بازگشت

سيرة المهتدي مع الامام العسكري


حاول (المهتدي) العباسي التضييق علي الامام العسكري عليه السلام بشتي الوسائل، و كان عازما علي قتل الامام عليه السلام، و هناك جملة من الروايات التي تؤيد ذلك:



[ صفحه 86]



عن أبي هاشم الجعفري، قال: «كنت محبوسا مع أبي محمد عليه السلام في حبس المهتدي، فقال لي: يا أباهاشم، ان هذا الطاغية أراد أن يعبث بأمر الله في هذه الليلة، و قد بتر الله عمره و جعله للمتولي بعده و ليس لي ولد، و سيرزقني الله ولدا بكرمه و لطفه، فلما أصبحنا شغبت الأتراك علي المهتدي و أعانهم العامة لما عرفوا من قوله بالاعتزال و القدر، فقتلوه و نصبوا مكانه المعتمد و بايعوا له، و كان المهتدي قد صحح العزم علي قتل أبي محمد عليه السلام، فشغله الله بنفسه حتي قتل و مضي الي أليم العذاب». [1] .

و يبدو أن تاريخ اعتقال الامام عليه السلام في أول حكم المهتدي، لأنه عليه السلام ذكر في هذا الحديث أنه ليس له ولد و سيرزقه الله ولدا بكرمه و لطفه، و قد ولد الحجة عليه السلام في النصف من شعبان سنة 255 ه، و تولي المهتدي في أول رجب سنة 255 ه.

و تتشابه أجواء هذا الحديث و تاريخه مع حديث عيسي بن صبيح [2] الذي اعتقل مع الامام عليه السلام قال: «دخل الحسن العسكري عليه السلام علينا الحبس، و كنت به عارفا... الي أن قال: قلت: ألك ولد؟ قال: اي والله، سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا و عدلا، فأما الآن فلا» [3] فلعل الجملة المعترضة في حديث أبي هاشم الجعفري المتقدم «و ليس لي ولد...» هي جواب للامام عليه السلام عن سؤال



[ صفحه 87]



عيسي بن صبيح الذي كان معهم في السجن.

و كان قبل ذلك قد تهدد الامام عليه السلام بالقتل و توعد شيعته، فكتب أحمد بن محمد الي الامام العسكري عليه السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي: «يا سيدي، الحمد لله الذي شغله عنا، فقد بلغني أنه يتهددك و يقول: و الله لأجلينهم عن جديد الأرض. [4] فوقع عليه السلام بخطه: ذلك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام، و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به، و كان كما قال عليه السلام». [5] .


پاورقي

[1] اثبات الوصية: 252، مهج الدعوات: 343، بحارالأنوار 50: 313، و نحوه في المناقب لابن شهرآشوب 4: 463، الغيبة للشيخ الطوسي، 205 / 173 و 223 / 187، بحارالأنوار 50: 303 / 79.

[2] في الفصول المهمة: عيسي بن الفتح.

[3] الفصول المهمة 2: 1087، بحارالأنوار 50: 275 / 48 عن الخرائج و الجرائح.

[4] جديد الأرض: وجهها.

[5] أصول الكافي 1: 510 / 16، الارشاد، 2: 333، اعلام الوري 2: 144، بحارالأنوار 50: 308 / 5.