بازگشت

الكرم و السماحة


كان الامام العسكري عليه السلام معروفا بالسماحة و البذل، و هي خصلة بارزة في سيرته و سيرة آبائه المعصومين عليهم السلام. قال خادمه محمد الشاكري: «ما رأيت قط



[ صفحه 138]



اسدي منه». و قال الشيخ الطوسي: «كان عليه السلام مع امامته من أكرم الناس و أجودهم». [1] .

و كان عليه السلام يحث أصحابه علي المعروف، فقد روي أبوهاشم الجعفري عنه عليه السلام أنه قال: «ان في الجنة بابا يقال له المعروف، لا يدخله الا أهل المعروف، قال: فحمدت الله تعالي في نفسي و فرحت بما أتكلف به من حوائج الناس، فنظر الي أبومحمد عليه السلام فقال: نعم فدم علي ما أنت عليه، فان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك». [2] .

و سجل الامام العسكري عليه السلام دورا بارزا في الانفاق و البذل في سبيل الله و اعانة المعوزين و الضعفاء من أبناء المجتمع الاسلامي آنذاك، رغم حالة الحصار و التضييق الذي مارسته السلطة ضده، و كان مصدر تلك العطاءات و المساعدات الاموال و الحقوق الشرعية التي تجلب اليه أو الي وكلائه من مختلف بقاع الاسلام التي تحتوي علي قواعد شعبية تدين بامامته، و كان يسد بها حاجة ذوي الفاقة علي قدر ما يزيل عنهم حالة العوز دون اسراف في العطاء و البذل، فهو عليه السلام يقول: «ان للسخاء مقدارا، فان زاد عليه فهو سرف». [3] .

و من جملة عطاءاته التي سجلتها كتب الحديث، أنه أعطي علي بن ابراهيم ابن موسي بن جعفر مائتي درهم للكسوة، و مائتي درهم للدين، و مائة درهم



[ صفحه 139]



للنفقة، و أعطي لابنه محمد بن علي بن ابراهيم مائة درهم في ثمن حمار، و مائة للكسوة، و مائة للنفقة. [4] .

و شكا اليه أبوهاشم الجعفري الحاجة فأعطاه مرة خمسمائة دينار، و أرسل اليه مرة اخري مائة دينار حينما أخلي سبيله من السجن. [5] .

و شكا اليه اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس الفاقة، و الحاجة، فأعطاه مائة دينار. [6] .

و أعطي برذونه الكميت الي علي بن زيد بن علي بن الحسين بعد موت فرسه [7] ، و أكرمه مائة دينار في ثمن جارية بعد أن ماتت جاريته. [8] .

و وهب حمزة بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ثلاثمائة دينار، و كان مصابا بالشلل، علي رغم عدم قوله بامامته عليه السلام. [9] .

و بعث الي عمرو بن أبي مسلم خمسين دينارا علي يد محمد بن سنان الصواف في ثمن جارية، [10] ، و غير ذلك كثير.



[ صفحه 141]




پاورقي

[1] الغيبة / الشيخ الطوسي: 217.

[2] المناقب / لابن شهرآشوب 4: 464، الفصول المهمة 2: 1082.

[3] بحارالأنوار 78: 377 / 3.

[4] أصول الكافي 1: 506 / 3 - باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام من كتاب الحجة.

[5] أصول الكافي 1: 507 / 5 و 508 / 10 من الباب المتقدم.

[6] أصول الكافي 1: 509 / 14 من الباب المتقدم.

[7] أصول الكافي 1: 510 / 15 من الباب المتقدم.

[8] بحارالأنوار 50: 264 / 23.

[9] الثاقب في المناقب: 573 / 520.

[10] بحارالأنوار 50: 282 / 58، عن فرج المهموم لابن طاوس.