بازگشت

هلاك المهتدي


لقد تنكر المهتدي للأتراك، و عزم علي تقديم الأبناء، فلما علموا بذلك استوحشوا منه و أظهروا الطعن عليه، فأحضر جماعة منهم فضرب أعناقهم، فاجتمع الأتراك و شغبوا، فخرج اليهم المهتدي في السلاح، و استنفر العامة، و أباحهم دماء الأتراك و أموالهم و نهب منازلهم، فتكاثر الأتراك عليه،، و افترقت العامة عنه حتي بقي وحده، فسار الي دار أحمد بن جميل صاحب الشرطة، فلحقوه و أخذوه و حملوه علي بغل و جراحاته تنطف دما، فحبسوه في الجوسق عند أحمد بن خاقان، و قبل المهتدي يده مرارا عديدة، فدعوه الي أن يخلع نفسه فأبي، فقالوا: انه كتب بخطه رقعة لموسي بن بغا و بابكيال و جماعة من القواد أنه لا يغدر بهم و لا يغتالهم و لا يفتك بهم و لا يهم بذلك، و أنه متي فعل ذلك فهم في



[ صفحه 88]



حل من بيعته و الأمر اليهم يقعدون من شاءوا.

فاستحلوا بذلك نقض أمره، فداسوا خصييه و صفعوه و قيل: خلعوا أصابع يديه من كفيه و رجليه من كعبيه حتي و رمت كفاه و قدماه و فعلوا به غير شي ء حتي مات في رجب سنة 256 ه [1] ، فكان تنكره للأتراك أقصر لعمره، و كان قتله بعد هوان و استخفاف كما قال الامام عليه السلام.


پاورقي

[1] راجع: تاريخ اليعقوبي 2: 506، الكامل في التاريخ 6:221 - 223.