بازگشت

هيبته


يحظي الامام العسكري عليه السلام بهيبة حقيقية فرضت نفسها علي الناس و سواهم من خلال اجتماع الملكات الروحانية و مقومات الصلاح و الاخلاص و الخلق الرفيع فيه عليه السلام.

و قد جاء عن رسول الله صلي الله عليه و آله أنه قال: «المؤمن يخشع له كل شي ء و يهابه كل شي ء» و قال صلي الله عليه و آله: «اذا كان مخلصا أخاف الله منه كل شي ء حتي هوام الأرض و السباع و طير الهواء». [1] فهذا حال المؤمن المخلص و درجته، فكيف اذا كان اماما معصوما و حجة علي الخلق؟

قال القطب الراوندي في صفة الامام العسكري: «... له بسالة تذل لها الملوك، و له هيبة تسخر له الحيوانات كما سخرت لآبائه عليهم السلام بتسخير الله لهم اياها، دلالة و علامة علي حجج الله، و له هيئة حسنة، تعظمه الخاصة و العامة اضطرارا، و يبجلونه و يقدرونه لفضله و عفافه و هديه و صيانته و زهده و عبادته و صلاحه و اصلاحه...». [2] .

من هنا فقد وصف أحد خدم الامام عليه السلام في حديث له، حضور الناس يوم ركوبه عليه السلام الي دار الخلافة في كل اثنين و خميس، بأن الشارع كان يغص



[ صفحه 132]



بالدواب و البغال و الحمير، بحيث لا يكون لأحد موضع قدم، و لا يستطيع أحد أن يدخل بينهم، فاذا جاء الامام عليه السلام هدأت الأصوات و سكنت الضجة و تفرقت البهائم و توسع له الطريق حين دخوله و خروجه. [3] .

و قد امتدت آثار هيبته عليه السلام حتي الي ساجنيه، فكانوا يرتعدون خوفا و فزعا بمجرد أن ينظر اليهم، حيث قال بعض الاتراك الموكلون به في سجن صالح ابن وصيف: «ما نقول في رجل يصوم النهار و يقوم الليل كله، و لا يتكلم و لا يتشاغل بغير العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا و داخلنا ما لا نملكه من أنفسنا». [4] .


پاورقي

[1] الدعوات / الراوندي: 227.

[2] الخرائج و الجرائح 2: 901.

[3] راجع الحديث في غيبة الشيخ الطوسي: 215 / 179.

[4] أصول الكافي 1: 512 / 23 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام من كتاب الحجة، الارشاد 2: 334.