بازگشت

الناس في طبقات شتي


و قال الاربلي: و حدثني القاسم الهروي قال: خرج توقيع من أبي محمد عليه السلام الي بعض بني أسباط قال: كتبت اليه أخبره عن اختلاف الموالي و أسأله اظهار دليل، فكتب الي: و انما خاطب الله عزوجل العاقل، و ليس أحد يأتي بآية و يظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبين و سيد المرسلين. فقالوا: ساحر و كاهن و كذاب، و هدي الله من اهتدي و غير، أن الأدلة يسكن اليها كثير من الناس، و ذلك أن الله عزوجل يأذن لنا فنتكلم و يمنع فنصمت، و لو أحب أن لا يظهر حقا ما بعث النبيين مبشرين و منذرين، يصدعون بالحق في حال الضعف و القوة، و ينطقون في أوقات؛ ليقضي الله أمره و ينفذ حكمه.

الناس في طبقات شتي و المستبصر علي سبيل نجاة، متمسك بالحق متعلق بفرع أصيل، غير شاك، و لا مرتاب، لا يجد عنه ملجأ.

و طبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه و يسكن عند سكونه.

و طبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد علي أهل الحق، و دفع الحق بالباطل حسدا من عند



[ صفحه 254]



أنفسهم، فدع من يذهب يمينا و شمالا، فالراعي اذا أراد أن يجمع غنمه جمعها في أهون السعي. و ذكرت ما اختلف فيه موالي، فاذا كانت الرفعة و الكبر فلا ريب، و من جلس مجالس الحكم فهو أولي بالحكم، أحسن رعاية من استرعيت، و اياك و الاذاعه و طلب الرئاسة، فانهما يدعوان الي الهلكة.

ذكرت شخوصك الي فارس، فأشخص، خار الله لك، و تدخل مصر انشاء الله آمنا، و أقرأ من تثق به موالي؛ السلام، و مرهم بتقوي الله العظيم و أداء الأمانة، و أعلمهم أن المذيع حرب لنا [1] .


پاورقي

[1] كشف الغمة ج 2، ص 416، البحار ج 50، ص 296، معادن الحكمة ج 2، ص 250.