بازگشت

مكارم أخلاقه


نأتي هنا الي ذكر مقومات تلك المنزلة و الهيبة التي تتمثل بالملكات القدسية و الخصال الروحانية التي اجتمعت في شخصه عليه السلام من العلم و العبادة و الزهد و الكرم و الشجاعة و غيرها من معالي الفضيلة و عناصر العظمة التي تحلي بها أهل هذا البيت عليهم السلام.

و قد وصفه أبوه علي الهادي عليه السلام بقوله: «أبومحمد ابني أنصح آل محمد غريزة، و أوثقهم حجة... و هو الخلف، و اليه تنتهي عري الامامة و أحكامها». [1] .



[ صفحه 133]



و شهد له عليه السلام بخلال الفضل و معالي الأخلاق بعض المعاصرين له و غيرهم، و منهم وزير المعتمد عبيدالله بن يحيي بن خاقان (ت 263 ه) الذي وصفه فيما تقدم بالفضل و العفاف و الهدي و الزهد و العبادة و جميل الأخلاق و الصلاح و النبل.

و ذكر ابن أبي الحديد عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255 ه) في تعداد صفاته و صفات آبائه المعصومين عليهم السلام قوله: «من الذي يعد من قريش أو من غيرهم ما يعده الطالبيون عشرة في نسق؛ كل واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاك؟ فمنهم خلفاء، و منهم مرشحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا الي عشرة، و هم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، و هذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب و لا من بيوت العجم». [2] .

و ذلك لأنهم غرس النبي صلي الله عليه و آله و فرعه النامي، و منه استوحوا رساليته و روحانيته و أخلاقيته، و تجسدت فيهم شخصيته، فكانوا اختصارا لجميع عناصرها الأخلاقية، و الروحية و الانسانية، و صاروا رمزا للفضيلة و المروءة و قدوة صالحة للانسانية.

قال قطب الدين الراوندي: «أما الحسن بن علي العسكري عليه السلام، فقد كانت خلائقه كأخلاق رسول الله صلي الله عليه و آله... و كان جليلا نبيلا فاضلا كريما، يحتمل الأثقال و لا يتضعضع للنوائب... أخلاقه علي طريقة واحدة، خارقة



[ صفحه 134]



للعادة». [3] .

و فيما يلي نذكر ما يسمح به المقام من مناقبه الفذة و خصاله الفريدة:


پاورقي

[1] أصول الكافي 1: 327 / 11 - باب الاشارة و النص علي أبي محمد عليه السلام من كتاب الحجة.

[2] شرح نهج البلاغة 15: 278.

[3] الخرائج و الجرائح 2: 901.