بازگشت

الملائكة هم رسل الله كسائر أنبياء الله


و روي الطبرسي عن أبي يعقوب، يوسف بن محمد بن زياد، و أبي الحسن، علي بن محمد بن سيار أنهما قالا: قلنا للحسن، أبي القائم عليهماالسلام: ان قوما عندنا يزعمون:



[ صفحه 241]



أن هاروت و ماروت ملكان، اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم، و أنزلهما الله مع ثالث لهما الي الدنيا، و أنهما افتتنا بالزهرة، و أرادوا الزنا بها، و شربا الخمر، و قتلا النفس المحرمة، و أن الله يعذبهما ببابل، و أن السحرة منهما يتعلمون السحر، و أن الله مسخ هذا الكوكب الذي هو الزهرة.

فقال الامام عليه السلام: معاذ الله من ذلك ان ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر و القبايح بألطاف الله، فقال عزوجل فيهم «لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون» [1] .

و قال: «و لله من في السموات و الأرض و من عنده (يعني الملائكة) لا يستكبرون عن عبادته و لا يستحسرون - يسبحون الليل و النهار لا يفترون» [2] و قال في الملائكة «بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون) [3] الي قوله «مشفقون» كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاءه في الأرض، و كانوا كالأنبياء في الدنيا، و كالأئمة، أفيكون من الأنبياء و الأئمة قتل النفس و الزنا، و شرب الخمر؟! ثم قال: أولست تعلم أن الله لم يدخل الدنيا من نبي أو امام من البشر؟ أوليس يقول «و ما أرسلنا قبلك من رسلنا (يعني الي الخلق) الا رجالا نوحي اليهم من أهل القري» [4] ، فأخبر أنه لم يبعث الملائكة الي الأرض ليكونوا أئمة و حكاما و انما ارسلوا الي أنبياء الله.

قالا: قلنا له: فعلي هذا لم يكن ابليس ملكا.

فقال: لا بل كان من الجن! أما تسمعان الله تعالي يقول: و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن» [5] فأخبر أنه كان من الجن، و هو الذي قال: «و الجان خلقناه من قبل من نار السموم» [6] .

و قال الامام عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي، عن الرضا، عن أبيه عن أبائه، عن علي عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله: أن الله اختارنا معاشر آل محمد صلي الله عليه و آله و اختار النبيين، و اختار الملائكة المقربين، و ما اختارهم الا علي علم منه بهم، أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن



[ صفحه 242]



ولايته و ينقطعون به من عصمته، و ينضمون به الي المستحقين لعذابه و نقمته.

قالا: فقلنا له: فقد روي لنا: أن عليا (صلوات الله عليه) لما نص عليه رسول الله صلي الله عليه و آله بالامامة، عرض الله ولايته علي فيام و فيام [7] من الملائكة فأبوها، فمسخهم الله ضفادع.

فقال: معاذ الله! هؤلاء المتكذبون علينا، الملائكة هم رسل الله كسائر أنبياء الله الي الخلق، أفيكون منهم الكفر بالله!؟

قلنا: لا.

قال: فكذلك الملائكة! ان شأن الملائكة عظيم، و ان خطبهم لجليل [8] .


پاورقي

[1] التحريم الآية 6.

[2] الأنبياء 20.

[3] الأنبياء 27.

[4] يوسف الآية 109.

[5] الكهف الآية 51.

[6] الحجر الآية 27.

[7] الفيام بفتح الفاء و كسرها الجماعة من الناس و غيرم.

[8] الاحتجاج ج 2، ص 265.