بازگشت

يضرب الخليفة بالدبابيس ليخلع نفسه


و أضاف ابن كثير:

«و لثلاث بقين من رجب من هذه السنة - 255- خلع الخليفة المعتز بالله.. و كان سبب خلعه أن الجند اجتمعوا فطلبوا منه أرزاقهم فلم يكن عنده ما يعطيهم، فسأل من



[ صفحه 302]



امه أن تقرضه مالا يدفعهم عنه به فلم تعطه، و أظهرت أنه لا شي ء عندها، فاجتمع الأتراك علي خلعه، فأرسلوا اليه ليخرج اليهم، فاعتذر بأنه قد شرب دواء و أن عنده ضعفا، ولكن ليدخل الي بعضكم، فدخل اليه بعض الامراء فتناولوه بالدبابيس يضربونه، و جروا برجله و أخرجوه و عليه قميص مخرق ملطخ بالدم، فأقاموه في وسط دار الخلافة في حر شديد حتي جعل يراوح بين رجليه من شدة الحر و جعل بعضهم يلطمه و هو يبكي، و يقول له الضارب: اخلعها، و الناس مجتمعون، ثم ادخلوه حجرة مضيقا عليه فيها، و ما زالوا عليه بأنواع العذاب حتي خلع نفسه من الخلافة و ولي بعده المهتدي بالله، ثم سلموه الي من يسومه سوء العذاب بأنواع المثلاث، و منع من الطعام و الشراب ثلاثة أيام، حتي جعل يطلب شربة من ماء البئر فلم يسق، ثم أدخلوه سربا فيه جص جير فدسوه فيه، فأصبح ميتا، فاستلوه من الجص سليم الجسد، و أشهدوا عليه جماعة من الأعيان، أنه مات و ليس به أثر» [1] .


پاورقي

[1] البداية و النهاية ج 11، ص 16.