بازگشت

كثرة الاضطرابات و الفوضي أيام المعتز


كانت الحكومات العباسية في الغالب منشغلة بمكافحة ارادة الأمة في الخلاص من الظلم و الجور و الفساد، و منهمكة في جمع الضرائب المالية و كان سلاطينهم غارقين في اللهو و الفساد و انتهاك الحرمات.

من هنا كانت المواطن الاسلامية تنفجر بالاضطرابات و الثورات، تعبيرا عن سخط الامة علي الأوضاع التي تعيشها آنئذ.

و لقد كان حصة حكم المعتز وافرة من تلك الاضطرابات و الفوضي، قال ابن واضح الأخباري:

«و لما كثر الاضطراب، تأخرت أموال البلدان و نفد ما في بيوت الأموال، فوثب الأتراك بكرخ سر من رأي، فخرج اليهم وصيف ليسكنهم، فرموه فقتلوه و حزوا رأسه في سنة 253، و تفرد بغا بالتدبير، ثم تحرك صالح بن وصيف و اجتمع اليه أصحاب أبيه فصار في منزلته، و ضعف أمر المعتز حتي لم يكن له أمر و لا نهي، و انتقضت الأطراف، و خرج بديار ربيعة رجل من الشراة يقال له مساور بن عبدالحميد و يعرف بأبي صالح من بني شيبان، ثم صار الي الموصل، فطرد عاملها و سار حتي قرب من سر من رأي، و نزل في المحمدية ثلاثة فراسخ من قصور الخليفة، فدخل القصر و جلس علي الفرش، و دخل الحمام و ندب له المعتز قائدا و جيشا بعد قائد و جيش، و هو يهزمهم حتي كشف جمعه و اشتدت شوكته» [1] .


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي ج 2، ص 502.