بازگشت

انتقاض أطراف الدولة


صار أغلب العمال و الولاة في هذا العصر غير مقيدين بالارتباط الوثيق بعاصمة الملك أو الموالاة للدولة، فكان بامكانهم الانفصال و مناجزة الآخرين



[ صفحه 24]



القتال، فكانت الحروب سجالا بين امراء الجند و الولاة و العمال في أطراف الدولة، فكثر المتغلبون فيها، و أصبحت المدن الاسلامية تستقبل كل فترة عاملا جديدا يحكمها و يدير شؤونها و يجبي خراجها.

فمثلا كانت الأندلس تحت سيطرة الأمويين [1] ، و الشمال الأفريقي تحت امرة آل الأغلب [2] ، و مصر تحت سيطرة أحمد بن طولون التركي [3] ، كما تغلب يعقوب بن الليث الصفار علي خراسان و نيسابور حتي بلغت شوكته أن حارب جيش المعتمد في دير العاقول بعد أن استولي علي واسط [4] ، و سيطر الحسن بن زيد العلوي علي طبرستان و أسس الدولة العلوية هناك [5] ، و تغلب علي آذربيجان محمد بن البعيث في زمان المتوكل [6] ، و علي تفليس اسحاق بن اسماعيل مولي بني أمية [7] ، كما تغلب البطارقة علي أرمينية [8] ، و استحوذ محمد



[ صفحه 25]



ابن واصل التميمي علي الأهواز ثم علي بلاد فارس [9] ، كما خضعت مرو لشركب الحمار و قيل: الجمال [10] ، و قد حصل كل هذا في الفترة من سنة 238 الي سنة 259 ه الأمر الذي يشير الي تدهور السلطة في هذا العصر الي حد بعيد.


پاورقي

[1] سير أعلام النبلاء 8: 260 - 263.

[2] الكامل في التاريخ 6: 66 و 89 و 102 و 126 و 132 و 155.

[3] الكامل في التاريخ 6: 195 و 213 و 227 و 238، و سير أعلام النبلاء 13:94 / 53.

[4] تاريخ اليعقوبي 2: 504، الكامل في التاريخ 6: 114 و 151 و 193 و 197 و 232 و 242 و 246، سير أعلام النبلاء 12: 513 / 191.

[5] تاريخ الطبري 9: 271، و مروج الذهب 4: 410 و 426 و 431 و 542، و الكامل في التاريخ 6: 158 و 204 و 227 و 233 و 238 و 246 و 336، البداية و النهاية 11: 6 و 15 و 24 و 30.

[6] الكامل في التاريخ 6: 100 و 104، البداية و النهاية 10: 312.

[7] تاريخ اليعقوبي 2: 489، الكامل في التاريخ 6: 116.

[8] تاريخ اليعقوبي 2: 489.

[9] البداية و النهاية 11: 24 و 29.

[10] تاريخ الطبري 9: 502، الكامل في التاريخ 6: 244، البداية و النهاية 11: 31.