بازگشت

خلع المعتز و قتله


كان خلع المعتز في رجب سنة 255 ه، و كان سبب خلعه أن الجند و علي رأسهم القادة الترك اجتمعوا فطلبوا منه أرزاقهم، فلم يكن عنده ما يعطيهم، فسأل من امه أن تقرضه مالا يدفعهم عنه به، فلم تعطه و اظهرت أنه لا شي ء عندها، فاجتمع الأتراك علي خلعه و قتله، فدخل اليه بعض الأمراء فتناولوه بالدبابيس يضربونه، و جروا برجله و أخرجوه و عليه قميص مخرق ملطخ بالدم، فأوقفوه في وسط دار الخلافة في حر شديد حتي جعل يراوح بين رجليه من شدة الحر، و جعل بعضهم يلطمه و هو يبكي و يقول له الضارب: اخلعها و الناس مجتمعون. ثم ادخلوه حجرة مضيقا عليه فيها، و ما زالوا عليه بأنواع العذاب حتي خلع نفسه من الخلافة و ولي بعده المهتدي بالله، ثم سلموه الي من يسومه سوء العذاب بأنواع المثلات، و منع من الطعام و الشراب ثلاثة أيام حتي



[ صفحه 81]



جعل يطلب شربة من ماء البئر فلم يسق، ثم أدخلوه سربا و جصصوا عليه، فأصبح ميتا، و أشهدوا عليه جماعة من الأعيان أنه مات و ليس به أثر. [1] .


پاورقي

[1] الكامل في التاريخ 6: 200، الفخري في الآداب السلطانية 243، البداية و النهاية، 11: 16 سير أعلام النبلاء، 12: 533.