بازگشت

الامام العسكري يرافق أباه


رافق الامام العسكري أباه الامام الهادي عليهماالسلام في رحلته من المدينة الي سامراء مع أهل بيته و بعض مواليه، و قد اختلف في عمره عليه السلام حينذاك نظرا للاختلاف في تاريخ رحلة الامام عليه السلام.



[ صفحه 53]



ذكر المسعودي أنه شخص الامام الحسن العسكري بشخوص والده عليهماالسلام الي العراق في سنة 236 ه و له أربع سنين و شهور. [1] .

و ذكر الطبري أنه قدم يحيي بن هرثمة بعلي بن محمد بن علي الرضا بن موسي ابن جعفر سنة 233 ه [2] ، و عليه يكون عمر الامام العسكري عليه السلام نحو سنة واحدة، و علي ضوئه ذكر ابن كثير أن مدة اقامة الامام الهادي عليه السلام في سامراء أكثر من عشرين سنة. قال في أحداث سنة 254 ه، و هي السنة التي توفي فيها الامام الهادي عليه السلام: نقله المتوكل الي سامراء، فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر، و مات في هذه السنة [3] ، و كذلك ذكر ابن طولون أنه عليه السلام أقام في سامراء عشرين سنة و تسعة أشهر. [4] .

أما الشيخ المفيد فقد ذكر نسخة كتاب الاستدعاء الذي كتبه المتوكل. و ورد في ذيله أن كاتبه ابراهيم بن العباس كتبه في سنة 243 ه [5] و أكد هذا التاريخ باعتبار أن مقام الامام الهادي عليه السلام في سامراء الي أن قبض عشر سنين و أشهرا. [6] و عليه يكون عمر الامام العسكري عليه السلام عندما غادر المدينة أحد عشر سنة و بضعة شهور.

و يبدو أن الشيخ المفيد استفاد من رواية الكافي لنسخة كتاب المتوكل،



[ صفحه 54]



و التي ورد فيها اسم كاتب المتوكل (ابراهيم بن العباس) في ذيل الكتاب الا أنه يخلو من التاريخ، لكن جاء في أول رواية الكافي ما يلي: عن محمد بن يحيي، عن بعض أصحابنا، قال: أخذت نسخة كتاب المتوكل الي أبي الحسن الثالث من يحيي بن هرثمة في سنة 243 ه [7] ، و واضح أن هذا هو تاريخ أخذ نسخة الكتاب لا تاريخ كتابته، و يؤيده أن ابن هرثمة هو الذي أخد الكتاب الي المدينة لاستدعاء الامام عليه السلام الي سامراء، فكيف تؤخذ نسخة الكتاب منه قبل انهاء مهمته؟!

و رجح السيد محمد الصدر أن تاريخ الرحلة كان سنة 234 ه، و اذا صح ذلك فسيكون عمر الامام العسكري عليه السلام حينما غادر المدينة نحو سنتين، و ترجيحه مبنيا علي اعتبارين؛ الأول: ما ذكره ابن شهرآشوب من أن مدة مقام الامام الهادي عليه السلام في سامراء من حين دخوله الي وفاته عشرون سنة [8] ، فاذا كانت وفاته 254 ه، تكون سفرته سنة 234 ه، الثاني: كون هذا التاريخ أنسب بالاعتبار السياسي، لأنه بعد مجي ء المتوكل الي الخلافة بعامين، فيكون المتوكل قد طبق منهجه في الرقابة علي الامام عليه السلام في الأعوام الاولي من خلافته، بخلاف رواية المفيد التي تبعد بالتاريخ عن استخلاف المتوكل أحد عشر عاما. [9] .



[ صفحه 55]




پاورقي

[1] اثبات الوصية / المسعودي: 244.

[2] تاريخ الطبري 9: 163 - حوادث سنة 233 ه.

[3] البداية و النهاية 11: 15 - حوادث سنة 254 ه.

[4] الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام / لابن طولون: 109 و 113 - بيروت - دار صادر.

[5] الارشاد 2: 310.

[6] الارشاد 2: 312.

[7] أصول الكافي 1: 501 / 7 - باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام من كتاب الحجة.

[8] المناقب لابن شهرآشوب 4: 433.

[9] تاريخ الغيبة الصغري 2: 107 - 108.