بازگشت

كتاب من بعض مواليه من داخل السجن


روي العلامة المجلسي عن كتاب العتيق للغروي، قال: يروي عن عبدالله بن جعفر الحميري، قال: كنت عند مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه اذ وردت اليه رقعة من الحبس من بعض مواليه يذكر فيه فيها ثقل الحديد و سوء الحال و تحامل السلطان، و كتب اليه:

يا عبدالله! ان الله عزوجل يمتحن عباده ليختبر صبرهم، فيثيبهم علي ذلك ثواب الصالحين، فعليك بالصبر، و اكتب الي الله عزوجل رقعة، و أنفذها الي مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه، و ارفعها عنده الي الله عزوجل، ادفعها حيث لا يراك أحد و اكتب في الرقعة:



[ صفحه 260]



الي الله الملك الديان، الممتحن المنان ذي الجلال و الاكرام و ذي المنن العظام و الأيادي الجسام، و عالم الخفيات و مجيب الدعوات و راحم العبرات، الذي لا تشغله اللغات و لا تحيره الأصوات و لا تأخذه السنات، من عبده الذليل البائس الفقير المسكين الضعيف المستجير.

اللهم! أنت السلام، و منك السلام و اليك يرجع السلام، تباركت و تعاليت يا ذاالجلال و الاكرام و المنن العظام و الأيادي الجسام، الهي مسني و أهل الضر، و أنت أرحم الراحمين، و أرأف الأرأفين و أجود الأجودين و أحكم الحاكمين و أعدل الفاصلين.

اللهم! اني قصدت بابك، و نزلت بفنائك و اعتصمت بحبلك و استغثت بك و استجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا اله العالمين خذ بيدي، انه قد علا الجبابرة في أرضك و ظهروا في بلادك و اتخذوا أهل دينك خوفا، و استأثروا بفي ء المسلمين و منعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم، و صرفوها في الملاهي و العازف، و استصغروا آلاءك و كذبوا أولياءك، و تسلطوا بجبريتهم ليعزوا من أذللت و يذلوا من أعززت، و احتجوا عمن يسألهم حاجة أو من ينتجع منهم فائدة، و أنت مولاي سامع كل دعوة و راحم كل عبرة و مقيل كل عثرة، سامع كل نجوي و موضع كل شكوي؛ لا يخفي عليك ما في السماوات العلي و الأرضين السفلي و ما بينهما و ما تحت الثري.

اللهم! اني عبدك ابن امتك، ذليل بين بريتك مسرع الي رحمتك راج لثوابك، اللهم! ان كل من أتيته فعليك يدلني و اليك يرشدني و فيما عندك يرغبني، مولاي و قد اتيتك راجيا، سيدي و قد قصدتك مؤملا يا خير مأمول و يا اكرم مقصود.

صلي علي محمد و علي آل محمد، و لا تخيب أملي و لا تقطع رجائي، و استجب دعائي و ارحم تضرعي يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا اله العالمين خذ بيدي، أنقذني و استنقذني و وفقني و اكفني.

اللهم! اني قصدتك بأمل فسيح و أملتك برجاء منبسط، فلا تخيب أملي و لا تقطع رجائي، اللهم! انه لا يخيب منك سائل و لا ينقصك نائل، يا رباه يا سيداه يا مولاه يا عماداه يا كهفاه يا حصناه يا حرزاه يا لجآه.

اللهم! اياك أملت يا سيدي، و لك أسلمت مولاي، و لبابك قرعت، فصل علي محمد و آل محمد، و لا تردني بالخيبة محزونا، و اجعلني ممن تفضلت عليه باحسانك و أنعمت عليه بتفضلك، وجدت عليه بنعمتك و أسبغت عليه آلاءك، اللهم! أنت غياثي و عمادي و انت عصمتي و رجائي، مالي أمل سواك



[ صفحه 261]



و لا رجاء غيرك، اللهم! فصل علي محمد و آل محمد، وجد علي بفضلك و امنن علي باحسانك و افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوي و أهل المغفرة، و أنت خير لي من أبي و امي و من الخلق أجمعين.

اللهم! ان هذه قصتي اليك لا الي المخلوقين، و مسئلتي لك اذ كنت خير مسؤول و أعز مأمول، اللهم صل علي محمد و آل محمد و تعطف علي باحسانك و من علي بعفوك و عافيتك، و حصن ديني بالغني و احرز أمانتي بالكفاية، و اشغل قلبي بطاعتك و لساني بذكرك و جوارحي بما يقربني منك.

اللهم ارزقني قلبا خاشعا و لسانا ذاكرا، و طرفا غاضا و يقينا صحيحا، حتي لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تقديم ما أجلت، يا رب العالمين و يا أرحم الراحمين، صل علي محمد و آل محمد، و استجب دعائي و ارحم تضرعي و كف عني البلاء و لا تشمت بي الأعداء و لا حاسدا، و لا تسلبني نعمة ألبستينها، و لا تكلني الي نفسي طرفة عين أبدا، يا رب العالمين و صل الله علي محمد النبي و آله و سلم تسليما [1] .


پاورقي

[1] مسند الامام العسكري ص 182 عن البحار ج 100، ص 238.