بازگشت

من تواضع لاخوانه فهو من الصديقين


و في الاحتجاج قال: و بالاسناد المتكرر ذكره عن الحسن العسكري (ع) أنه قال: اعرف الناس بحقوق اخوانه و أشدهم قضاءا لها، أعظمهم عند الله شأنا، و من تواضع في الدنيا لاخوانه، فهو عندالله من الصديقين، و من شيعة علي بن أبي طالب (ع) حقا، و لقد ورد علي أميرالمؤمنين (ع) أخوان له مؤمنان أب و ابن، فقام اليهما و أكرمهما و أجلسهما في صدر مجلسه و جلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام فأحضر، فأكلا منه ثم جاء



[ صفحه 245]



قنبر بطست و ابريق خشب و منديل لييبس، و جاء ليصب علي يد الرجل ماءا، فوثب أميرالمؤمنين (ع) فأخذ الابريق ليصب علي يد الرجل فتمرغ الرجل في التراب و قال: يا أميرالمؤمنين الله يراني و أنت تصب علي يدي؟!

قال: اقعد و اغسل يدك، فان الله عزوجل يراك و اخوك الذي لا يتميز منك و لا يتفضل عليك يخدمك، يريد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، و علي حسب ذلك في ممالكه فيها، فقعد الرجل. فقال له علي (ع): أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته و بجلته، و تواضعك لله بأن ندبني لما شرفك به من خدمتي لك، لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا، ففعل الرجل.

فلما فرغ ناول الابريق محمد بن الحنفية، و قال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت علي يده، ولكن الله يأبي أن يسوي بين ابن و أبيه اذا جمعهما مكان لكن قد صب الأب علي الأب فليصب الابن علي الابن، فصب محمد ابن الحنفية علي الابن. ثم قال الحسن العسكري عليه السلام: فمن اتبع عليا عليه السلام علي ذلك فهو الشيعي حقا. [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج ج 2، ص 267.