بازگشت

ايداعه السجن


تعرض الامام العسكري عليه السلام خلال خلافة المعتز و المهتدي و المعتمد الي السجن أكثر من مرة، و كانوا يوكلون به أشخاصا من ذوي الغلظة علي آل أبي طالب و العداء لأهل البيت عليهم السلام من أمثال: علي بن اوتامش [1] ، و أقتامش [2] .



[ صفحه 37]



و نحرير [3] ، و علي بن جرين، و كان المعتمد يسأل علي بن جرين عن أخباره عليه السلام في كل مكان و وقت، فيخبره أنه يصوم النهار و يصلي الليل [4] ، كما كان العباسيون يدخلون علي بعض مسؤولي السجن و منهم صالح بن وصيف، فيوصونه بأن يضيق عليه و يؤذيه. [5] .

و كانوا لا يفارقونه حتي في الاعتقال حيث كانت الرقابة السرية تطارده و أصحابه بدس الجواسيس بين أصحابه في السجن، و كان أحدهم يدعي أنه علوي و هو جمحي، و قد هيأ كتابا جعله في طيات ثيابه كتبه الي السلطان يخبره بما يقولون و يفعلون. [6] .

و يصف أبويعقوب اسحاق بن أبان طريقة حراسة السجن الذي يودع فيه الامام عليه السلام و مراقبته الصارمة بقوله: «ان الموكلين به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه عليه السلام بالليل و النهار، و كان يعزل الموكلون و يولي آخرون بعد أن



[ صفحه 38]



تجدد عليهم الوصية بحفظه و التوفر علي ملازمة بابه». [7] .

أما موقف الامام عليه السلام من السجن و السجانين، فهو اقامة الحجة الواضحة عليهم عن طريق أفعاله و زهده و عبادته و صلاحه، و قد استطاع من خلال هذا الاسلوب أن يفرض هيبته علي غالبيتهم، حتي أن بعضهم يرتعد خوفا و فزعا بمجرد أن ينظر اليه، قال بعض الأتراك الموكلون به حينما كان في سجن صالح بن وصيف: «ما نقول في رجل يصوم النهار و يقوم الليل كله، و لا يتكلم و لا يتشاغل بغير العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا و داخلنا ما لا نملكه من أنفسنا». [8] .

و حينما حل في سجن علي بن أوتامش، و كان شديد العداوة لآل البيت عليهم السلام غليظا علي آل أبي طالب، فضلا عن أنه اوصي من قبل السلطة بأن يفعل به و يفعل علي ما جاء في الرواية، لكنه تأثر بهدي الامام عليه السلام و مكارم أخلاقه، فوضع خده علي الأرض تواضعا له، و كان لا يرفع بصره اليه اجلالا و اعظاما، و خرج من عنده و هو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم فيه قولا. [9] .

و حينما أوصي العباسيون صالح بن وصيف عندما حبس أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام عنده بأن يضيق عليه، قال لهم صالح و هو يعلن اعتذاره و عجزه عن هذا الأمر: «ما أصنع به و قد وكلت به رجلين من شر من قدرت عليه، فقد



[ صفحه 39]



صاروا من العبادة و الصلاة و الصيام الي أمر عظيم». [10] .


پاورقي

[1] في بعض المصادر: بارمش أو نارمش.

[2] راجع: أصول الكافي / للشيخ الكليني 1: 508 / 8 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام من كتاب الحجة - دار الأضواء - بيروت - 1405 ه، الارشاد للشيخ المفيد 2: 329 - مؤسسة آل البيت عليهم السلام - قم - 1413 ه، المناقب لابن شهرآشوب 4: 462.

[3] راجع: أصول الكافي 1: 513 / 26 من الباب السابق، الارشاد 2: 334.

[4] اثبات الوصية / المسعودي: 253 - انصاريان - قم - 1417 ه، مهج الدعوات / السيد ابن طاووس: 343، بحارالأنوار 50: 314.

[5] أصول الكافي 1: 512 / 23 من الباب السابق، الارشاد 2: 334، المناقب لابن شهرآشوب 4: 462.

[6] المناقب لابن شهرآشوب 4: 470، اعلام الوري 2: 141، الخرائج و الجرائح لقطب الدين الراوندي 2: 682 / 1 و 2 - مدرسة الامام المهدي عليه السلام - قم، بحارالأنوار 50: 54 / 10 و 312 / 10.

[7] بحارالأنوار 50: 304 / 80 عن عيون المعجزات.

[8] الكافي 1: 512 / 23 من الباب السابق، الارشاد 2: 334.

[9] الكافي 1: 508 / 8 من الباب المتقدم، الارشاد 2: 329.

[10] الكافي 1: 512/ 23 من الباب المتقدم، الارشاد 2: 334.