بازگشت

كلماته في الامامة


أكد الامام العسكري عليه السلام في الكثير من كلماته علي فرض الولاية لأهل البيت عليهم السلام و ضرورة معرفتهم و التصديق بهم و التمسك بهديهم و أداء حقوقهم التي جعلها الله لهم، و لولا ذلك لا يستكمل المرء خصال الايمان.

و من ذلك ما جاء في كتاب له عليه السلام الي اسحاق بن اسماعيل النيسابوري: «... ان الله بمنه و رحمته لما فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه اليكم، بل برحمة منه - لا اله الا هو - عليكم، ليميز الخبيث من الطيب، و ليبتلي ما في صدوركم، و ليمحص ما في قلوبكم، لتسابقوا الي رحمة الله، و لتتفاضل منازلكم في جنته.

ففرض عليكم الحج و العمرة و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و الصوم و الولاية، و جعل لكم بابا تستفتحون به أبواب الفرائض، و مفتاحا الي سبيله، لولا محمد صلي الله عليه و آله و الأوصياء من ولده لكنتم حياري كالبهائم، لا تعرفون فرضا من الفرائض، و هل تدخل مدينة الا من بابها، فلما من عليكم باقامة الأولياء بعد نبيكم، قال الله في كتابه: (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا) [1] و فرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها ليحل لكم ماوراء ظهوركم من أزواجكم و أموالكم و مآكلكم و مشاربكم، قال الله تعالي: (قل لا أسألكم



[ صفحه 146]



عليه أجرا الا المودة في القربي) [2] [3] .

و في حديث أبي هاشم الجعفري: «أن الامام العسكري عليه السلام قال له مبينا منزلة أهل البيت عليهم السلام:... ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله، و من أنكرهم أنكر الله، و لا يكون مؤمنا حتي يكون لولايتهم مصدقا، و بمعرفتهم موقنا». [4] .

قال أبوهاشم: «و قلت في نفسي: اللهم اجعلني في حزبك و في زمرتك. فأقبل علي أبومحمد عليه السلام فقال: أنت في حزبه و في زمرته ان كنت بالله مؤمنا و لرسوله مصدقا، و بأوليائه عارفا، و لهم تابعا، فابشر ثم أبشر» [5] ، فالانتماء الي حزب الله ليس مجرد دعوي، بل هو ارتباط عقائدي و منهج سلوكي يقتضي الايمان بالله و التصديق برسوله صلي الله عليه و آله و معرفة أوليائه، و بذلك حدد عليه السلام مبدأ الولاية لله و للرسول صلي الله عليه و آله و لعترته الطاهرة.

و في حديث آخر عن الحسن بن ظريف بين فيه الامام العسكري عليه السلام المصداق البارز لحزب الله عند اختلاف الكلمة، قال: «كتبت الي أبي محمد عليه السلام أسأله: ما معني قول رسول الله صلي الله عليه و اله لأميرالمؤمنين عليه السلام: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أراد بذلك أن جعله علما يعرف به حزب الله عند الفرقة». [6] .



[ صفحه 147]



و جاء في كتاب المحتضر للحسن بن سليمان عنه عليه السلام في هذا السياق ما يؤكد فضل أهل البيت عليهم السلام و وجوب ولايتهم، قال: «روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري عليه السلام:... فنحن السنام الأعظم، و فينا النبوة و الولاية و الكرم، و نحن منار الهدي و العروة الوثقي، و الأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا، و يقتفون آثارنا، و سيظهر حجة الله علي الخلق بالسيف المسلول لاظهار الحق...». [7] .

و في كتاب آخر له عليه السلام الي محمد بن الحسن بن شمون: «... نحن كهف لمن التجأ الينا، و نور لمن استبصر بنا، و عصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلي، و من انحرف عنا فالي النار». [8] .


پاورقي

[1] سورة المائدة: 5 / 3.

[2] سورة الشوري: 42 / 23.

[3] تحف العقول: 358، علل الشرائع / الشيخ الصدوق 1: 291 / 6 باب 182 علل الشرائع و اصول الاسلام.

[4] الثاقب في المناقب: 567 / 508، اثبات الوصية: 249.

[5] اعلام الوري 2: 143.

[6] كشف الغمة / الاربلي 3: 303، بحارالأنوار 50: 290 / 50.

[7] بحارالأنوار 26: 264 / 49.

[8] كشف الغمة / الاربلي 3: 300 بحارالأنوار 50: 299.