بازگشت

المهتدي المتزهد


و لقد اشتهر المهتدي بأنه كان من الخلفاء الزاهدين، و أنه أكثرهم عبادة و زهادة و خوفا من الله، حتي قال فيه ابن الأثير و غيره.

«كان المهتدي من أحسن الخلفاء مذهبا و أجودهم طريقة و أكثرهم ورعا و عبادة و زهادة» [1] .

ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فلقد كان هذا الخليفة متزهدا لا زاهدا، نعم لقد كان من شدة زهده و ورعه و خوفه من الله، أن سعي في افناء العلويين، و خصوصا الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام؛ حقدا و حسدا منه عليهم.

روي الكليني عن محمد بن الحسن بن شمون، قال: حدثني أحمد بن محمد، قال: كتبت الي أبي محمد عليه السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي: يا سيدي الحمدلله الذي شغله عنا، فقد بلغني أنه يتهددك و يقول: و الله لاجلينهم عن جديد الأرض.

فوقع أبومحمد عليه السلام بخطه: ذاك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام، و يقتل في اليوم السادس، بعد هوان و استخفاف يمر به، فكان كما قال [2] .



[ صفحه 308]




پاورقي

[1] الكافي في التاريخ ج 7، ص 233.

[2] الكافي ج 1، ص 510، ح 16.