بازگشت

وصايا و دروس هامة الي شيعته


و عن الحضيني عن عيسي بن مهدي الجوهري، قال: خرجت أنا و الحسن بن مسعود و الحسين بن ابراهيم و عتاب و طالب ابنا حاتم و محمد بن سعيد و احمد بن الخصيب و احمد بن جنان من جنبلا الي سامراء في سنة سبع و خمسين و مائتين، فعدلنا من المدائن الي كربلاء فرأينا أثر سيدنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان، فلقينا اخواننا المجاورين بسامراء لمولانا أبي محمد الحسن عليه السلام لنهنئه بمولد مولانا المهدي عليه السلام، فبشرنا اخواننا أن المولود كان طلوع الفجر في يوم الجمعة لثمان [1] ليال خلت من شعبان و هو ذلك الشهر، فقضينا زيارتنا ببغداد، فزرنا أباالحسن موسي بن جعفر بن محمد و أبامحمد جعفر و محمد بن علي عليهم السلام و صعدنا الي سامراء، فلما دخلنا علي سيدنا أبي محمد الحسن (ع) بدأنا بالبكاء قبل التهنئة، فجهرنا



[ صفحه 246]



بالبكاء بين يديه، و نحن ما ينيف عن سبعين رجلا من أهل السواد، فقال: ان البكاء من السرور بنعم الله مثل الشكر لها، فطيبوا نفسا و قروا عينا، فوالله انكم علي دين الله الذي جاءت به ملائكته و كتبه و رسله، و انكم كما قال جدي رسول الله صلي الله عليه و آله. انه قال: اياكم أن تزهدوا في الشيعة: فان فقيرهم الممتحن المتقي عندالله يوم القيامة له شفاعة عند الله يدخل فيها مثل ربيعة و مضر، فاذا كان هذا لكم من فضل الله عليكم و علينا فيكم فأي شي ء بقي لكم، فقلنا بأجمعنا: الحمدلله و الشكر له، و لكم يا ساداتنا، فبكم بلغنا هذه المنزلة، فقال: بلغتموها بالله و بطاعتكم اياه و اجتهادكم بطاعته و عبادته و موالاتكم لأوليائه و معاداتكم لأعدائه.

قال عيسي بن مهدي الجوهري: فاردنا الكلام و المسألة، فأجابنا قبل السؤال: أما فيكم من أظهر مسألتي عن ولدي المهدي؟ فقلنا و اين هو؟ فقال: استودعته لله كما استودعت ام موسي ابنها، حيث ألقته في اليم الي أن رده الله اليها، فقالت طائفة منا: اي و الله لقد كانت هذه المسألة في أنفسنا قال: و منكم من سأل عن اختلاف بينكم و بين أعداء الله و أعدائنا من أهل القبلة و الاسلام، و أنا انبئكم بذلك فافهموا، فقالت طائفة اخري: أي و الله يا سيدنا لقد اضمرنا. فقال: ان الله عزوجل أوحي الي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله اني قد خصصتك و عليا و حججي منه ليوم القيامة و شيعتكم بعشر خصال: صلاة الخميس و التختم باليمين و تعفير الجبين، و الأذان و الاقامة مثني و حي علي خير العمل، و الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، و الآيتين، و القنوت و صلاة العصر و الشمس بيضاء نقية، و صلاة الفجر مغلسة، و اختضاب الرأس و اللحية و الوشمة، فخالفنا من أخذ حقنا و حزبه في الصلاة، فجعل أصل التراويح في ليالي شهر رمضان عوضا من صلاة الخميس كل يوم و ليلة، و كتف أيديهم علي صدورهم عوضا عن تعفير الجبين، و التختم باليسري عوضا عن التختم باليمين، و الفاتحة فرادي خلاف مثني، و الصلاة خير من النوم خلاف حي علي خيرالعمل، و الاخفاء عن القنوت، و صلاة العمر اذا اصفرت الشمس خلافا علي بيضاء نقية، و صلاة الفجر عند تلاحف بزوغ الشمس خلافا علي صلاتها مغلسة، و هجر الخضاب و النهي خلاف علي الأمر به و استعماله، فقال أكثرنا: فرحت [2] عنا يا سيدنا. قال: نعم، في أنفسكم ما تسألون عنه و أنا انبئكم به: و التكبير علي الميت خمسا و كبر غيرنا أربعا، فقلنا: يا سيدنا هو مماردنا [3] أن نسأل عنه،



[ صفحه 247]



فقال (عليه السلام): أول من صلي عليه من المسلمين خمسا؛ عمنا حمزة بن عبدالمطلب أسد الله و أسد رسوله، فانه لما قتل قلق رسول الله (ص) قلقا شديدا، و حزن عليه حتي عدم صبره و عزاؤه، فقال رسول الله و الله: لأقتلن عوضا عن كل شعرة سبعين رجلا من مشركي قريش. فأوحي الله سبحانه و تعالي: «و ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهم خير الصابرين و اصبر و ما صبرك الا بالله و لا تحزن عليهم و لا تكن في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون» [4] و انما احب الله جل ثناؤه يجعل ذلك في المسلمين، لأنه لو قتل بكل شعرة من حمزة عليه السلام ألف رجل من المشركين ما كان يكون عليهم في قتالهم حرج، و أرادوا دفنه بلاغسل، فأحب أن يدفن مضرجا بدمائه، و كان قد أمر بتغسيل الموتي فدفن بثيابه، فصارت سنة في المسلمين، لا يغسل شهداؤهم، و أمره الله أن يكبر عليه خمسا و سبعين تكبيرة، و يستغفر له بين كل تكبيرتين منها، فأوحي الله سبحانه اليه أني قد فضلت حمزة بسبعين تكبيرة لعظم منزلته عندي و كرامته علي، و لك يا محمد فضل علي المسلمين و كبر علي كل مؤمن و مؤمنة فاني افرض عليك و علي امتك خمس صلوات في كل يوم و ليلة، و الخمس تكبيرات عن خمس صلوات في كل يوم و ليلة و ثوابها، و اكتب له أجرها.

فقام رجل منا فقال: يا سيدنا من صلي الأربعة فقال: ما كبرها تيميا و لا عدويا و لا ثالثهما من بني امية و لا من بني هند، فمن كبرها طريد جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، و ان طريده مروان بن الحكم، لأن معاوية وصي يزيد بأشياء منها، و قال: خائف عليك يا يزيد من أربعة: من عبدالله بن عمرو من مروان بن الحكم و عبيدالله بن زياد و الحسين بن علي، ويلك يا يزيد منه.

فاما مروان بن الحكم فاذا أنا مت و جهزتموني و وضعتموني علي نعشي للصلاة فسيقولون: تقدم صل علي أبيك. قل: قد كنت أعصي أمره فقد أمرني أن لا يصلي عليه الا شيخ بني أمية مروان، فقدمه و تقدم علي ثقات موالينا فكبر أربع تكبيرات و استدعي بالخامسة، فقال: ألا يسلم فاقتلوه، فانك تراح منه و هو أعظمهم عليك، فسمي الخبر الي مروان فأسرها في نفسه و توفي معاوية و حمل علي نعشه و جعل الصلاة عليه. فقالوا الي يزيد يقدم [5] ، فقال ما وصاه أبوه، فقدموا مروان، و خرج يزيد عن الصلاة فكبر أربعا و تأخر عن الخامسة قبل الدعاء، فاشتغل الناس و قالوا: الآن ما كبر الخامسة و قلق مروان بن الحكم، و قام مروان و آل مروان الاخبار الكاذبة عن رسول الله (ص) في أن التكبير علي الميت



[ صفحه 248]



أربع، لئلا يكون مروان مبدعا. فقال قائل منا: يا سيدنا يجوز أن يكون أربعة تقية؟ فقال: هي خمسة لا تقية فيها، التكبيرات علي الميت خمس و التعفير في ادبار كل صلاة و ترفع القيود، و ترك المسح علي الخفين، و شرب المسكر السني. فقال سيدنا: ان الصلوات الخمس و أوقاتها سنة من رسول الله (ص) و لا الخمس منزلة من كتاب الله. فقال قائل منا: رحمك الله ما استسن رسول الله (ص) الا ما أمره الله به فقال: اما صلوات الخمس فهي عند أهل البيت كما فرض الله سبحانه و تعالي علي رسوله و هي احدي و خمسين ركعة من ستة أوقات، أبينها لكم من كتاب الله تقدست أسماؤه، و هو قوله تعالي في وقت الظهر «يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الي ذكر الله و ذروا البيع» [6] فأجمع المسلمون أن السعي صلاة الظهر، و أبان و أوضح في حقها في كتاب الله كثيرا. و صلاة العصر بينهما في قوله تعالي: «أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات» [7] الطرف صلاة العصر و مختلفون باتيان هذه الآية و تبيانها في حق صلاة العصر و صلاة الصبح و صلاة المغرب، فأساخ تبيانها في كتابه العزيز قوله تعالي: «حافظوا علي الصلوات و الصلاة الوسطي» [8] و في المغرب في ايقاع كتابه المنزل. و اما صلاة العشاء فقد بينها الله تعالي في كتابه العزيز: «أقم الصلاة لدلوك الشمس الي غسق الليل» [9] و ان هذه في حق صلاة العشاء، لأنه قال الي غسق الليل ما بين الليل دلوك الشمس حكم و قضي ما بين العشاء و بين صلاة الليل و قد جاء بيان ذلك في قوله و من بعد صلاة العشاء، فذكرها الله في كتابه و سماها و من بعدها صلاة اليل حكي في قوله تعالي: «يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه و رتل القرآن ترتيلا» [10] و بين الضعف و الزيادة و قوله عزوجل «انك تقوم ادني من ثلثي الليل و نصفه و ثله و طائفة من الذين معك و الله يقدر الليل و النهار [11] الي آخر السورة، و صلاة الفجر فقد حكي في كتابه



[ صفحه 249]



العزيز «و الذين هم علي صلاتهم يحافظون» [12] «و حكي في حقها «و الذين هم علي صلاتهم دائمون» [13] من صباحهم لمساهم و ماتين الآيتي و ما دونهما في حق صلاة الفجر، لأنها جامعة لصلاة، فمنها الي وقت ثان الي الانتها و في كمية عدد الصلاة و انها الصلاة تشعبت منها مبدأ الضياء، و هي السبب و الواسطة ما بين العبد و مولاه، و الشاهد من كتاب الله علي انها جامعه قوله تعالي: «الي غسق الليل و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا» [14] لأن القرآن من بعد فراغ العبد منا لصلاة، فان القرآن كان مشهودا اي في معني الاجابه و استماع الدعاء من الله عزوجل، فهذه الخمس اوقات التي ذكره الله عزوجل و أمر بها. الوقت السادس صلاة الليل، و هي فرض مثل الاوقات الخمس و لو لا صلاة ثمان ركعات لماتت واحد و خمسون ركعة، فضججنا بين يديه عليه السلام بالحمد و الشكر علي ما هدانا اليه [15] .


پاورقي

[1] و الأصح أنه عليه السلام ولد ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين انظر الكافي ج 1، ص 514.

[2] و في المخطوطة ص 69: فرجت.

[3] و في المخطوطة ص 69: أردنا.

[4] النحل الآية 128.

[5] و في المخطوطة ص 69: تقدم.

[6] الجمعة: الآية 9.

[7] هود: الآية 114.

[8] البقرة: الآية 238.

[9] الاسراء: الآية 78.

[10] المزمل: 2.

[11] المزمل: 19.

[12] المعارج: الآية 34.

[13] المعارج: الآية 23.

[14] الاسراء: الآية 78.

[15] الهداية الكبري ص 344.