بازگشت

احوال عمه موسي المبرقع


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): الحسين بن الحسن الحسنيّ، [1] ، قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّي يعقوب بن ياسر، قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم! قدأعياني أمر ابن الرضا أبي أن يشرب معي، أو ينادمني، أو أجد منه فرصة في هذا، فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسي قصّاف [2] عزّاف [3] يأكل ويشرب ويتعشّق.

قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّي نموّه به علي الناس، ونقول: ابن الرضا!

فكتب إليه واُشخص مكرماً، وتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد والناس علي أنّه إذا وافي أقطعه قطيعة وبني له فيها، وحوّل الخمّارين والقيان إليه، ووصله وبرّه، وجعل له منزلاً سريّاً حتّي يزوره هو فيه.

فلمّا وافي موسي، تلقّاه أبو الحسن (عليه السلام) في قنطرة وصيف، وهو موضع تتلقّي فيه القادمون، فسلّم عليه ووفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك، ويضع منك، فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذاً قطّ، فقال له موسي: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟



[ صفحه 118]



قال (عليه السلام): فلا تضع من قدرك، ولا تفعل، فإنّما أراد هتكك، فأبي عليه، فكرّر عليه، فلمّا رأي أنّه لا يجيب، قال: أما أنّ هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبداً، فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فَرُحْ، فيروح.

فيقال: قد سكر، فبكّر، فيبكّر، فيقال: شرب دواء.

فما زال علي هذا ثلاث سنين حتّي قتل المتوكّل، ولم يجتمع معه عليه. [4] .

2 - ابن عنبة الحسينيّ: وأمّا موسي المبرقع بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسي الكاظم: وهو لأُمّ ولد، مات بقمّ، وقبره بها. [5] .

3 - العلّامة المجلسيّ (رحمه الله): قال الحسن بن عليّ القمّيّ في ترجمة تاريخ قمّ نقلاً عن الرضائيّة للحسين بن محمّد بن نصر:

أوّل من انتقل من الكوفة إلي قمّ من السادات الرضويّة، كان أبا جعفر موسي بن محمّد بن عليّ الرضا: في سنة ستّ وخمسين ومائتين.

وكان يسدل [6] علي وجهه برقعاً دائماً، فأرسلت إليه العرب أن أخرج من مدينتنا وجوارنا.

فرفع البرقع عن وجهه، فلم يعرفوه، فانتقل عنهم إلي كاشان فأكرمه أحمد بن



[ صفحه 119]



عبد العزيز بن دلف العجليّ فرحّب به، وألبسه خلاعاً فاخرة، وأفراساً جياداً، ووظّفه في كلّ سنة ألف مثقال من الذهب وفرساً مسرّجاً.

فدخل قمّ بعد خروج موسي منه أبو الصديم الحسين بن عليّ بن آدم ورجل آخر من رؤساء العرب، وأنبأهم علي إخراجه، فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسي، وردّوه إلي قمّ، واعتذروا منه، وأكرموه واشتروا من مالهم له داراً، ووهبوا له سهاماً من قري هنبرد وأندريقان وكارجة، وأعطوه عشرين ألف درهم، واشتري ضياعاً كثيرة.

فأتته أخواته زينب، وأُمّ محمّد، وميمونة بنات الجواد (عليه السلام) ونزلن عنده، فلمّا متن عند فاطمة بنت موسي (عليهما السلام) وأقام موسي بقمّ حتّي مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ستّ وتسعين ومائتين، ودفن في داره وهو المشهد المعروف اليوم. [7] .

4 - المامقانيّ: موسي بن محمّد، أخي أبي الحسن الهادي (عليه السلام)، [عمّ أبي محمّدالحسن العسكريّ (عليه السلام)] قد روي في باب ميراث الخنثي من التهذيب عن الحسن بن عليّ بن كيسان عنه، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام). [8] .


پاورقي

[1] في البحار: الحسين بن الحسن الحسينيّ.

[2] قصف الرجل، قصفاً وقصوفاً: أقام في أكل وشرب ولهو. أقرب الموارد: 2 / 1007، قصف.

[3] العزف: اللّعب بالمعازف، وهي الدفوف وغيرهما ممّا يضرب...، والعازف: اللاعب بها والمغنّي، لسان العرب: 9 / 244، (عزف).

[4] الكافي: 1 / 502، ح 8. عنه البحار: 50 / 158، ح 49، بتفاوت، ومدينة المعاجز: 7 / 429، ح 2431.

الإرشاد للمفيد: 331، س 20، بتفاوت. عنه البحار: 50 / 3، ح 6.

إعلام الوري: 2 / 121، س 12، بتفاوت.

كشف الغمّة: 2 / 381، س 2، بتفاوت.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 409، س 21، بتفاوت.

[5] عمدة الطالب: 182، س 2. عنه البحار: 50 / 160، س 5، و15، ح 20.

[6] سدل الثوب والستر والشعر، سدلاً: أرخاه وأرسله. المعجم الوسيط: 424، (سدل).

[7] البحار: 50 / 160، س 7.

[8] تنقيح المقال: 3 / 259، رقم 12282.