بازگشت

علمه بما في الضمير


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): محمّد بن يحيي، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت علي أبي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لأنظر إلي خطّه، فأعرفه إذاورد؟



[ صفحه 258]



فقال: نعم، ثمّ قال: يا أحمد! إنّ الخطّ سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلي القلم الدقيق فلا تشكّنّ، ثمّ دعا بالدواة فكتب، وجعل يستمدّ إلي مجري الدواة، فقلت في نفسي، وهو يكتب: أستوهبه القلم الذي كتب به، فلمّا فرغ من الكتابة أقبل يحدّثني، وهو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة.

ثمّ قال: هاك يا أحمد! فناولنيه.

فقلت: جعلت فداك! إنّي مغتمّ لشيء يصيبني في نفسي وقد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك.

فقال: وما هو يا أحمد!؟

فقلت: يا سيّدي! روي لنا عن آبائك: أنّ نوم الأنبياء علي أقفيتهم، ونوم المؤمنين علي أيمانهم، ونوم المنافقين علي شمائلهم، ونوم الشياطين علي وجوههم.

فقال (عليه السلام): كذلك هو، فقلت: يا سيّدي! فإنّي أجهد أن أنام علي يميني فمايمكنني، ولا يأخذني النوم عليها.

فسكت ساعة، ثمّ قال: يا أحمد! ادن منّي! فدنوت منه.

فقال: أدخل يدك تحت ثيابك! فأدخلتها، فأخرج يده من تحت ثيابه وأدخلها تحت ثيابي، فمسح بيده اليمني علي جانبي الأيسر، وبيده اليسري علي جانبي الأيمن ثلاث مرّات.

فقال أحمد: فما أقدر أن أنام علي يساري منذ فعل (عليه السلام) ذلك بي، ومايأخذني نوم عليها أصلاً. [1] .



[ صفحه 259]



2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن القاسم أبو العيناء الهاشميّ مولي عبد الصمد بن عليّ عتاقة، قال: كنت أدخل علي أبي محمد (عليه السلام) فأعطش، وأنا عنده فأجلّه أن أدعو بالماء.

فيقول: يا غلام! اسقه.

وربّما حدّثت نفسي بالنهوض فأفكّر في ذلك، فيقول: يا غلام! دابّته. [2] .

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): إسحاق، قال: أخبرني محمّد بن الربيع الشائيّ [3] قال: ناظرت رجلاً من الثنويّة بالأهواز، ثمّ قدمت سرّ من رأي وقدعلق بقلبي شيء من مقالته، فإنّي لجالس علي باب أحمد ابن الخضيب.

إذ أقبل أبو محمد (عليه السلام) من دار العامّة، فنظر إليّ وأشار بسبّابته



[ صفحه 260]



أحد، أحد، فرد، فسقطت مغشيّاً عليّ. [4] .

4 - حسين عبد الوهّاب (رحمه الله): الحسن بن سهيل، عن عليّ بن محمّد ابن الحسن، قال: خرج السلطان يريد البصرة، فخرج أبو محمد (عليه السلام) يشيّعه، فنظرنا إليه ماضياً معه، وكنّا جماعة من شيعته، فجلسنا من الحايطين [5] ننتظر رجوعه. فلمّا رجع (عليه السلام) وقف علينا، ثمّ مدّ يده إلي قلنسوته فأخذها عن رأسه وأمسكها بيده وأمرّ بيده الأخري علي رأسه، وضحك في وجه رجل منافق.

فقال الرجل مبادراً: أشهد أنّك حجّة الله وخيرته فسألناه ما شأنك؟

فقال: كنت شاكّاً فيه، وقلت في نفسي: إن رجع وأخذ في الطريق قلنسوته عن رأسه قلت بإمامته. [6] .



[ صفحه 261]



5 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم الجعفريّ: كنت مع أبي محمّد العسكريّ (عليه السلام) إذ أتي رجل، فقال أبو محمد (عليه السلام): هذا الواقف ليس من إخوانك.

قلت: كيف عرفته؟

قال: إنّ المؤمن نعرفه بسيماه، ونعرف المنافق بميسمه. [7] [8] .

6 - الراونديّ (رحمه الله): روي عن أبي بكر الفهفكيّ قال: أردت الخروج من سرّ من رأي لبعض الأمور، وقد طال مقامي بها، فغدوت يوم الموكب، وجلست في شارع أبي قطيعة بن داود.

إذ طلع أبو محمد (عليه السلام) يريد دار العامّة، فلمّا رأيته قلت في نفسي: أقول له: ياسيّديّ! إن كان عندك الخروج من سرّ من رأي خيراً لي فأظهر التبسّم في وجهي، فلمّا دنا منّي، تبسّم تبسّماً بيّناً جيّداً، فخرجت من يومي.

فأخبرني بعض أصحابنا: أنّ غريماً لي كان له عندي مال قدم يطلبني، ولوظفر بي لهتكني، لأنّ ماله لم يكن عندي شاهداً. [9] .



[ صفحه 262]



7 - السيّد ابن طاووس (رحمه الله): في دلائل مولانا الحسن العسكريّ (عليه السلام) مارويت، ونقلت من خطّ من حدّثه محمّد بن هارون بن موسي التلعكبريّ، وهو شيخنا المفيد رضوان الله عليه، قال ماهذا لفظه:

حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبريّ في يوم الجمعة، السابع عشر من المحرّم، سنة عشر وأربعمائة بالمشهد المعروف في الكرخ بالعتيقة صلوات الله علي صاحبه، قال: أنفذني والدي مع بعض أصحابه إلي صاعد النصرانيّ لأسمع منه ماروي عن أبيه من حديث مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات الله عليه، فوصلنا إليه.

فرأيت رجلاً معظماً، فاعلمته قصدي، فأدناني وقال: حدّثني أبي أنّه خرج هو وإخوته وجماعة من أهله من البصرة إلي سرّ من رأي لأجل ظلامة من العامل، فأنا بسرّ من رأي في بعض الأيّام إذ بمولانا أبي محمّد علي بغلة، وعلي رأسه شاشة [10] وعلي كتفه طيلسان. [11] .

فقلت في نفسي: هذا الرجل الذي يدّعي بعض المسلمين أنّه يعلم الغيب فإن كان الأمر علي هذا، فليحوّل مقدّم الشاشة إلي مؤخّرها، ففعل. فقلت: هذا إتّفاق، ولكن فليحوّل طيلسانه الأيمن إلي الأيسر، والأيسر إلي الأيمن.

ففعل ذلك وهو يسير، فوصل إليّ وقال: ياثابت! لم لا تشتغل بأكل حيتانك عمّا لا أنت منه ولا إليه.

قال: وكنّا نأكل السمك. [12] .



[ صفحه 263]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 513، ح 27. عنه مدينة المعاجز: 7 / 563، ح 2550، وإثبات الهداة: 3 / 407، ح 30 و31، قطعتان منه، والوافي: 3 / 861، ح 1482، ووسائل الشيعة: 6 / 502 ح 8548، قطعة منه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 433، س 23، باختصار. عنه وعن الكافي، البحار: 50 / 286، س 10، ضمن ح 60.

الثاقب في المناقب: 581، ح 531، بتفاوت، واختصار.

الدعوات للراونديّ: 70، ح 169، بتفاوت، واختصار. عنه البحار: 73 / 190، ح 21.

قطعة منه في (كيفيّة كتابته (عليه السلام))، و (نوم الأنبياء (عليهم السلام)، وموعظته (عليه السلام) في النوم).

[2] الكافي: 1 / 512، ح 22. عنه مدينة المعاجز: 7 / 558، ح 2545، وإثبات الهداة: 3 / 406، ح 26، والوافي:3 / 858، ح 1477.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 433، س 15.

الخرائج والجرائح: 1 / 445، ح 29. عنه وعن المناقب، البحار: 50 / 272، ح 41.

الصراط المستقيم: 2 / 208، ح 19، بتفاوت.

قطعة منه في (إكرامه (عليه السلام) الضيف)، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام)).

[3] في الخرائج: الربيع الشيباني، وكذا في المناقب، وكشف الغمّة.

[4] الكافي: 1 / 511، ح 20. عنه إثبات الهداة: 3 / 405، ح 24، بتفاوت يسير، ومدينة المعاجز: 7 / 556، ح 2542، والوافي: 3 / 857، ح 1475.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 429، س 10، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 7 / 646، ح 2634.

كشف الغمّة: 2 / 425، س 2، بتفاوت يسير.

الخرائج والجرائح: 1 / 445، ح 28. عنه وعن الكشف، البحار: 50 / 293، ح 67.

الصراط المستقيم: 2 / 208، ح 18، باختصار.

قطعة منه في (ذهابه ورجوعه (عليهم السلام) من دار العامّة)، و (في التوحيد).

[5] حاطه، يحوطه، حوطاً وحياطة: إذا حفظه وصانه وذبّ عنه، وتوفّر علي مصالحه. مجمع البحرين: 4 / 243، حوطه، وكذا في لسان العرب: 7 / 279.

[6] عيون المعجزات: 139، س 3. عنه مدينة المعاجز: 7 / 600، ح 2587، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 3 / 431، ح 131، بتفاوت.

كشف الغمّة: 2 / 425، س 9، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 3 / 420، ح 70.

الخرائج والجرائح: 1 / 444، ح 26، بتفاوت. عنه وعن الكشف، البحار: 50 / 294، ح 68.

الصراط المستقيم: 2 / 208، ح 16، باختصار.

إثبات الوصيّة: 254، س 5، بتفاوت يسير.

إثبات الهداة: 3 / 432، ح 130، بتفاوت، عن الطبريّ في مناقبه.

قطعة منه في (لباسه (عليهم السلام))، و (ضحكه (عليهم السلام))، و (أحواله (عليه السلام) مع خلفاء زمانه).

[7] الميسم: الحديدة أو الآلة التي يوسم بها أثر الوسم، الحسن والجمال. المنجد: 901 (وسم).

[8] الخرائج والجرائح: 2 / 737، ح 50.

وذكر في الهامش رقم 2 أنّه مذكور في البحار: 66 / 268، ولم نجده.

قطعة منه في (إنّ الأئمّة (عليهم السلام) يعرفون المؤمن والمنافق بسيماهما).

[9] الخرائج والجرائح: 1 / 446، ح 30. عنه إثبات الهداة: 3 / 420، ح 72، ومدينة المعاجز: 7 / 624، ح 2607، والبحار: 50 / 273، ح 42.

قطعة منه في (ضحكه (عليه السلام) التبسّم)، و (ذهابه ورجوعه (عليه السلام) من دار العامّة).

[10] الشاش: نسيج من القطن رقيق، ملاءة من الحرير يعمّم بها عبرانيّة. المنجد: 408.

[11] الطيلسان: كساء أخضر يلبسه الخواصّ من المشايخ والعلماء، وهو من لباس العجم.

المنجد: 469، (طلس).

[12] فرج المهموم: 236، س 10. عنه البحار: 50 / 281، ح 57.

قطعة منه في (لباسه (عليه السلام))، و (مركبه (عليه السلام)).