بازگشت

الصلاة علي جنازته المطهرة


1 - الحضينيّ (رحمه الله): قال: حدّثني أحمد بن مطهّر صاحب عبد الصمد ابن موسي أنّه كان بائتاً عند عبد الصمد في الليلة التي توفّي بها أبومحمّد (عليه السلام)، فإنّه دخل أحمد بن مطهّر علي عبد الصمد بن موسي، فأخبره بوفاة أبي محمّد (عليه السلام).

فركب عبد الصمد إلي الوزير وأخبره بذلك، فركب الوزير وعبد الصمد ابن موسي بن بغا إلي المعتمد، وأخبراه بوفاة أبي محمّد (عليه السلام).

فأمر المعتمد أخاه بالركوب والوزير وعبد الصمد إلي دار أبي محمّد (عليه السلام) حتّي ينظروا إليه، ويكشفوا عن وجهه، ويغسّلوه، ويكفّنوه، ويصلّوا عليه، ويدفنوه مع أبيه (عليهما السلام)، وينظروا من خلّف، ويرجعوا إليه بالخبر.

وتقدّم إلي سائر الخاصّة والعامّة والدون أن يحضروا الصلاة عليه.

ففعل أبو عيسي والوزير وعبد الصمد جمع ما أمروا به، ونظروا إلي من في الدار وانصرفوا إلي المعتمد.

فقال المعتمد لأخيه أبي عيسي: أبشر، إنّك ستلي الخلافة، لأنّ أخانا المعتزّ لمّا توفّي أبو الحسن عليّ بن محمّد، فخرجت وصلّيت وصلّي بصلاتنا في الدار، لأنّه



[ صفحه 139]



كان التكبير يصل، فلمّا دفنّا أبا الحسن (عليه السلام) ورجعت، قال: أبشر يا أحمد! فإنّك صلّيت علي أبي الحسن وأنت تجازي بالخلافة بصلاتك عليه، وأنت يا أبا عيسي! قد صلّيت علي أبي الحسن وأرجوا أن تجازي بالخلافة مثلي. [1] .

2 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): وحدّث أبو الأديان، قال: كنت أخدم الحسن ابن عليّ بن محمّد:...، فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن عليّ صلوات الله عليه علي نعشه مكفّناً.

فتقدّم جعفر بن عليّ ليصلّي علي أخيه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ...، وقال: تأخّر يا عمّ! فأنا أحقّ بالصلاة علي أبي، فتأخّر جعفر، وقد اربدّ وجهه واصفرّ. فتقدّم الصبيّ وصلّي عليه.... [2] .

3 - الشيخ الصدوق (رحمه الله):... سعد بن عبد الله، قال:... توفّي (عليه السلام) لأيّام مضت من شهر ربيع الأوّل من سنة ستّين و مائتين.

فصارت سرّ من رأي ضجّة واحدة - مات ابن الرضا -...، فكانت سرّمن رأي يومئذ شبيهاً بالقيامة.

فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلي أبي عيسي بن المتوكّل، فأمره... فكشف عن وجهه، فعرضه علي بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء والمعدّلين، وقال: هذا الحسن بن عليّ بن محمّد، ابن الرضا، مات حتف أنفه علي فراشه، حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان



[ صفحه 140]



وفلان، ومن المتطبّبين فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان.

ثمّ غطّي وجهه، وقام فصلّي عليه، وكبّر عليه خمساً، وأمر بحمله، فحمل من وسط داره.... [3] .

4 - الشيخ الطوسيّ أحمد بن عليّ الرازيّ، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن عبد ربّه الأنصاريّ الهمدانيّ، عن أحمد بن عبد الله الهاشميّ من ولد العبّاس، قال: حضرت دار أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) بسرّ من رأي يوم توفّي، وأخرجت جنازته، ووضعت ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر حتّي خرج إلينا غلام عشاريّ حاف عليه رداء قد تقنّع به.

فلمّا أن خرج قمنا هيبة له من غيرأن نعرفه، فتقدّم وقام الناس فاصطفّوا خلفه، فصلّي عليه، ومشي فدخل بيتاً غير الذي خرج منه.

قال أبو عبد الله الهمدانيّ: فلقيت بالمراغة رجلاً من أهل تبريز يعرف بإبراهيم بن محمّد التبريزيّ، فحدّثني بمثل حديث الهاشميّ لم يخرم منه شيء.

قال: فسألت الهمدانيّ، فقلت: غلام عشاريّ القدّ أو عشاريّ السنّ؟

لأنّه روي: أنّ الولادة كانت سنة ستّ وخمسين ومائتين.

وكانت غيبة أبي محمّد (عليه السلام) سنة ستّين [4] ومائتين بعد الولادة بأربع سنين.

فقال: لا أدري هكذا سمعت، فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم: عشاريّ القدّ. [5] .



[ صفحه 141]




پاورقي

[1] الهداية الكبري: 384، س 1.

قطعة منه في (مدفنه (عليه السلام))، و (أحواله (عليه السلام) مع المعتمد).

[2] إكمال الدين وإتمام النعمة: 475، س 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 361.

[3] إكمال الدين وإتمام النعمة: 40، س 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 462.

[4] في المصدر: ستّة، وهو غير صحيح.

[5] الغيبة: 258، ح 226. عنه البحار: 52 / 5، ح 4.

قطعة منه في (تاريخ شهادته (عليه السلام))، و (أحوال ابنه المهديّ (عليهما السلام)).