بازگشت

اعجازه في إنبات النخلة


1 - الحضينيّ (رحمه الله): عن أبي الحسن محمّد بن يحيي وأبي داود الطوسيّ قالا: دخلنا علي أبي شعيب، محمّد بن نصير بن بكر النميريّ البصريّ وبين يديه أبوعباد بن عبادة البصريّ، وإسحاق بن محمّد بن أبان النخعيّ البصريّ،



[ صفحه 244]



المعروف بالأحمر، والحسن بن منذر القيسيّ وقوف في المجلس، وعليّ بن أُمّ الرقاد، وفاذويه الكرديّ، ومحمّد بن جندب، ومحمّد بن عمر الكناسيّ، وأحمد ابن محمّد بن فرات الكاتب.

فأمرنا بالجلوس، فجلسنا دون القوم، وكان الوقت في غير أوان حمل النخل والشجر.

فانثني أبو شعيب إلي عليّ بن أُمّ الرقاد، وقال: قم يا عليّ! إلي هذه النخلة، واجتني منها رطباً وائتنا.

فقام عليّ إلي النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها، فلم يصل إليها حتّي رأيناها قد تهدّلت أثمارها، فلم يزل يلقط منها، ونحن ننظر إليه حتّي لقط ملء طبق معه، ثمّ أتي به ووضعه بين أيدينا، وقال لنا: كلوا، واعلموا يسيراً في فضل الله علي سيّدكم أبي محمّد الحسن (عليه السلام) علي من كان متّصلاً به.

قال: فأكلنا منه وأقبل يظهر لنا فيه ألواناً من الرطب من كلّ نوع غريب، وإذا نحن بخادم قد أتي من دار سيّدنا الحسن (عليه السلام)، وفي يده إناء مملوء لبناً وزبداً.

وقال: يا أبا شعيب! ما قنع النخعيّ بما طلبه في نفسه من الرطب بغير أوانه فأطعمته إيّاه إلي أن تحيّر في نفسه، إن كان هذا من عند أبي محمّد الحسن، فليبعث إلينا لبناً وزبداً، فوضع الخادم الإناء وانصرف، فأمسكنا عن الأكل.

فقال أبو شعيب: يا إسحاق! ويحك، تجد هذا وتتحيّر بغيره؟!

فقال: لا، يا سيّدي! فقالت الجماعة: الحمد للّه الذي عرفنا من طلب الرطب واللبن والزبد. فقال لنا: كلوا، لا تثريب عليكم.

فأكلنا والله! فما رأينا رطباً ولا زبداً أطيب من ذلك، فرجع الخادم وقال: مولاك يقول لك: يا أبا شعيب! أغرس هذا النوي في بستانك بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك، وعبرة في حياتك وبعد وفاتك.



[ صفحه 245]



فأمر بجمع النوي، وغرسه في البستان بحفرة واحدة.

قال أبو الحسين محمّد بن يحيي الفارسيّ: فعدت من قابل فجاء في نفسي من أمر النخلة، فلمّا وصلت إلي أبي شعيب، قال: يا أبا الحسين! جئت تري النخلة؟

قلت: نعم، يا سيّدي! وكان عنده جماعة من أولياء سيّدنا أبي محمّد الحسن (عليه السلام)، فقال: قوموا! فقمنا فدخل البستان، ودخلنا معه، فرأينا نخلة ظننّا أنّها من نبات سنين كثيرة فلم نعرفها.

فقال: هذه هي، فدنونا منها وأسعافها تحرّكها الرياح، فسمعنا في تخشخشها ألسُناً تنطق وتقول: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، وعليّ أميرالمؤمنين، والحسن، والحسين، وعليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسي، وعليّ، ومحمّد، وعليّ، والحسن بن عليّ، حجج الله علي خلقه، والحجّة المهديّ سمّي جدّه رسول الله، وكنيته ابن الحسن حقّاً حقّاً، علم من علم، وشهد من شهد، والله علي ما نقول من الشاهدين.

فقلنا: يا سيّدنا، أبا شعيب! إنّ هذا شيء عجيب، هذه ألسن الملائكة تنطق بهذه النخلة؟! أم ألسن المؤمنين من الجنّ؟!

فقال: هذه ألسن من النخلة.

فقلنا: جعلنا فداك! وهذا مثله ما كان في الزمان؟!

فقال: نعم.... [1] .

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.



[ صفحه 246]




پاورقي

[1] الهداية الكبري: 338، س 9. قطعة منه في (شهادة النخلة بإمامته (عليه السلام))، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام)).