بازگشت

التمهيد لغيبة ولده الحجة


سار الامام العسكري عليه السلام علي خطي أبيه عليه السلام في التخطيط لمستقبل الامامة و التحضير لزمان الغيبة بتهيئة المقدمات الضرورية للانتقال من مرحلة الامامة الظاهرة الي الامامة الغائبة، و تعويد الشيعة علي ذلك فكرا و سلوكا.

و كانت المهمة التي نهض بها الامام العسكري عليه السلام في هذا السبيل صعبة للغاية؛ ذلك لأنه والد الامام الثاني عشر عليه السلام و يقع عليه العب ء الأكبر في ترسيخ مبدأ الغيبة التي بدأت تباشيرها و أوشك زمانها في وقت عصيب عملت فيه السلطة الحاكمة علي عزل الامام عليه السلام عن أصحابه و مواليه و شددت الرقابة عليه، و وقفت ضده و ضد فكرة الغيبة بالذات، سيما و أنهم يدركون أنه قد آن



[ صفحه 148]



أوانها و أن الامام الثاني عشر علي و شك الولادة، مما يهدد كيانهم و يقض مضاجعهم، فالتبليغ في هذا الاتجاه يعتبر في منطق السلطة خروجا و تحديا يستحق أقصي العقاب.

لكن مع ذلك استطاع امامنا الممتحن الصابر عليه السلام أن ينهض بهذه المهمة العسيرة بكل جدارة و قوة، فعمل علي تأصيل هذا المبدأ العقائدي الذي هو من صميم الدين و ضرورياته في نفوس أصحابه، للحفاظ علي خطهم الرسالي من الضياع و الانهيار و التحذير من الاختلاف و الفرقة و غيرها من التداعيات المحتملة للفترة الانتقالية من الظهور الي الغيبة، كما استطاع أن يتخذ تدابير الحيطة و السرية للحفاظ علي حياة ولده الحجة عليه السلام من براثن السلطة و أدوات رقابتها و قمعها.

من هنا يمكن تلخيص نشاط الامام العسكري عليه السلام في هذا الاتجاه بما يلي: