بازگشت

علمه بالغائب


1 - الحضينيّ (رحمه الله): عن أبي الفضل محمّد بن عليّ بن عبد الله الحسينيّ المعروف بباعر، قال: خرجت من الكوفة إلي زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقد عرفت ولادة المهديّ (عليه السلام).

وأنّ الشيعة تتضرّع إلي الله في المشاهدة، وبحمده وشكره علي ولادته.

فقالت لي أُمّي، وكانت مؤمنة: يا بنيّ! اسأل الله عند قبر سيّدنا أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) أن يرزقك خدمة مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ (عليهما السلام) كما رزق أباك عليّ بن عبد الله.

قال أبو الفضل: فلم أزل أسأل الله، وأتوسّل بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إلي أن رزقني منزلة أبي من سيّدنا أبي محمّد الحسن (عليه السلام).

قال: فلمّا كان في وقت السحر بليلة النصف من شعبان جاءني خادم وقدطرحت نفسي علي شاطيء الحير من شدّة التعب والقيام، فجلس الخادم عند رأسي، وقال لي: يا أبا الفضل محمّد بن عليّ! مولاي أبو محمّد الحسن (عليه السلام) قد سمع دعاءك، فصر إلينا مخلصاً بما تنطقه، وبما سألت.

فقلت له: ما اسمك؟ قال: سرور.

فقلت: يا سرور! وما أنا علي هيئة، وما معي ما ينهض إلي العسكر حتّي أرجع إلي الكوفة وأصلح شأني وأحصل.

فقال: قد بلغتك الرسالة، فافعل ما تري.

فرجعت علي الزيارة إلي الكوفة، وعرّفت أُمّي بما منّ الله عليّ بما قاله الخادم، وشكرت الله وحمدته.



[ صفحه 264]



فقالت: يا بني! قد أجاب الله دعاءك ودعائي لك، فقم ولا تقعد.

فأصلحت شأني وخرجت، ومعي عليّ الذهبي من سوق الصاغة بالكوفة، ووصّته بي خيراً، وأمرته قبل يدي لأنّي كنت حدثاً.

فخرجنا من الكوفة إلي بغداد ووقف، إنّي نزلت علي عمّ لي حبيس، وكانت ليلة الشعانين [1] ، فدعوني إلي أن خرجت معهم إلي الشعانين، وصاروا بي إلي دار الروميّين.

ودخلوا إلي دار الخمّار، وهو من بعض النصاري، وأحضروا طعاماً، فأكلت معهم، وابتاعوا خمراً، وسألوني أن أشرب معهم، فلم أفعل وغلبوا علي رأيي وسقوني، فشربت.

وجاؤوا بغلمان حسان فحملوني أن أفعل كما فعلوا، فزيّن لي الشيطان سوء عملي، ففعلت.

وأقمت أيّاماً ببغداد، وخرجت إلي العسكر فوردتها، وأفضت عليّ الماء من الدجلة، ولبست ثياباً طاهرة، وصرت إلي المسجد الذي علي باب سيّدي أبي محمّد الحسن (عليه السلام)، وفيه قوم يصلّون، فصلّيت معهم، ودخلت فإذإ أنا بسرور الخادم قد دخل المسجد، فقمت مسروراً إليه.

فوضع يده بصدري ودفعني عنه، ثمّ قال لي: هاك، وطرح بيدي دنانيراً، وقال لي: مولاي يقول لك ويأمرك أن لا تصير إليه، فتقدّم من وصولك ببغداد، وارجع من حيث جئت، وهذه نفقتك من دارك بالكوفة، وإليها راجعاً إلي ماأنفقته في دار الروميّين.

فرجعت باكياً إلي بغداد، ومنها إلي الكوفة، وأخبرت والدتي بما كان منّي



[ صفحه 265]



وكلّما نالني ولم أخف منه شيئاً، والذهبي حسبما اتفقنا، فوجدنا الذي أعطانا إيّاه الخادم لا يزيد حبّة، ولا ينقصن حبّة إلّا دينارين، وزنتها في دار الروميّين فلبست الشعر، وقيّدت رجلي، وغللت يدي، وحبست نفسي إلي أن توفّي أبومحمّد الحسن (عليه السلام) بيوم الجمعة، لثمان ليال خلت من ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين ثمّ أطلقت نفسي بعد ذلك، فكان هذا من دلائله (عليه السلام). [2] .

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): إسحاق، قال: حدّثني إسماعيل بن محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب، قال: قعدت لأبي محمد (عليه السلام) علي ظهر الطريق، فلمّا مرّ بي شكوت إليه الحاجة، وحلفت له: أنّه ليس عندي درهم فما فوقها، ولا غداء ولا عشاء.

قال: فقال: تحلف بالله كاذباً، وقد دفنت مائتي دينار! وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطيّة، أعطه يا غلام! ما معك.

فأعطاني غلامه مائة دينار، ثمّ أقبل عليّ فقال لي: إنّك تحرمها أحوج ما تكون إليها، يعني الدنانير التي دفنت.

وصدق (عليه السلام)، وكان كما قال، دفنت مائتي دينار وقلت: يكون ظهراً وكهفاً لنا، فاضطررت ضرورة شديدة إلي شيء أنفقه، وانغلقت عليّ أبواب الرزق، فنبشت عنها، فإذا ابن لي قد عرف موضعها، فأخذها وهرب، فما قدرت منها علي شيء. [3] .



[ صفحه 266]



3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): إسحاق، قال: حدّثني يحيي بن القشيريّ [4] من قرية تسمّي قير، قال: كان لأبي محمد (عليه السلام) وكيل قد اتّخذ معه في الدار حجرة، يكون فيها معه خادم أبيض، فأراد الوكيل الخادم علي نفسه، فأبي إلّا[أن] يأتيه بنبيذ، فاحتال له بنبيذ ثمّ أدخله عليه، وبينه وبين أبي محمد (عليه السلام) ثلاثة أبواب مغلقة.

قال: فحدّثني الوكيل، قال: إنّي لمنتبه إذ أنا بالأبواب تفتح حتّي جاء بنفسه فوقف علي باب الحجرة، ثمّ قال: يا هؤلاء، اتّقوا الله! خافوا الله!



[ صفحه 267]



فلمّا أصبحنا أمر ببيع الخادم، وإخراجي من الدار. [5] .

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... عن ضوء بن عليّ العجليّ، عن رجل من أهل فارس سمّاه، قال: أتيت سرّ من رأي و لزمت باب أبي محمد (عليه السلام)، فدعاني من غير أن أستأذن، فلمّا دخلت وسلّمت، قال لي: يا أبا فلان! كيف حالك؟ ثمّ قال لي: اقعد يا فلان! ثمّ سألني عن جماعة من رجال، ونساء من أهلي.... [6] .

5 - المسعوديّ (رحمه الله):... عن أبي الحسين بن عليّ بن بلال، وأبي يحيي النعمانيّ قالا: ورد كتاب من أبي محمد (عليه السلام)، ونحن حضور عند أبي طاهر ابن بلال، فنظرنا فيه، فقال النعمانيّ: فيه لحن أو يكون النحو باطلاً - وكان هذا بسرّ من رأي -.

فنحن في ذلك إذ جاءنا توقيعه: ما بال قوم يلحنوننا، وأنّ الكلمة نتكلّم بها تنصرف علي سبعين وجهاً، فيها كلّها المخرج منها والمحجّة. [7] .

6 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): قال: وحدّثني أبو جعفر، قال: بعثنا مع ثقة من ثقات إخواننا إلي العسكر شيئاً، فعمد الرجل فدسّ فيما معه رقعة من غيرعلمنا،



[ صفحه 268]



فردّت عليه الرقعة من غير جواب.... [8] .

7 - الشيخ الصدوق (رحمه الله):... أبو الحسن عليّ بن سنان الموصليّ، قال: حدّثني أبي...، كنّا إذا وردنا بمال علي سيّدنا أبي محمد (عليه السلام) يقول:

جملة المال كذا وكذا ديناراً من عند فلان كذا، ومن عند فلان كذا حتّي يأتي علي أسماء الناس كلّهم، ويقول ما علي الخواتيم من نقش.... [9] .

8 - أبو عمرو الكشّيّ (رحمه الله):... محمّد بن إبراهيم الورّاق السمرقنديّ، يقول: خرجت إلي الحجّ، فأردت... رجل... يقال له: بورق....

قال: فأتيته فجري ذكر الفضل بن شاذان (رحمه الله)، فقال بورق:...

فدخلت علي أبي محمد (عليه السلام)... فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلّة...

فقال (عليه السلام): نعم! رحم الله الفضل.

قال بورق: فرجعت، فوجدت الفضل قد توفّي في الأيّام التي قال أبو محمد (عليه السلام) رحم الله الفضل. [10] .

9 - الشيخ الطوسيّ (رحمه الله):... محمّد بن إسماعيل، وعليّ بن عبد الله الحسنيّان، قالا: دخلنا علي أبي محمّد الحسن (عليه السلام) بسرّ من رأي، وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته، حتّي دخل عليه بدر خادمه، فقال: يامولاي! بالباب قوم شعث غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن...



[ صفحه 269]



فما لبثنا إلّا يسيراً حتّي دخل عثمان.

فقال له سيّدنا أبو محمد (عليه السلام): امض يا عثمان!...، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيّين ما حملوه من المال.... [11] .

10 - أبو جعفر الطبريّ (رحمه الله): ورأيت الحسن بن عليّ السراج (عليه السلام)...

كان ينبئنا بما نعمله بالليل سرّاً وجهراً. [12] .

11 - الراونديّ (رحمه الله): ما روي عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين ابن زيد بن عليّ، قال: صحبت أبا محمد (عليه السلام) من دار العامّة إلي منزله، فلمّا صار إلي الدار وأردت الانصراف، قال: أمهل! فدخل، ثمّ أذن لي، فدخلت فأعطاني مائة دينار وقال: صيّرها في ثمن جارية، فإنّ جاريتك فلانة ماتت، وكنت خرجت من منزلي وعهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت فإذا الغلام قال: ماتت جاريتك فلانة الساعة، قلت: ما حالها؟

قال: شربت ماء، فشرقت، فماتت. [13] .

12 - الراونديّ (رحمه الله): قال يحيي بن المرزبان: التقيت مع رجل من أهل



[ صفحه 270]



السيب، سيماه الخير، وأخبرني أنّه كان له ابن عمّ ينازعه في الإمامة...

فوردت العسكر في حاجة، فأقبل أبو محمد (عليه السلام)...، ثمّ قال: يا يحيي! مافعل ابن عمّك الذي تنازعه في الإمامة؟

فقلت: خلّفته صالحاً.... [14] .

13 - الراونديّ (رحمه الله):... نصرانيّ متطبّب بالريّ...قال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكّل، وكان يصطفيني، فبعث إليه الحسن بن عليّ بن محمّد بن الرضا: أن يبعث إليه بأخصّ أصحابه عنده ليفصده، فاختارني، وقال: قد طلب منّي ابن الرضا من يفصده فصر إليه...

فمضيت إليه، فأمر بي إلي حجرة وقال: كن ههنا إلي أن أطلبك.

فأخذت وقلت يأمرني السيّد بخدمة!؟ قال: نعم! تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول.

فصرت إلي بختيشوع، وقلت له القصّة...، ثمّ قال: لم تبق اليوم في النصرانيّة أعلم بالطبّ من راهب بدير العاقول، فكتب إليه كتاباً يذكر فيه ما جري، فخرجت وناديته، فأشرف عليّ فقال: من أنت؟

قلت: صاحب بختيشوع. قال: أمعك كتابه؟

قلت: نعم، فأرخي لي زبّيلاً، فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب، ونزل من ساعته. فقال: أنت الذي فصدت الرجل؟ قلت: نعم.

قال: طوبي لأُمّك! وركب بغلاً، وسرنا فوافينا سرّ من رأي، وقد بقي من الليل ثلثه، قلت: أين تحبّ دار أستاذنا أم دار الرجل؟

قال: دار الرجل، فصرنا إلي بابه قبل الأذان الأوّل، ففتح الباب وخرج إلينا خادم أسود، وقال: أيّكما راهب دير العاقول؟



[ صفحه 271]



فقال: أنا، جعلت فداك! فقال: انزل! وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلين، وأخذ بيده ودخلا، فأقمت إلي أن أصبحنا وارتفع النهار...

ثمّ انصرف إليه، ولزم خدمته إلي أن مات. [15] .

14 - الراونديّ (رحمه الله):... كتب بعض أصحابنا إلي أبي محمد (عليه السلام) -من أهل الجبل - ليسأله عمّن وقف علي أبي الحسن موسي (عليه السلام)، أتولاّهم أم أتبرّأ منهم؟

فكتب (عليه السلام) إليه: لا تترحّم علي عمّك، لا رحم الله عمّك، وتبرّأ منه، أناإلي الله منهم بري ء، فلا تتولّهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصلّ علي أحد منهم مات أبداً...

فكان هذا - أي السائ - لم يعلم أنّ عمّه كان منهم فأعلمه ذلك. [16] .

15 - الراونديّ (رحمه الله): روي عن الحجّاج بن سفيان العبديّ، قال: خلّفت ابني بالبصرة عليلاً، وكتبت إلي أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء لابني.

فكتب إليّ: رحم الله ابنك! إنّه كان مؤمناً.

قال الحجّاج: فورد عليّ كتاب من البصرة: إنّ ابني مات في ذلك اليوم الذي كتب إليّ أبو محمد (عليه السلام) بموته.... [17] .

16 - ابن حمزة الطوسيّ (رحمه الله): عن أبي القاسم الحليسيّ قال:

كنت أزور العسكريّ في شعبان في أوّله، ثمّ أزور الحسين (عليه السلام) في النصف من



[ صفحه 272]



شعبان، فلمّا كانت سنة من السنين وردت العسكريّ قبل شعبان، وظننت أنّي لاأزوره في شعبان.

فلمّا دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، وخرجت إلي العسكر وكنت إذا وافيت العسكر أعلمتهم برقعة أو رسالة، فلمّا كان في هذه المرّة، قلت: أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها، وقلت لصاحب المنزل: أحبّ أن لاتعلمهم بقدومي.

فلمّا أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين، وهو متبسّم ضاحك مستبشر ويقول: بعث إليّ بهذين الدينارين، وقيل لي: ادفعهما إلي الحليسيّ وقل له: من كان في طاعة الله كان الله في حاجته. [18] .

17 - ابن شهرآشوب (رحمه الله): عليّ بن أحمد بن حمّاد، قال: خرج أبو محمد (عليه السلام) في يوم مصيف راكباً، وعليه تجفاف [19] وممطر [20] فتكلّموا في ذلك، فلمّا انصرفوا من مقصدهم، أُمطروا في طريقهم، وابتلّوا سواه. [21] .



[ صفحه 273]



18 - ابن شهر آشوب (رحمه الله):... إنّ إسحاق الكنديّ كان فيلسوف العراق في زمانه، أخذ في تأليف تناقض القرآن، وشغل نفسه بذلك، وتفرّد به في منزله، وإنّ بعض تلامذته دخل يوماً علي الإمام الحسن العسكريّ.

فقال له أبو محمد (عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكنديّ عمّاأخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟!

فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا، أو في غيره؟!

فقال له أبو محمّد: أتؤدّي إليه ما ألقيه إليك؟

قال: نعم! قال: فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته علي ما هو بسبيله، فإذا وقعت الأنسة في ذلك، فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها.

فإنّه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكّلم بهذا القرآن، هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنّك ذهبت إليها؟

فإنّه سيقول لك: إنّه من الجائز، لأنّه رجل يفهم إذا سمع.

فإذا أوجب ذلك، فقل له: فما يدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه.... [22] .

19 - ابن حمزة الطوسيّ: عن محمّد بن عبد الله، قال:...، فقد غلام له صغير، فلم يوجد، فأخبر بذلك.

فقال (عليه السلام): اطلبوه في البركة، فطلب، فوجد فيها ميّتاً. [23] .



[ صفحه 274]



20 - السيّد ابن طاووس (رحمه الله):... كتبت إلي أبي محمد (عليه السلام) وجاريتي حامل، أسأله أن يسمّي ما في بطنها.

فورد الجواب: إذا ظهرت فسمّها زينب.

ثمّ ماتت بعد شهر من ولادتها، فبعث إليّ بخمسين ديناراً علي يد محمّد ابن سنان الصرّاف، وقال: اشتر بهذا جارية. [24] .

21 - السيّد ابن طاووس (رحمه الله):... عن محمّد بن أبي الزعفران، عن أُمّ أبي محمد (عليه السلام)، قالت:... حين حبسه المعتمد في يدي عليّ جرين...، فسأله يوماً من الأيّام عن خبره؟....

فقال [المعتمد] له: امض الساعة إليه، واقرأه منّي السلام، وقل له: انصرف إلي منزلك مصاحباً.

قال عليّ جرين: فجئت إلي باب الحبس، فوجدت حماراً مسرجاً، فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشه، فلمّا رآني نهض، فأدّيت إليه الرسالة، فركب.... [25] .

22 - الإربليّ (رحمه الله): عن أبي سهل البلخيّ، قال: كتب رجل إلي أبي محمد (عليه السلام) يسأله الدعاء لوالديه، وكانت الأُمّ غالية والأب مؤمناً؟

فوقّع (عليه السلام): رحم الله والدك!

وكتب آخر: يسأل الدعاء لوالديه، وكانت الأُمّ مؤمنة، والأب ثنويّاً؟



[ صفحه 275]



فوقّع (عليه السلام): رحم الله والدتك.... [26] .

23 - المحدّث النوريّ (رحمه الله): الشيخ الأقدم الحسن بن محمّد القمّيّ في كتاب قمّ، رويت عن مشايخ قمّ: إنّ الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر ابن محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام)، كان بقمّ يشرب علانية.

فقصد يوماً الحاجة إلي باب أحمد بن إسحاق الأشعريّ، وكان وكيلاً في الأوقاف بقمّ، فلم يأذن له، فرجع إلي بيته مهموماً.

فتوجّه أحمد بن إسحاق إلي الحجّ، فلمّا بلغ سرّ من رأي، فاستأذن علي أبي محمّد العسكريّ (عليه السلام)، فلم يأذن له، فبكي أحمد طويلاً، وتضرّع حتّي أذن له، فلمّا دخل، قال: يا ابن رسول الله! لم منعتني الدخول عليك، وأنا من شيعتك ومواليك؟

قال (عليه السلام): لأنّك طردت ابن عمّنا عن بابك.

فبكي أحمد، وحلف بالله، أنّه لم يمنعه من الدخول عليه إلّا لأن يتوب من شرب الخمر.

قال (عليه السلام): صدقت، ولكن لابدّ من إكرامهم واحترامهم علي كلّ حال، وأن لاتحقرهم ولا تستهين بهم لانتسابهم إلينا، فتكون من الخاسرين.

فلمّا رجع أحمد إلي قمّ، أتاه أشرافهم، وكان الحسين معهم، فلمّا رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس، فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه، وسأله عن سببه؟

فذكر له ما جري بينه وبين العسكريّ (عليه السلام) في ذلك، فلمّا سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة وتاب منه، ورجع إلي بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها، وصار



[ صفحه 276]



من الأتقياء المتورّعين، والصلحاء المتعبّدين، وكان ملازماً للمساجد ومعتكفاً فيها حتّي أدركه الموت. [27] .


پاورقي

[1] عيد السعانين، والمشهور الشعانين: عيد الأحد الذي قبل الفصح (عبرانيّة)

المنجد: 336، (سعن)، و393، (شعن).

[2] الهداية الكبري: 331، س 5.

قطعة منه في (تاريخ شهادته (عليه السلام))، و (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير)، و (عدم ملاقاته (عليه السلام) مع شارب الخمر والعاصي)، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام)).

[3] الكافي: 1 / 509، ح 14. عنه حلية الأبرار: 5 / 102، ح 3، ومدينة المعاجز: 7 / 551، ح 2535، والوافي: 3 / 854، ح 1469.

إعلام الوري: 2 / 137، س 3، بتفاوت يسير.

الخرائح والجرائح: 1 / 427، ح 6، قطعة منه. عنه وعن الكافي، إثبات الهداة: 3 / 403، ح 16.

الإرشاد للمفيد: 343، س 15، بتفاوت. عنه وعن الخرائج، البحار: 50 / 280، ح 56.

كشف الغمّة: 2 / 413، س 10، بتفاوت يسير.

الثاقب في المناقب: 578، ح 12، بتفاوت يسير.

إثبات الوصيّة: 252، س 9، قطعة منه.

نور الأبصار: 340، س 18، بتفاوت يسير.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 286، س 3، بتفاوت. عنه وعن نورالأبصار: إحقاق الحقّ: 12 / 470، س 6، وإثبات الهداة: 3 / 437، س 15.

الصراط المستقيم: 2 / 206، ح 4، باختصار.

أعيان الشيعة: 2 / 40، س 35، عن الغيبة للشيخ الطوسيّ، ولم نعثر عليه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 432، س 3، باختصار.

قطعة منه في (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير)، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (معاشرته مع الناس)، و (موعظته (عليه السلام) في اليمين الكاذبة).

[4] في المناقب: يحيي القنبريّ.

[5] الكافي: 1 / 511، ح 19. عنه الوافي: 3 / 857، ح 1474، وإثبات الهداة: 3 / 405، ح 23، ومدينة المعاجز: 7 / 556، ح 2541.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 433، س 10. عنه البحار: 50 / 284، س 15، ضمن ح 60.

قطعة منه في (كيفيّة داره (عليه السلام))، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (معاشرته (عليه السلام) مع وكيله وخادمه)، و (موعظته (عليه السلام) في ترك المعاصي).

[6] الكافي: 1 / 514، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 449.

[7] إثبات الوصيّة: 252، س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 836.

[8] إكمال الدين وإتمام النعمة: 499، ح 24.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 724.

[9] إكمال الدين وإتمام النعمة: 476، ح 26.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 107.

[10] رجال الكشّيّ: 537، ح 1023.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5، رقم 1148.

[11] الغيبة: 355، ح 317. يأتي الحديث بتمامه في ج 5، رقم 1163.

[12] دلائل الإمامة: 427، ح 389.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 298.

[13] الخرائج والجرائح: 1 / 426، ح 5. عنه حلية الأبرار: 5 / 104، ح 9، ومدينة المعاجز: 7 / 602، ح 2602، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 3 / 419، ح 65، باختصار.

كشف الغمّة: 2 / 428، س 5.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 431، س 5، باختصار. عنه وعن الخرائج، البحار: 50 / 264، ح 23، وإثبات الهداة: 3 / 333، ح 134.

الثاقب في المناقب: 216، ح 190.

قطعة منه في (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير)، و (ذهابه ورجوعه (عليه السلام) من دار العامّة).

[14] الخرائج والجرائح: 1 / 440، ح 21. يأتي الحديث بتمامه في رقم 334.

[15] الخرائج والجرائح: 1 / 422، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 364.

[16] الخرائج والجرائح: 1 / 452، ح 38.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 838.

[17] الخرائج والجرائح: 1 / 448، ح 34.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 745.

[18] الثاقب في المناقب: 569، ح 513. عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: 7 / 622، ح 2605.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 493، ح 18، في حديث طويل. عنه البحار: 51 / 331، ح 56، وإثبات الهداة: 3 / 674، ح 53.

الخرائج والجرائح: 1 / 443، ح 24، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 50 / 271، ح 38، وإثبات الهداة: 3 / 420، ح 69.

قطعة منه في (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير والدراهم)، و (موعظته (عليه السلام) في التوكّل).

[19] التِجفاف: تفعال بالكسر، شيي ء تلبسه الفرس عند الحرب كأنّه درع، والجمع تجافيف، قيل: سمّي بذلك لما فيه من الصلابة واليبوسته. المصباح المنير: 103 (جفّ).

[20] الممطر كمنبر: ما يلبس في المطر يتوقّي به. مجمع البحرين: 3 / 483 (مطر).

[21] المناقب: 4 / 439، س 20.

عنه مدينة المعاجز: 7 / 652، ح 2646، والبحار: 50 / 288، س 15، ضمن ح 62.

قطعة منه في (لباسه (عليه السلام)).

[22] المناقب: 4 / 424، س 6.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 448.

[23] الثاقب في المناقب: 576، ح 523.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 363.

[24] فرج المهموم: 237، س 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 777.

[25] مهج الدعوات: 330، س 11.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 463.

[26] كشف الغمّة: 2 / 426، س 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 846.

[27] مستدرك الوسائل: 12 / 374، ح 14335، عن كتاب قمّ: 211.

بحار الأنوار: 50 / 323، ح 17، عن تاريخ قمّ، بتفاوت يسير.

قطعة منه في (عدم إذنه (عليه السلام) الدخول في منزله، لمن لم يكرم السادات)، و (موعظته في إكرام السادات).