بازگشت

احوال أخيه جعفر


1 - الحضينيّ (رحمه الله): حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال... واجتمعت الشيعة كلّها من المهتدين علي أبي محمّد بعد أبي (عليهما السلام) إلّا أصحاب فارس ابن ماهويه، فإنّهم قالوا بإمامة جعفر بن عليّ العسكريّ.... [1] .

2 - الحضينيّ (رحمه الله): حدّثني عليّ بن الحسين بن فضّال....

أنّه كتب إلي جعفر يسأله عن حقيقة أمره؟

فكتب إليه: أنّ أخي أبا محمّد (عليه السلام) كان إماماً مفروض الطاعة، وأنّي وصيّه من بعده والإمام، لا غير. [2] .

3 - الحضينيّ (رحمه الله): حدّثني أبو الحسين بن يحيي الخرقيّ...، وعبدالحميد بن محمّد السراج جميعاً في مجالس شتّي. أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن ابن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر الصادق صلوات الله عليهم، بسرّ من رأي، فإنّ السلطان لمّا عرف خبر وفاته أمر سائر أهل المدينة بالركوب إلي جنازته، وأن يحمل إلي دار السلطان حتّي صلّي عليه، وحضرت الشيعة وتكلّموا، وقال علماؤهم: اليوم يبيّن فضل سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ علي أخيه جعفر، ونري خروجهما مع النعش.

قالوا جميعاً: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محلّل الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية



[ صفحه 112]



بدموع علي عينيه يمشي راجلاً خلف النعش، مرّةً عن يمين النعش، ومرّة عن شمال النعش، ولا يتقدّم النعش إليه.

وخرج جعفر أخوه خلف النعش بدراريع يسحب ذيولها معتّم محبتك الأزرار، طلق الوجه علي حمار يماني يتقدّم النعش.

فلمّا نظر إليه أهل الدولة وكبراء الناس والشيعة ورأوا زيّ أبي محمّد (عليه السلام) وفعله ترجّل الناس وخلعوا أخفافهم، وكشفوا عمائمهم، ومنهم من شقّ جيبه وحلّل أزراره ولم يمش بالخفاف ولا الأمراء وأولياء السلطان أحد.

فأكثروا اللعن والسبّ لجعفر الكذّاب وركوبه وخلافه علي أخيه.

لمّا تلا النعش إلي دار السلطان سبق بالخبر إليه،...، وبقي الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) ثلاثة أيّام مردود الأبواب يسمع من داره القراءة والتسبيح والبكاء، ولا يؤكل في الدار إلّا خبز الخشكبار والملح، ويشرب الشرابات وجعفر بغير هذه الصفة، ويفعل ما يقبح ذكره من الأفعال.... [3] .

4 - الشيخ الصدوق (رحمه الله):... سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن عليّ بن محمّد العسكريّ:...

فقد حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين... مجلس أحمد بن عبيد الله بن يحيي بن خاقان...، فقال له بعض أهل المجلس من الأشعريّين: يا أبا بكر! فما خبر أخيه جعفر؟

فقال: ومن جعفر؟ فيسأل عن خبره، أو يقرن به، إنّ جعفراً معلن بالفسق، ماجن شرّيب للخمور، وأقلّ من رأيته من الرجال، وأهتكهم لستره، فَدْم خمّار قليل في نفسه خفيف، والله لقد ورد علي السلطان وأصحابه في وقت وفاة



[ صفحه 113]



الحسن بن عليّ (عليهما السلام) ما تعجّبت منه، وما ظننت أنّه يكون...

[قال:] فلمّا دفن [أبو محمّد العسكريّ (عليه السلام)]...، فقسّم ميراثه بين أُمّه وأخيه جعفر، وادّعت أُمّه وصيّته، وثبت ذلك عند القاضي.

والسلطان علي ذلك يطلب أثر ولده.

فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلي أبي، وقال له: اجعل لي مرتبة أبي وأخي، وأوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار مسلّمة.

فزبره أبي وأسمعه، وقال له: يا أحمق! إنّ السلطان - أعزّه الله - جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمّة، ليردّهم عن ذلك، فلم يقدر عليه، ولم يتهيّأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة، فلم يتهيّأ له ذلك، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلي السلطان، يرتّبك مراتبهم ولا غير السلطان، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، واستقلّه [أبي] عند ذلك واستضعفه، وأمر أن يحجب عنه، فلم يأذن له بالدخول عليه.... [4] .

5 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): وحدّث أبو الأديان، قال: كنت أخدم الحسن ابن عليّ بن محمّد:...، ودخلت سرّ من رأي...، وإذا به علي المغتسل، وإذا أنا بجعفر بن عليّ، أخيه بباب الدار، والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّونه.

فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة لأنّي كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق، ويلعب بالطنبور، فتقدّمت فعزّيت وهنّيت، فلم يسألني عن شيء.



[ صفحه 114]



ثمّ خرج عقيد فقال: يا سيّدي! قد كفّن أخوك، فقم وصلّ عليه، فدخل جعفر بن عليّ والشيعة من حوله يقدمهم السمّان والحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة، فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن عليّ صلوات الله عليه علي نعشه مكفّناً.

فتقدّم جعفر بن عليّ ليصلّي علي أخيه فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ [5] برداء جعفر بن عليّ وقال: تأخّر ياعمّ! فأنا أحقّ بالصلاة علي أبي، فتأخّر جعفر، وقد اربدّ وجهه واصفرّ.

فتقدّم الصبيّ وصلّي عليه، ودفن إلي جانب قبر أبيه (عليهما السلام)، ثمّ قال: يابصريّ! هات جوابات الكتب التي معك؟

فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بيّنتان بقي الهميان، ثمّ خرجت إلي جعفر بن عليّ وهو يزفر، فقال له حاجز الوشّاء: يا سيّدي! من الصبيّ؟

لنقيم الحجّة عليه.

فقال: والله! مارأيته قطّ ولا أعرفه، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قمّ، فسألوا عن الحسن بن عليّ (عليهما السلام) فعرفوا موته، فقالوا: فمن [نعزّي]؟

فأشار الناس إلي جعفر بن عليّ، فسلّموا عليه وعزّوه وهنّوه، وقالوا: إنّ معنا كتباً ومالاً، فتقول ممّن الكتب، وكم المال؟

فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب؟!

قال: فخرج الخادم، فقال: معكم كتب فلان وفلانوفلان، وهميان فيه ألف دينار، وعشرة دنانير منها مطلّية.

فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا: الذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام.



[ صفحه 115]



فدخل جعفر بن عليّ علي المعتمد، وكشف له ذلك فوجّه المعتمد بخدمه فقبضوا علي صقيل الجارية، فطالبوها بالصبيّ، فأنكرته، وادّعت حبلاً بها لتغطّي حال الصبيّ، فسلّمت إلي ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيي بن خاقان فجأة، وخروج صاحب الزنج بالبصرة.

فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم، والحمد للّه ربّ العالمين. [6] .

6 - الشيخ الطوسيّ (رحمه الله): وروي سعد بن عبد الله قال: حدّثني جماعة... ممّن كان حبس بسبب قتل عبدالله بن محمّد العبّاسيّ: إنّ أبامحمّد (عليه السلام) وأخاه جعفراً دخلا عليهم ليلاً...، وجلس جعفر قريباً منه، فقال جعفر: واشطناه بأعلي صوته - يعني جارية له -.

فزجره أبو محمّد (عليه السلام)، وقال له: اسكت! وأنّهم رأوا فيه آثار السكر، وأنّ النوم غلبه وهو جالس معهم، فنام علي تلك الحال. [7] .

7 - أبو عليّ الطبرسيّ (رحمه الله):... أبو هاشم داود بن القاسم، قال: كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر...

إذ دخل علينا أبو محمّد الحسن (عليه السلام) وأخوه جعفر.... [8] .

8- السيّد ابن طاووس (رحمه الله):... عن أُمّ أبي محمّد (عليه السلام) قالت:...



[ صفحه 116]



ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي علي جرين، وحبس جعفراً أخاه معه.... [9] .


پاورقي

[1] الهداية الكبري: 384، س 17.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 461.

[2] الهداية الكبري: 382، س 25. يأتي الحديث بتمامه في ج 5، رقم 1153.

[3] الهداية الكبري: 248، س 15.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 444.

[4] إكمال الدين وإتمام النعمة: 40، س 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 462.

[5] جبذ جَبْذاً: جذبه. المنجد: 77، (جبذ).

[6] إكمال الدين وإتمام النعمة: 475، س 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 361.

[7] الغيبة: 227، ح 194.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 453.

[8] إعلام الوري: 2 / 140، س 16.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 339.

[9] مهج الدعوات: 330، س 11.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 463.