطوطة).