بازگشت

وقفة للتأمل


المستفاد من كلام احمد بن عبيد هو: أن النظام العباسي كان يحسب لمرض الامام حسابا خاصا، و لذلك نري أنه لما أخبر جعفر بن علي، عبيدالله بمرض الامام عليه السلام، قام من فوره الي الخليفة ثم رجع مستعجلا و معه خمسة من خواص الخليفة، و منهم النحرير؛ الذي كان الامام مسجونا عنده، قاصدين بيت الامام العسكري عليه السلام للاستقرار في بيته، و تعرف خبره و حاله، و نقل تطورات حالته الصحية في كل لحظة الي المعتمد.

ثم يرسل اثر ذلك المتطببين الي بيته تحت عنوان معالجته عليه السلام، و يرسل بعده قاضي القضاة مع عشرة من المعروفين عند هذا القاضي بامانتهم و ورعهم!!! لمراقبة الأوضاع من قريب. الحقيقة أن الخليفة كان قد أرسل ثلاث بعثات، بعثة العيون و الجواسيس، و البعثة الطبية لعنوان المعالجة، و بعثة القضاة لتبرئة النظام؛ من خلال شهادتهم: بأن الامام عليه السلام مات حتف أنفه؛ غير مسموم و لا مقتول.

لا شك أن هذه التصرفات المدروسة المريبة التي قام بها الخليفة العباسي و نظامه،



[ صفحه 419]



تشير بوضوح الي أن السلطة العباسية اجتهدت في التستر علي أمر خطير، يتعلق بالسبب الذي أدي الي مرض الامام عليه السلام، و هو في ريعان شبابه، هذا الأمر الخطير الذي اطلع عليه بالتأكيد بعض الأفراد، و خشي المعتمد العباسي من انتشار نبأه في أوساط الناس. فالسلطة العباسية اذن متهمة، بالسبب المؤدي الي مرض الامام عليه السلام، و ما ذاك الا أنه مات مسموما.