بازگشت

تحذيرهم من الفتن


حيث كان عليه السلام يمارس دوره كقائد لمواليه و أصحابه وراع لمصالحهم و مدافع عن قضاياهم في حدود فسحة ضيقة محكومة بالرقابة و الضغط، و علي هذا الصعيد كان عليه السلام يحذرهم الأخطار و الفتن المحدقة بهم، و من الوقوع في أحابيل السلطة، و يساعدهم في اخفاء نشاطهم بحسب الامكان، و يهي ء الجماعة الصالحة لغيبة ولده الحجة عليه السلام الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا.

و في هذا الاتجاه أوصي أصحابه أن يكونوا علي اهبة من فتنة تظلهم عند موت المعتز. [1] .

و حذرهم من الاذاعة و طلب الرئاسة مشددا علي التقوي و أداء الأمانه، فقد جاء في رسالة له عليه السلام الي بعض بني أسباط: «اياك و الاذاعة و طلب الرئاسة، فانهما يدعوان الي الهلكة... و اقرأ من تثق به من موالي السلام، و مرهم بتقوي الله العظيم و أداء الأمانة و أعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا». [2] .

و أكد علي الكتمان و الحيطة حتي أنه عليه السلام قال لأحد أصحابه: «اذا سمعت



[ صفحه 45]



لنا شاتما فامض لسبيلك التي امرت بها، و اياك أن تجاوب من يشتمنا، أو تعرفه من أنت، فاننا ببلد سوء و مصر سوء». [3] .

و قال لأحد أصحابه حينما أراد أن يصرح بامامته عليه السلام: «انما هو الكتمان أو القتل، فاتق الله علي نفسك»، و في رواية: «فابقوا علي أنفسكم». [4] .

و بلغت درجة الحيطة لديه عليه السلام أنه أوصي بعض أصحابه أن لا يسلم عليه أو يدنو منه، فقد ترصده أصحابه يوما عند ركوبه الي دار الخلافة ليسلموا عليه، فخرج التوقيع منه عليه السلام اليهم: «ألا لا يسلمن علي أحد، و لا يشير الي بيده، و لا يومئ، فانكم لا تأمنون علي أنفسكم». [5] .

و نادي عليه السلام يوما حمزة بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي، و قد أراد الاقتراب منه حينما خرج مع السلطان و أحس منه خلوة،: «لا تدن مني، فان علي عيونا، و أنت أيضا خائف». [6] .


پاورقي

[1] كشف الغمة 3: 295، بحارالأنوار 50: 298 / 72.

[2] كشف الغمة 3: 293، بحارالأنوار 50: 296 - 297.

[3] المناقب لابن شهرآشوب 4: 461.

[4] اثبات الوصية 251، كشف الغمة 3: 302، بحارالأنوار 50: 290 / 63.

[5] الخرائج و الجرائح 1: 439 / 20، بحارالأنوار 50: 269 / 24.

[6] الثاقب في المناقب / لأبي جعفر محمد بن علي الطوسي: 573 / 520 - دار الزهراء - 1411.