ثلاثة آلاف درهم الي أحمد بن صالح
و روي الحضيني عن أحمد بن صالح، قال: خرجت من الكوفة الي سامراء، فدخلت علي مولاي أبي محمد الحسن عليه السلام في سنة تسع و خمسين و مائتين، و كان لي أربع بنات.
فقال لي: يا أحمد، أي شي ء كان من بناتك؟
[ صفحه 265]
فقلت: بخير يا مولاي.
فقال: أما الواحدة آمنة فقد ماتت بهذا اليوم، و أما سكينة تموت في غد، و خديجة و فاطمة فتموتان بأول يوم من الهلال المستهل.
فبكيت، فقال: رقة عليهن أم اهتماما بتجهيزهن!؟
فقلت: يا مولاي، ما خلفت ما يستر الواحدة منهن.
فقال: قم ولاتهتم، فقد أمرنا عثمان بن سعيد بانفاذ ورق بتجهيزهن، و يفضل لك بعد تجهيزهن بالأكياس؛ ثلاثة آلاف درهم، و هي ما أن سألت.
قال: قد كان قصدي يا مولاي أن أسألك ثلاثة آلاف درهم حتي أزوجهن و أخرجهن الي أزواجهن.
فجهزتهن الي الآخرة، و ذخرت الثلاثة آلاف درهم علي، و أقمت الي أول يوم من الهلال و دخلت عليه. فقال: أخرج يا أحمد بن صالح الي الكوفة، فقد عظم الله أجرك في بناتك.
فخرجت حتي وردت الكوفة الثلاثة آلاف درهم، فلم يزل اخواني من أهل الكوفة و سائر السواد؛ يستمدون من تلك الدراهم، و فرقتها عليهم، و ما أنفقت منها علي نفسي ثلاثين درهما، و رجعت من قابل و دخلت علي مولاي الحسن عليه السلام يوم الجمعة، لثماني ليال خلت من شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين، و كان هذا من دلائله عليه السلام [1] .
پاورقي
[1] الهداية الكبري ص 341.