بازگشت

موقفه من الصوفية


و من جملة الفرق الفاسدة التي تبرأ الامام العسكري عليه السلام منها أشد البراءة، و حذر الناس منها؛ هي الفرقة الصوفية، تلك الطائفة التي استطاعت أن تغري البسطاء من المسلمين تحت ستار الاسلام؛ منذ ظهورها في القر الثاني، بسبب ميدعها و مؤسسها أبي هاشم الكوفي.

و الصوفية قوم أشار اليهم الامام الهادي عليه السلام قائلا: انهم خلفاء الشياطين، و مخربوا قواعد الدين، يتزهدون لراحة الأجسام، و يتجهدون لتقييد الأنام، أورادهم الرقص و التصدية، و أذكارهم الترنم و التغنية... [1] .

و بانتشار فكرة التصوف، بدأ الأئمة عليهم السلام بالتصدي لآرائهم الباطلة.

و من الحملات التي شنها الأئمة عليهم السلام علي هذه الطائفة، ماورد في السفينة عن البزنطي، انه قال: قال رجل من أصحابنا للصادق جعفر بن محمد عليه السلام: قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم الصوفية، فما تقول فيهم؟ قال عليه السلام: انهم أعداؤنا فمن مال اليهم فهو منهم، و يحشر معهم [2] .

و روي المحدث القمي في السفينة - أيضا - عن قرب الاسناد، للشيخ الأقدام علي بن بابويه القمي، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عبدالجبار عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، أنه قال: سئل أبوعبدالله - يعني جعفر الصادق عليه السلام - عن حال أبي هاشم - فقال عليه السلام: انه كان فاسد العقيدة جدا، و هو الذي ابتدع مذهبا يقال له التصوف، و جعله مفرا لعقيدته الخبيثة [3] .

و روي الأردبيلي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال لأبي هاشم الجعفري:

يا أباهاشم! سيأتي زمان علي الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة، و قلوبهم مظلمة، منكدرة، السنة



[ صفحه 289]



فيهم بدعة، و البدعة فيهم سنة، المؤمن بينهم محقر، و الفاسق بينهم موقر، امراؤهم جاهلون جائرون و علماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، و أصاغرهم يتقدمون علي الكبراء، و كل جاهل عندهم خبير، و كل محيل عندهم فقير، لا يتميزون بين المخلص و المرتاب، و لا يعرفون الضأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله علي وجه الأرض، لأنهم يميلون الي الفلسفة و التصوف، و أيم الله انهم من أهل العدول و التحرف، يبالغون في حب مخالفينا و يضلون شيعتنا و موالينا، فان نالوا منصبا لم يشبعوا من الرشاء، و ان خذلوا عبدوا الله علي الرياء، ألا انهم قطاع طريق المؤمنين و الدعاة الي نحلة الملحدين، فمن أدركهم فليحذرهم وليصن دينه و ايمانه.

ثم قال: يا أباهاشم! هذا ما حدثني به أبي عن آبائه عن جعفر بن محمد عليهم السلام، و هو من أسرارنا فاكتمه الا عن أهله


پاورقي

[1] ذرايع البيان في عوارض اللسان ج 2، ص 37.

[2] سفينة البحار ج 2، ص 57.

[3] نفس المصدر.