بازگشت

حضوره في بيوت الشيعة سرا


و من رعايته للشيعة أنه كان عليه السلام يعين أحيانا - حسب ما يراه من المصلحة - بيتا من بيوت الشيعة في سامراء، و يأمر الشيعة بالاجتماع هناك بعد صلاة العشاء ليلتقي بهم، و كانوا يجتمعون هناك بأمره عليه السلام، و يعرضون مشاكلهم و مسائلهم الشرعية عليه.

قال السيد المرتضي في عيون المعجزات: و حدثني أبوالتحف المصري، يرفع الحديث برجاله الي أبي يعقوب اسحاق بن أبان - ره - قال: كان أبومحمد عليه السلام يبعث الي أصحابه و شيعته: صيروا الي موضع كذا و كذا، و الي دار فلان بن فلان؛ العشاء العتمة في ليلة كذا، فانكم تجدوني هناك. و كان الموكلون به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه عليه السلام بالليل و النهار، و كان يعزل في كل خمسة أيام، الموكلين و يولي آخرين، بعد أن يجدد عليهم الوصية؛ بحفظه و التوفر علي ملازمة بابه، فكان أصحابه و شيعته يصيرون الي الموضع، و كان عليه السلام قد سبقهم اليه، فيرفعون



[ صفحه 250]



حوائجهم اليه فيقضي لهم علي منازلهم و طبقاتهم، و ينصرفون الي أماكنهم بالآيات و المعجزات، و هو في حبس الأضداد [1] .

حضوره الي مناطقهم البعيدة؛ بطريقة الاعجاز:

روي القطب الراوندي عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن الشريف الجرجاني: حججت سنة، فدخلت علي أبي محمد عليه السلام بسر من رأي و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال، فأردت أن أسأله الي من أدفعه فقال - قبل أن قلت له ذلك -: ادفع ما معك الي المبارك خادمي.

قال: ففعلت و خرجت و قلت: ان شيعتك بجرجان يقرأون عليك السلام.

قال: أولست منصرفا بعد فراغك من الحج؟

قلت: بلي.

قال: فانك تصير الي جرجان من يومك هذا الي مائة و سبعين يوما، و تدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار، فأعلمهم: أني أوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار فامض راشدا، فان الله سيسلمك و يسلم ما معك، فتقدم علي أهلك و ولدك و يولد لولدك الشريف ابن، فسمه الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف، و سيبلغه الله و يكون من أوليائنا.

فقلت: يابن رسول الله، ان ابراهيم بن اسماعيل الجرجاني و هو من شيعتك كثير المعروف الي أوليائك، يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم، و هو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان.

فقال: شكر الله لأبي اسحاق، ابراهيم بن اسماعيل صنيعته الي شيعتنا، و غفر له ذنوبه، و رزقه ذكرا سويا قائلا بالحق، فقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد.

فانصرفت من عنده و حججت و سلمني الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في اول النهار من شهر ربيع الآخر؛ علي ما ذكر عليه السلام، و جائني أصحابنا يهنئوني، فأعلمتهم: أن الامام وعدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم، فتأهبوا لما تحتاجون اليه



[ صفحه 251]



و أعدوا مسائلكم و حوائجكم كلها.

فلما صلوا الظهر و العصر اجتمعوا كلهم في داري، فو الله ما شعرنا الا و قد و افانا أبومحمد عليه السلام فدخل الينا و نحن مجتمعون، فسلم هو أولا علينا، فاستقبلناه و قبلنا يده، ثم قال: اني كنت وعدت جعفر بن الشريف أن اوافيكم في آخر هذا اليوم فصليت الظهر و العصر بسر من رأي و صرت اليكم لأجدد بكم عهدا، و ها أنا جئتكم الآن، فاجمعوا مسائلكم و حوائجكم كلها.

فأول من انتدب لمسائلته النضر بن جابر، قال: يابن رسول الله! ان ابني جابرا أصيب ببصره منذ أشهر، فادع الله له أن يرد عليه عينيه. قال: فهاته.

فمسح بيده علي عينيه فعاد بصيرا، ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم، و أجابهم الي كل ما سألوه، حتي قضي حوائج الجميع، و دعالهم بخير، و انصرف من يومه ذلك [2] .


پاورقي

[1] عيون المعجزات ص 137، مدينة المعاجز ص 571.

[2] الخرايج ج 1، ص 424، كشف الغمة ج 3، ص 217، البحار ج 50، ص 262.