كتمان ولادة الحجة
لقد كتم الامام العسكري عليه السلام ولادة ولده الحجة (ع)، خوفا عليه من الأعداء حتي أنه أمر بعض خاصة شيعته كأحمد بن اسحاق و غيره؛ حينما بشرهم بذلك: أن يكتموا أمره و يستروا ولادته عن الآخرين، بقوله: ولد لنا مولود، فليكن عندك مستورا، و عن جميع الناس مكتوما [1] .
بل كتم حمله أيضا، حتي عن أخص الخواص، و لم يعلم بذلك أحد حتي القريب من أهل بيته، الا حكيمة بنت الامام الجواد عليه السلام التي أعلمت بذلك في وقت متأخر جدا، و ذلك في النصف من شعبان؛ و هي ليلة ولادة الحجة بن الحسن المهدي، فانه عليه السلام دعاها و أخبرها بأن الحجة عليه السلام سيولد.
قالت حكيمة: بعث الي أبومحمد عليه السلام سنة خمس و خمسين و مائتين في النصف من شعبان و قال: يا عمة اجعلي الليلة افطارك عندي، فان الله عزوجل سيسرك بوليه و حجته علي خلقه، خليفتي من بعدي.
قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد، و أخذت ثيابي علي، و خرجت من ساعتي حتي انتهيت الي أبي محمد عليه السلام و هو جالس في صحن الدار و جواريه حوله. فقلت: جعلت فداك يا سيدي، الخلف ممن هو؟
قال: من سوسن.
فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر، غير سوسن... [2] .
پاورقي
[1] كمال الدين ج 2، ص 434.
[2] الغيبة ص 141.