بازگشت

موقف الامام العسكري، من صاحب الزنج


و أما موقف الامام عليه السلام، فنراه ينفي دعوي هذا المفسد بأقصر و أوجز بيان، و اليك النص الوارد في ذلك:

روي ابن شهر آشوب في المناقب عن محمد بن صالح الخثعمي، قال: عزمت أن أسأل في كتابي، الي أبي محمد عليه السلام،... و عن صاحب الزنج، فأنسيت فورد علي جوابه: «... و صاحب الزنج ليس منا أهل البيت» [1] .

ان الامام عليه السلام لم يفصل أكثر من هذا لعلل، نشير الي بعضها:

منها: ما أشار اليه السيد الصدر في الغيبة الصغري قائلا:

«و لم يسأل الامام عن التفاصيل السياسية لثورة الزنج لعدم تحمله مسئولية بيانها؛ باعتباره ليس حاكما و لا في طريق الحكم، و كل من يكون كذلك، لا يكون مسؤولا عن بيان آرائه السياسية كما أسلفنا، مضافا الي أن نقد صاحب الزنج في تفاصيله يحتوي علي تأييد ضمني للدولة، و بخاصة اذا عرفنا أن المنازل في حومة القتال هو الموفق الذي خشي عبيدالله بن خاقان أن يجتمع بالامام في مجلسه، فاستنكار ثورة



[ صفحه 283]



الزنج يجب أن يعطي من قبل الامام بحذر بالغ، بشكل لا يستشعر منه ذلك التأييد، فان الأمر الأول الذي ذكرناه لصاحب الزنج، و هو خروجه علي الدولة العباسية، و وقوفه منها موقف المعارض، أمر ينبغي المحافظة علي معنويته من حيث كونه مؤديا الي اضعاف الحكم و كسر شوكته... علي أن هناك فائدة اخري قد ينالها الامام و أصحابه من وراء حركة الزنج، فهي في نظرهم و ان كانت واقعا مؤسفا، الا أنها حقيقة يمكن استغلالها، و ذلك لأن الدولة لم تكن من القوة بحيث يمكنها أن تحارب من جبهتين، و أن تعطي لكل جبهة ثقلها المطلوب، اذن فاتجاهها لحرب الزنج يعني - الي حدما - خفة الضغط علي الامام و أصحابه...» [2] .

كما يمكننا أن نقول: ان في جوابه عليه السلام غني و كفاية عن شرح التفاصيل حوله، فانه عليه السلام قد نفي بقوله: «ليس منا أهل البيت اوليس من أهل البيت» [3] عمله و مذهبه و نسبه. و هذا مما أشار اليه المحدث القمي في سفينة البحار:

قال: فنفاه عليه السلام عن أهل البيت، و كان منفيا عنهم نسبا و مذهبا و عملا [4] .



[ صفحه 287]




پاورقي

[1] مناقب ابن شهر آشوب ج 4، ص 428.

[2] تاريخ الغيبة الصغري ج 1، ص 186.

[3] كشف الغمة ج 3، ص 214.

[4] سفينة البحار ج 1، ص 559.