بازگشت

ارائته أثر أقدام الأنبياء والأئمة في البساط


1 - الحضينيّ (رحمه الله): عن أبي الحسن عاصم الكوفيّ [1] ، وكان محجوباً، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن (عليه السلام) بالعسكر فطرقت شيئاً ناعماً، فقلت: مولاي ما هذا؟

فقال: يا عاصم! أنت علي بساط قد جلس عليه، ووطئه كثير من المرسلين والنبيّين، والأئمّة الراشدين.

فقلت: يامولاي! لا تخفّفت بخفّ، ولا تنعّلت بنعل، مادمت في الدنيا إعظاماً لهذا البساط.



[ صفحه 248]



فقال: يا عليّ! إنّ هذا الذي منه الخفّ جلد ملعون نجس رجس، لم يقرّ بإمامتنا، ولا أجاب دعوتنا، ولا قبل ولايتنا.

فقلت: وحقّك يامولاي! لا لبست خفّاً، ولا نعلاً أبداً، وقلت في نفسي: كنت أشتهي أن أري هذا البساط، فوجدته ملء الدار، ولم يبق لون حسن إلّا وجدته فيه، وأطلت النظر إليه.

قال: يا عليّ! تحبّ أن تري آثار أرجل النبيّين والمرسلين والأئمّة الراشدين، الذين وطئوا هذا البساط، ومجالسهم عليه، قلت: نعم، يا مولاي! فرأيت مواضع أقدامهم وجلوسهم علي البساط مصوّرة.

فقال: هذا أثر قدم آدم وموضع جلوسه، وهذا موضع قدم قابيل إلّا أنّه لعن حيث قتل أخاه هابيل، وهذا أثر شيث، وهذا أثر أنوش، وهذا أثر قينان، وهذا أثر مهلائيل، وهذا أثر يازد، وهذا أثر أخنوخ وهو إدريس، وهذا أثر المتوشلخ.

وهذا أثر لمك، وهذا أثر نوح، وهذا أثر سام وهذا أثر أرفخشد، وهذا أثر يعرب، وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر لوط، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر إسماعيل، وهذا أثر إلياس، وهذا أثر قصي، وهذا أثر إسحاق، وهذا أثر يعقوب وهو إسرائيل.

وهذا أثر يوسف، وهذا أثر شعيب، وهذا أثر موسي وهذا أثر هارون، وهذا أثر يوشع، وهذا أثر حزقيل، وهذا أثر سمويلا، وهذا أثر طالوت، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر آصف، وهذا أثر أيّوب، وهذا أثر يونس، وهذا أثر أشعيا، وهذا أثر اليسع، وهذا أثر الخضر، وهذا أثرزكريّا، وهذا أثر يحيي، وهذا أثر عيسي، وهذا أثر شمعون، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر الإسكندر، وهذا أثر أردشير، وهذا أثر سابور، وهذا أثر لؤي، وهذا أثر مرّة، وهذا أثر كلاب، وهذا أثر قصّي، وهذا أثر عبدمناف، وهذا أثر هاشم،



[ صفحه 249]



وهذا أثر عبد المطّلب، وهذا أثر عبد الله.

وهذا أثر السيّد محمّد، وهذا أثر أمير المؤمنين، وهذا أثر الحسن، وهذا أثر الحسين، وهذا أثر عليّ، وهذا أثر محمّد، وهذا أثر جعفر، وهذا أثر موسي، وهذا أثر عليّ، وهذا أثر محمّد، وهذا أثر عليّ، وهذا أثري، وهذا أثر المهديّ، لأنّه وطئه وجلس عليه، فقال لي عليّ بن عاصم يخيّل لي. [2] .

والله! من ردّ بصري، ونظري إلي البساط، وهذه الآثار كلّها وأنا نائم، وإنّي أحلم ما رأيت.

فقال أبو محمّد الحسن (عليه السلام): يا عليّ بن عاصم! فما أنت نائم ولم تحلم، وتري إلي تلك الآثار، واعلم! أنّها لمن أهمّ دين الله [3] ، فمن زاد فيهم كفر، ومن نقص فيهم كفر، والشاكّ في واحد منهم كالشاكّ الجاحد للّه.

وبهم يعذّبه الله يوم القيامة، عذاباً شديداً لا يعذّب به أحداً من العالمين.

غضّ طرفك يا عليّ! فغضضت طرفي فرجعت محجوباً.

فقلت: يا سيّدي! من يقول: إنّهم مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ هوآثم، وإن علم ما قال لم يأثم. [4] .

فقلت: يا سيّدي! أعلمني علمهم حتّي لا أزيد فيهم، ولا أنقص منهم.

قال: الأنبياء والرسل والأوصياء والأئمّة هم الذين رأيتهم، وآثارهم في البساط والمائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف الذين حسبوا من الأنبياء للّه



[ صفحه 250]



ورسله وحجبه. فآمنوا بالله، وبما جاءتهم رسلهم به من الكتب والشرائع، فمنهم الصدّيقون والشهداء والصالحون، وهم المؤمنون، وهذا عددهم منذ أهبط آدم من الجنّة إلي أن بعث الله جدّي رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم).

فقلت: للّه الحمد والشكر، ولك يا مولاي! الذي هديتني لهداكم، وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فكان هذا من دلائله (عليه السلام). [5] .


پاورقي

[1] في المشارق وبعض المصادر: «عليّ بن عاصم الكوفيّ».

[2] في المدينة: فقال عليّ بن عاصم: فخيّل لي....

[3] في المصدر: واعلم أنّهم اذنين، وهو غير مفهوم، وما أشتبناه من المدينة والحلية.

[4] في المدينة هكذا: فقلت: يا سيّدي! فمن يقول: إنّهم ماءة ألف وأربعة وعشرون ألف نبيّ، أهؤلاء؟ ثمّ قال: إذا علم ما قال لم يأثم...

[5] الهداية الكبري: 335، س 18. عنه حلية الأبرار: 5 / 121، ح 1، بتفاوت يسير، ومدينة المعاجز: 7 / 594، ح 2580، بتفاوت غير ما ذكر، وإثبات الهداة: 3 / 431، ح 120، و572، ح 694، قطعتان منه.

مشارق أنوار اليقين: 100، س 8، بتفاوت، واختصار. عنه البحار: 11 / 34، ح 27، و 50 / 304، ح 81، وقصص الأنبياء للجزائريّ: 6، س 5، وإثبات الهداة: 3 / 424، ح 88.

البحار: 50 / 316، س 5، عن بعض مؤلّفات أصحابنا، بتفاوت.

المنتخب للطريحيّ: 157، س 6، باختصار.

قطعة منه في (إبصار الأعمي ثمّ ردّه إلي العمي)، و (أثر أقدام الأنبياء عليهم السلام)، و (عدد الأنبياء والمرسلين منهم عليهم السلام)، و (نجاسة الجلد لعدم الإقرار بإمامتهم (عليهم السلام)، و (أثر أقدام الأئمّة (عليهم السلام) وأساميهم)، و (عذاب من شكّ في الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام)، و (من زاد أو شكّ في الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) كالشاكّ الجاحد للّه).