بازگشت

استئثار رجال السلطة بالأموال العامة


السمة الغالبة في حياة سلاطين هذا العصر و من سار في ركابهم من القادة و الولاة و الامراء و القضاة هي الاستئثار ببيت المال و تسخيره لخدمة مصالحهم الخاصة و حرمان الأغلبية الساحقة منه، و من مظاهر ذلك الاستئثار أن أم شجاع والدة المتوكل حينما ماتت قبله بسنة خلفت أموالا لا تحصر؛ من ذلك خمسة آلاف ألف دينار من العين وحده [1] و نقل المؤرخون في أحداث سنة 249 أن المستعين أطلق يد والدته و يد أتامش و شاهك الخادم في بيوت الأموال، و أباحهم فعل ما أرادوا، فكانت الأموال التي ترد من الآفاق يصير معظمها الي هؤلاء الثلاثة... و ما يفضل من هؤلاء الثلاثة يأخذه أتامش للعباس بن المستعين فيصرفه في نفقاته. [2] .

و ذكروا أنه حينما خرج المستعين من سامراء و بويع للمعتز سنة 252 ه



[ صفحه 16]



خلف في بيت المال بسامراء نحو خمسمائة ألف دينار، و في بيت مال أم المستعين ألف ألف دينار، و في بيت مال العباس ابنه ستمائة ألف دينار. [3] .

و في أحداث سنة 255 ه ذكروا أنه ظفر لقبيحة أم المعتز و زوجة المتوكل بعد خلع المعتز و قتله، بخزائن تحت الأرض فيها أموال كثيرة، و من جملتها دار تحت الأرض وجدوا فيها ألف ألف دينار و ثلاثمائة ألف دينار، و وجدوا في سفط قدر مكوك زمرد لم ير الناس مثله، و في سفط آخر مقدار مكوك من اللؤلؤ الكبار، و في سفط آخر مقدار كليجة من الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله، فقومت الأسفاط بالفي ألف دينار. [4] .

أما استعراض تفاصيل أموال و ضياع الامراء و الولاة و القضاة و كتاب الدواوين و الجواري و المغنين و الشعراء و غيرهم من المقربين الي البلاط، فمما يخرج بنا عن الغرض، و يكفي مثالا علي ذلك أن بغا الكبير حينما مات سنة 248 ه ترك من المتاع و الضياع ما قيمته عشرة آلاف ألف دينار، و ترك عشر حبات جوهر قيمتها ثلاثة آلاف ألف دينار. [5] .

و كانت مؤونة أحمد بن طولون ألف دينار في اليوم... و حينما مات خلف من العين عشرة آلاف ألف دينار، و أربعة و عشرين ألف مملوك. [6] .



[ صفحه 17]



و كانت غريب جارية المعتمد ذات أموال جزيلة. [7] .


پاورقي

[1] سير أعلام النبلاء 12: 41.

[2] الكامل في التاريخ / ابن الأثير 6: 154 - دار الكتب العلمية - 1415 ه، البداية و النهاية / ابن كثير 11: 3 - مكتبة المعارف - 1414 ه.

[3] الكامل في التاريخ 6: 166، البداية و النهاية 11: 7.

[4] تاريخ الطبري 9: 395 بتحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم - بيروت، الكامل في التاريخ 6: 202، البداية و النهاية 11: 17، تاريخ الخلفاء / السيوطي: 280.

[5] البداية و النهاية 11: 2.

[6] سير أعلام النبلاء12: 94 - 95.

[7] سير أعلام النبلاء 12: 552.