بازگشت

اخباره بما في النفس


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): إسحاق، عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي محمد (عليه السلام) يوماً، وأنا أُريد أن أسأله ما أصوغ به خاتماً أتبرّك به، فجلست وأنسيت ما جئت له، فلمّا ودّعت ونهضت رمي إليّ بالخاتم.

فقال: أردت فضّة فأعطيناك خاتماً ربحت الفصّ والكرا، هنّاك الله، ياأباهاشم! فقلت: يا سيّدي! أشهد أنّك وليّ الله، وإمامي الذي أدين الله بطاعته، فقال: غفر الله لك، يا أبا هاشم! [1] .



[ صفحه 277]



2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): إسحاق، عن أحمد بن محمّد بن الأقرع، قال: حدّثني أبو حمزة نصير الخادم، قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) غيرمرّة يكلّم غلمانه بلغاتهم: ترك، وروم، وصقالبة.

فتعجّبت من ذلك، وقلت: هذا ولد بالمدينة، ولم يظهر لأحد حتّي مضي أبو الحسن (عليه السلام)، ولا رآه أحد، فكيف هذا؟! أحدّث نفسي بذلك.

فأقبل عليّ، فقال: إنّ الله تبارك وتعالي بيّن حجّته من سائر خلقه بكلّ شيء، ويعطيه اللغات، ومعرفة الأنساب، والآجال والحوادث.

ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرق. [2] .



[ صفحه 278]



3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله): عليّ بن محمّد، [عن محمّد] بن إبراهيم المعروف بابن الكرديّ، عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن موسي بن جعفر، قال: ضاق بنا الأمر، فقال لي أبي: امض بنا حتّي نصير إلي هذا الرجل، يعني أبا محمد (عليه السلام)، فإنّه قد وصف عنه سماحة، فقلت: تعرفه؟

فقال: ما أعرفه ولا رأيته قطّ.

قال: فقصدناه، فقال لي [أبي] وهو في طريقه: ما أحوجنا إلي أن يأمر لنا بخمسمائة درهم، مائتا درهم للكسوة، ومائتا درهم للدين، ومائة للنفقة.

فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم، مائة أشتري بها حماراً، ومائة للنفقة، ومائة للكسوة، وأخرج إلي الجبل.

قال: فلمّا وافينا الباب خرج إلينا غلامه، فقال: يدخل عليّ بن إبراهيم ومحمّد ابنه، فلمّا دخلنا عليه، وسلّمنا.

قال لأبي: يا عليّ! ما خلّفك عنّا إلي هذا الوقت؟ فقال: يا سيّدي! استحييت أن ألقاك علي هذه الحال، فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرّة، فقال: هذه خمسمائة درهم، مائتان للكسوة ومائتان للدين ومائة للنفقة، وأعطاني صرّة، فقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار، ومائة للكسوة، ومائة للنفقة، ولا تخرج إلي الجبل، وصر إلي سوراء فصار إلي سوراء، وتزوّج بامرأة، فدخله اليوم ألف دينار، ومع هذا يقول بالوقف، فقال محمّد بن إبراهيم: فقلت له: ويحك أتريد أمراً أبين من هذا؟



[ صفحه 279]



قال: فقال: هذا أمر قد جرينا عليه. [3] .

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ، قال:...، دخلت علي أبي محمد (عليه السلام) بعد أيّام، وأنا أقول في نفسي: ليته أخلف عليّ دابّة إذ كنت اغتممت بقوله.

فلمّا جلست، قال: نعم، نخلف دابّة عليك، يا غلام! أعطه برذوني.... [4] .

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... الأقرع، قال: كتبت إلي أبي محمد (عليه السلام) أسأله عن الإمام هل يحتلم، وقلت في نفسي:... الاحتلام شيطنة، وقد أعاذ الله تبارك وتعالي أولياءه من ذلك.

فورد الجواب:... وقد أعاذ الله أولياءه من لمّة الشيطان، كما حدّثتك نفسك. [5] .



[ صفحه 280]



6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... سفيان بن محمّد الضبعيّ، قال:

كتبت إلي أبي محمد (عليه السلام) أسأله عن الوليجة، وهو قول الله تعالي:

(وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ ي وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)، قلت في نفسي: -لا في الكتاب- من تري المؤمنين ههنا.

فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون وليّ الأمر، وحدّثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع؟

فهم الأئمّة الذين يؤمنون علي الله، فيجيز أمانهم. [6] .

7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... الحسن بن ظريف، قال:... وأردت أن أسأله [أي أبا محمّد العسكريّ (عليه السلام)] عن شيء لحمّي الربع، فأغفلت خبر الحمّي.

فجاء الجواب: سألت عن القائم فإذا قام قضي بين الناس بعلمه كقضاء داود (عليهم السلام) لا يسأل البيّنة، وكنت أردت أن تسأل لحمّي الربع فأنسيت.... [7] .

8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... أبو هاشم الجعفريّ، قال:...

كنت مضيّقاً فأردت أن أطلب منه [أي أبي محمّد العسكريّ (عليه السلام)] دنانير في الكتاب فاستحييت، فلمّا صرت إلي منزلي وجّه إليّ بمائة دينار.

وكتب إليّ: إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم واطلبها.... [8] .



[ صفحه 281]



9 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (رحمه الله):... إسحاق بن محمّد النخعيّ، قال: سأل الفهفكيّ أبا محمد (عليه السلام): ما بال المرأة... تأخذ سهماً واحداً، ويأخذ الرجل سهمين؟

فقال أبو محمد (عليه السلام): إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة...، فقلت في نفسي: قد كان قيل لي: إنّ ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه المسألة، فأجابه بهذا الجواب.

فأقبل أبو محمد (عليه السلام) عليّ، فقال: نعم، هذه المسألة مسألة ابن أبي العوجاء والجواب منّا واحد.... [9] .

10 - الحضينيّ (رحمه الله): عن عيسي بن مهديّ الجوهريّ، قال:

خرجت أنا والحسن بن مسعود، والحسين بن إبراهيم، وعتاب وطالب إبنا حاتم، ومحمّد بن سعيد، وأحمد بن الخصيب، وأحمد بن جنان من جنبلا إلي سامرّاء، في سنة سبع وخمسين ومائتين.

فعدلنا من المدائن إلي كربلاء، فرأينا أثر سيّدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان، فلقينا إخواننا المجاورين بسامرّاء لمولانا أبي محمّد الحسن (عليه السلام) لنهنّئه بمولد مولانا المهديّ (عليه السلام)، فبشّرنا إخواننا: إنّ المولود كان طلوع الفجر من يوم الجمعة، لثمان ليال خلت من شعبان، وهو ذلك الشهر.

فقضينا زيارتنا ببغداد، فزرنا أبا الحسن موسي بن جعفر، وأبا جعفر محمّد بن عليّ (عليهم السلام) [10] .

وصعدنا إلي سامرّاء.



[ صفحه 282]



فلمّا دخلنا علي سيّدنا أبي محمّد الحسن (عليه السلام) بدأنا بالبكاء قبل التهنئة، فجهرنا بالبكاء بين يديه، ونحن ما ينيف عن سبعين رجلاً من أهل السواد.

فقال: إنّ البكاء من السرور بنعم الله مثل الشكر لها، فطيبوا نفساً، وقرّوا عيناً، فوالله! إنّكم علي دين الله الذي جاءت به ملائكته وكتبه ورسله.

وإنّكم كما قال جدّي رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم)، أنّه قال: إيّاكم أن تزهدوا في الشيعة، فإنّ فقيرهم الممتحن المتّقي عند الله يوم القيامة، له شفاعة عندالله يدخل فيها مثل ربيعة ومضر.

فإذا كان هذا لكم من فضل الله عليكم وعلينا فيكم، فأيّ شيء بقي لكم.

فقلنا بأجمعنا: الحمد للّه، والشكر له، ولكم يا ساداتنا، فبكم بلغنا هذه المنزلة.

فقال: بلغتموها بالله وبطاعتكم إيّاه، واجتهادكم بطاعته وعبادته، وموالاتكم لأوليائه، ومعاداتكم لأعدائه.

قال عيسي بن مهديّ الجوهريّ: فأردنا الكلام والمسألة، فأجابنا قبل السؤال: أما فيكم من أظهر مسألتي عن ولدي المهديّ؟

فقلنا: وأين هو؟

فقال: قد استودعته للّه كما استودعت أُمّ موسي ابنها حيث ألقته في اليمّ إلي أن ردّه الله إليها.

فقالت طائفة منّا: إي والله، لقد كانت هذه المسألة في أنفسنا.

قال: ومنكم من سأل عن اختلاف بينكم وبين أعداء الله وأعدائنا من أهل القبلة والإسلام، وأنا أنبّئكم بذلك، فافهموا.

فقالت طائفة أخري: إي والله، يا سيّدنا! لقد أضمرنا.

فقال: إنّ الله عزّ وجلّ، أوحي إلي جدّي رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم): إنّي قدخصصتك وعليّاً وحججي منه ليوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال: صلاة



[ صفحه 283]



الخمسين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والأذان والإقامة مثني، وحيّ علي خير العمل، والجهر في بسم الله الرحمن الرحيم، والآيتين، والقنوت، وصلاة العصر والشمس بيضاء نقيّة، وصلاة الفجر مغلسة، واختضاب الرأس واللحية، والوشمة.

فخالفنا من أخذ حقّنا وحزبه في الصلاة فجعل أصل التراويح في ليالي شهر رمضان عوضاً من صلاة الخميس، كلّ يوم وليلة، وكتف أيديهم علي صدورهم عوضاً عن تعفير الجبين، والتختّم باليسري عوضاً عن التختّم باليمين، والفاتحة فرادي خلاف مثني، والصلاة خير من النوم خلاف حيّ علي خير العمل، والإخفاء عن القنوت، وصلاة العصر إذا اصفّرت الشمس خلافاً علي بيضاء نقيّة، وصلاة الفجر عند تلاحف بزوغ الشمس خلافاً علي صلاتها مغلسة، وهجر الخضاب، والنهي خلاف علي الأمر به، واستعماله، فقال أكثرنا: فرحت عنّا يا سيّدنا!

قال: نعم! في أنفسكم ما تسألون عنه، وأنا أنبّئكم به، والتكبير علي الميّت خمساً، وكبّر غيرنا أربعاً.

فقلنا: ياسيّدنا! هو ممّا أردنا أن نسأل عنه.

فقال (عليه السلام): أوّل من صلّي عليه من المسلمين خمساً عمّنا حمزة بن عبد المطّلب أسد الله، وأسد رسوله، فإنّه لمّا قتل قلق رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) قلقاً شديداً، وحزن عليه حتّي عدم صبره وعزاؤه.

فقال رسول الله: والله! لأقتلنّ عوضاً[عن] كلّ شعرة سبعين [11] رجلاً من مشركي قريش فأوحي الله سبحانه وتعالي: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا



[ صفحه 284]



عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّبِرِينَ - وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَاتَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَاتَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ - إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [12] .

وإنّما أحبّ الله جلّ ثناؤه يجعل ذلك في المسلمين، لأنّه لو قتل بكلّ شعرة من حمزة (عليهم السلام) ألف رجل من المشركين ما كان يكون عليهم في قتالهم حرج، وأرادوا دفنه بلا غسل، فأحبّ أن يدفن مضرّجاً بدمائه، وكان قد أمر بتغسيل الموتي، فدفن بثيابه، فصارت سنّة في المسلمين لا يغسل شهداؤهم، وأمره الله أن يكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة، ويستغفر له بين كلّ تكبيرتين منها، فأوحي الله سبحانه إليه: إنّي قد فضّلت حمزة بسبعين تكبيرة لعظم منزلته عندي وكرامته عليّ، ولك يا محمّد! فضل علي المسلمين، وكبّر علي كلّ مؤمن ومؤمنة، فإنّي أفرض عليك وعلي أُمّتك خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، والخمس تكبيرات عن خمس صلوات في كلّ يوم وليلة وثوابها وأكتب له أجرها.

فقام رجل منّا، فقال: يا سيّدنا! من صلّي الأربعة؟!

فقال: ما كبّرها تيميّاً ولا عدويّاً ولا ثالثهما من بني أُميّة، ولا من بني هند، فمن كبّرها طريد جدّي رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم).

وانّ طريده مروان بن الحكم لأنّ معاوية وصّي يزيد بأشياء منها، وقال: خائف عليك يا يزيد من أربعة: من عبد الله بن عمر، ومن مروان بن الحكم، وعبيد الله بن زياد، والحسين بن عليّ، ويلك يا يزيد منه.

فأمّا مروان بن الحكم، فإذا أنا متّ وجهّزتموني ووضعتموني علي نعشي للصلاة، فسيقولون تقدّم صلّ علي أبيك، قل: قد كنت أعصي أمره فقد أمرني



[ صفحه 285]



أن لا يصلّي عليه، إلّا شيخ بني أُميّة مروان فقدّمه وتقدّم علي ثقات موالينا، فكبّر أربع تكبيرات، واستدعي بالخامسة، فقال: إلّا يسلم فاقتلوه، فإنّك تراح منه وهو أعظمهم عليك.

فسمي [13] الخبر إلي مروان، فأسرّها في نفسه، وتوفّي معاوية وحمل علي نعشه، وجعل الصلاة عليه.

فقالوا إلي يزيد تقدّم، فقال: ما وصّاه أبوه، فقدّموا مروان وخرج يزيد عن الصلاة، فكبّر أربعاً وتأخّر عن الخامسة قبل الدعاء فاشتغل الناس، وقالوا: الآن ما كبّر الخامسة، وقلق مروان بن الحكم، وقام مروان وآل مروان الأخبار الكاذبة عن رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) في أنّ التكبير علي الميّت أربع، لئلّا يكون مروان مبدعاً، فقال قائل منّا: يا سيّدنا! يجوز أن يكون أربعة تقيّة؟

فقال: هي خمسة، لا تقيّة فيها، التكبيرات علي الميّت خمس، والتعفير في إدبار كلّ صلاة، وتربيع القبور، وترك المسح علي الخفّين، وشرب المسكر السني.

فقال سيّدنا: إنّ الصلوات الخمس، وأوقاتها سنّة من رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم)، ولاالخمس منزلة في كتاب الله.

فقال قائل منّا: رحمك الله ما استسنّ رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) إلّا ما أمره الله به؟

فقال: أمّا صلوات الخمس فهي عند أهل البيت كما فرض الله سبحانه وتعالي علي رسوله، وهي إحدي وخمسين ركعة في ستّة أوقات أُبيّنها لكم من كتاب الله تقدّست أسماؤه، وهو قوله في وقت الظهر: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَي ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ.) [14] .



[ صفحه 286]



فأجمع المسلمون: أنّ السعي صلاة الظهر وأبان وأوضح في حقّها في كتاب الله كثيراً.

وصلاة العصر بيّنها في قوله: (وَأَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَتِ يُذْهِبْنَ السَّيَِّاتِ) [15] الطرف صلاة العصر ومختلفون بإتيان هذه الآية وتبيانها في حقّ صلاة العصر وصلاة الصبح وصلاة المغرب.

فأساخ تبيانها في كتابه العزيز قوله: (حَفِظُواْ عَلَي الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَي) [16] ، وفي المغرب في إيقاع كتابه المنزل.

وأمّا صلاة العشاء فقد بيّنها الله في كتابه العزيز: (أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَي غَسَقِ الَّيْلِ). [17] .

وإنّ هذه في حقّ صلاة العشاء لأنّه قال: (إِلَي غَسَقِ الَّيْلِ) ما بين الليل ودلوك الشمس حكم.

وقضي ما بين العشاء، وبين صلاة الليل، وقد جاء بيان ذلك في قوله، ومن بعد صلاة العشاء فذكرها الله في كتابه، وسمّاها، ومن بعدها صلاة الليل حكي في قوله: (يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ - قُمِ الَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً - نِّصْفَهُ و أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً - أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً) [18] .

وبيّن النصف والزيادة، وقوله عزّ وجلّ: (أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَي مِن ثُلُثَيِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ و وَثُلُثَهُ و وَطَآلِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ) [19] .



[ صفحه 287]



إلي آخرالسورة، وصلاة الفجر فقد حكي في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَي صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)، وحكي في حقّها: (الَّذِينَ هُمْ عَلَي صَلَاتِهِمْ دَآئِمُونَ) [20] من صباحهم لمساهم.

وهاتين الآيتين وما دونهما في حقّ صلاة الفجر، لأنّها جامعة للصلاة، فمنها إلي وقت ثان إلي الانتهاء في كميّة عدد الصلاة، وأنّها الصلاة تشعّبت منها مبدأ الضياء، وهي السبب والواسطة ما بين العبد ومولاه.

والشاهد من كتاب الله علي أنّها جامعة قوله: (إِلَي غَسَقِ الَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا.) [21] .

لأنّ القرآن من بعد فراغ العبد من الصلاة، فإنّ القرآن كان مشهوداً أي في معني الإجابة، واستماع الدعاء من الله عزّ وجلّ.

فهذه الخمس أوقات التي ذكرها الله عزّ وجلّ وأمر بها، الوقت السادس صلاة الليل، وهي فرض مثل الأوقات الخمس، ولولا صلاة ثمان ركعات لماتمّت واحد وخمسون ركعة.

فضججنا بين يديه (عليه السلام) بالحمد والشكر علي ما هدانا إليه، قال الحسين ابن حمدان: لقيت هؤلاء المذكورين، وهم سبعون رجلاً وسألتهم عمّا حدّثني عيسي ابن مهديّ الجوهريّ، فحدّثوني به جميعاً وشتّي وكان لينيف عن السبعين الذين لقيتهم ممّن اجتمع بذلك المجلس فلقي أبا الحسن (عليه السلام)، ولقيت عسكر مولي أبي جعفر التاسع (عليه السلام)، ولقيت الريّان مولي الرضا (عليه السلام)، ولقيت ابن عجائز



[ صفحه 288]



الدارين داري سيّدنا أبي الحسن وأبي محمّد (عليهما السلام).

فمن يجوز تسميتهنّ، ومن حفظهنّ وروين عن أبي الحسن وأبي محمّد (عليهما السلام) مثل ما يروون الرجال، فكان هذا من دلائله (عليه السلام). [22] .

11 - الحضينيّ (رحمه الله): عن أحمد بن ميمون الخراسانيّ، قال: قدمت من خراسان أريد سامرّاء، ألقي مولاي الحسن (عليه السلام)، فصادفت بغلته.

وكانت عندنا الأخبار الصحيحة أنّ الحجّة والإمام من بعد أبيه عليّ بن محمّد، سيّدنا أبو محمّد الحسن (عليهما السلام) فصرت إلي إخواننا المجاورين له، فقلت: أريد سيّدنا أبا محمّد الحسن، فقالوا: هذا يوم ركوبه إلي دار المعتزّ.

فقلت: أقف له في الطريق، فلست أخلو من آية في مشيئة الله وعونه.

فأتي وهو ماض، فوقفت علي ظهر دابّتي، وكان يوماً شديد الحرّ، يوم لقيته.



[ صفحه 289]



فأشار إليّ بطرفه، فتأخّرت وسرت من ورائه، وقلت في نفسي: اللهمّ إنّك تعلم أنّي أشهد وأقرّ بأنّك الحجّة علي خلقك، وأنّ مهديّنا الثاني عشر، فسهّل لي دلائله آية منه تقرّ عيني، وينشرح صدري بها.

فأشار إليّ، وقال: يا محمّد بن ميمون! قد أُجيبت دعوتك، والله! فقلت: لا إله إلّا الله، والله! قد علم سيّدي ماناجيت ربّي في نفسي، ثمّ قلت طمعاً في الزيادة: إن كان يعلم ما في نفسي فيأخذ العمامة عن رأسه.

قال: فمدّ يده فأخذها، فوسوست في نفسي، وقلت: لعلّه إن حميت عليه فيأخذها ثانية فيضعها علي قربوس السرج، فأخذها ووضعها علي سرجه.

فقلت: يردّها علي رأسه، فردّها علي رأسه.

فقلت: لا إله إلّا الله، أيكون هذا الاتّفاق مرّتين، اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ فليأخذها ثالثاً من رأسه، فيضعها علي قربوس سرج فرسه، ويردّها مسرعاً، فأخذها من رأسه، ووضعها علي قربوس فرسه، وردّها مسرعاً إلي رأسه، وصاح: يا محمّد بن ميمون، إلي كم هذا؟!

فقلت: حسبي يامولاي! فكان هذا من دلائله (عليه السلام). [23] .

12 - الحضينيّ (رحمه الله): عن أحمد بن سندولا، والعبّاس التبان الشيّبين، قالا: تشاجرنا، ونحن سائرون إلي سيّدنا أبي محمّد الحسن (عليه السلام) بسامرّاء في الصلاة.



[ صفحه 290]



وفي الخبر المرويّ عن السجود علي سبع أعضاء اليدين، والركبتين، والقدمين، والوجه دون الأنف، فصرنا نلتمس الإذن، فصادفنا ركوبه إلي دار أبي بحير، ووقفنا في الشارع، فلمّا طلع علينا بوجهه الكريم، نظر إلينا، فعلمنا ما يريدنا به، ثمّ وضع سبّابته اليمني علي جبهته دون أنفه، وقال: هو علي هذه دون هذا، وأنفذ إصبعه من جبهته إلي أنفه.

قال: وتشاجرنا في أكل اللحم.

فلم نستتمّ كلامنا حتّي دخل علينا لؤلؤ الخادم، فأخذ لحم غنم، واكتنفنا وقال: مولاي يقول لكم: لحم المقرن [24] أقرب مرعي، وأبعد من الداء، ولحم الفخذ ممنعا نصحاً منه، فعلمنا أنّ سيّدنا (عليهم السلام) علم بتشاجرنا، فأطلق لنا أكله. وهذا من دلائله (عليه السلام). [25] .

13 - الحضينيّ (رحمه الله): عن أحمد بن منذر، قال: تقلّدت ديار ربيعة وغيرها، وكان مقامي بنصيبين، وتقلّدت أعمال النواحي.

وقدمت إلي كلّ واحد منهم أن يحمل إلي كلّ من علمه ممّن له مذهب، فكان يرد علي الحما ممّا دخل إليّ كتاب من عاملي بكفرتوثا، يذكر أنّه أنفذ إليّ رجلاً كفرتوثيّاً [26] يقال له: إدريس بن زياد.



[ صفحه 291]



فدعوت به، فرأيته رجلاً وسيماً، فقبّلته نفسي، فناجيته فوجدته منتظراً ممّن يقف علي إمامة أبي الحسن موسي بن جعفر، ولا يقرّ بالرضا عليّ بن موسي (عليهما السلام) ومن بعده من الأئمّة.

ورأيت به من الفقه والمعرفة ما أعجبني، فدعوته إلي مذهبنا الإمامة، فأنكر ذلك، وخاصمني، فسألت أن يهب لي زاداً إلي سامرّاء، وينصرف إلي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام).

فقال لي: أقضي حقّك، وأمضي بمسألتك، وشخص بعد ما حملته، وانهضته وزوّدته، فأبطأ وتأخّر الكتاب، ثمّ آليت إن قدم فدخل عليّ فأوّل ما رآني أسبل عينيه بالبكاء.

فلمّا رأيته باكياً، لم أتمالك أن بكيت، فدنا منّي، وقبّل يدي ورجلي، ثمّ قال: يا عظيم الناس علي أبي محمّد الحسن (عليه السلام) نجيّتني من النار، وأدخلتني الجنّة، ثمّ قال: خرجت من عندك، وعزمت علي لقاء أبي محمّد الحسن (عليه السلام) لأبتليه من مسائل، فكان فيما اضمرت من مسألته عن من عرف الجنابة هل تجوز صلاته في ثوب يأخذ ذلك العرق، أم لا؟

فصرت إلي سامرّاء، فسمعت يتحدّثون ببابه أنّه يركب، فبادرت وركبت أريد السلطان، فجلست في الشارع، لا أبرح أو ينصرف، فاشتدّ الحرّ عليّ، فعدلت إلي باب دار فيه واسع الظنّ، فجلست فيه، فحملني النوم فلم أنتبه إلّا بقرعة قد وضعت في كتفي، ففتحت عيني فإذا أنا بأبي محمد (عليه السلام) واقف، فوثب علي قدميه، وقال: يا إدريس بن زياد! أمان لك؟

فقلت: بلي، يا سيّدي! فقال: إن كان من حلال فحلال، وإن كان من حرام فحرام، من غير أن أسأله.

فلمّا علم ما أضمرته من مسألتي في عرق الجنابة ولم يعلم به، فقلت:



[ صفحه 292]



لاإله إلّا الله سبحانه وتعالي، فوالله! لقد علمت أنّه الإمام والحجّة، فلمّا جري ذلك آمنت به وأسلمت، فكان هذا من دلائله (عليه السلام). [27] .

14 - الحضينيّ (رحمه الله): عن جعفر بن محمّد بن إسماعيل الحسينيّ، قال: دخلت علي سيّدنا أبي محمّد الحسن (عليه السلام)... وبين يديه نخلة فيها ثمر بغير أوانه....

وقلت في نفسي: فما بال سيّدي لم يمدّ يده حتّي نمدّ أيدينا بعده، ونأكل من هذا الثمر، فإنّا نشكّ أنّه من تمر الجنّة.

فعلم ما في نفسي، فقال لي: يا أبا جعفر! كل طعام المؤمنين حلال، ولم أمسك يدي إلّا لحضور قوم من إخوانكم من الجنّ بإعدادكم، قد جلسوا معكم، وقد أمرتكم به، وها أنا أمدّ يدي، فمدّوا أيديكم.

فمددنا أيدينا، وأكلنا، ونحن ننظر إلي مواضع أيدي إخواننا من الجنّ، فنري يؤخذ من الثمر مثل ما نأخذ بالسويّة، ولا نري أيديهم.

فقلت في نفسي: لو شاء مولاي لكشف لنا عنهم حتّي نراهم كما يروننا.

فقال: حيّوا بعمّي وقرّة عيني أبي جعفر، ثمّ مدّ يده ومرّ علي أعيننا، فكان بيننا وبينهم سدّاً، ثمّ كشف عن أعيننا وتجلّت، فأردنا أن نعتنقهم.

فقال لنا: حرمة الطعام أوجب، فقد بدأتم به، فإذا قضيتم أريكم منه، فافعلوا بإخوانكم ما تشاؤون.... [28] .

15 - المسعوديّ (رحمه الله): وقد روي هذا الحديث جماعة من الصميريّين



[ صفحه 293]



من ولد إسماعيل بن صالح: أنّ الحسن بن إسماعيل بن صالح كان في أوّل خروجه إلي سرّ من رأي للقاء أبي محمد (عليه السلام)، ومعه رجلان من الشيعة وافق قدومهم ركوب أبي محمد (عليه السلام).

قال الحسن بن إسماعيل: فتفرّقنا في ثلاث طرق، وقلنا: إن رجع في أحدها رآه رجل منّا، فانتظرناه، فعاد (عليهم السلام) في الطريق الذي قعد فيه الحسن ابن إسماعيل، فلمّا طلع وحاذاه قال: قلت في نفسي: اللهمّ! إن كان حجّتك حقّاً وإمامنا، فليمسّ قلنسوته، فلم أستتمّ ذلك حتّي مسّها، وحرّكها علي رأسه، فقلت: ياربّ! إن كان حجّتك فليمسّها ثانياً.

فضرب بيده فأخذها عن رأسه، ثمّ ردّها، وكثر عليه الناس بالسلام عليه، والوقوف علي بعضهم، فتقدّمه إلي درب آخر فلقيت صاحبي وعرّفتهما ماسألت الله في نفسي وما فعل.

فقالا: فتسأل ونسأل الثالثة، فطلع (عليه السلام) وقربنا منه فنظر إلينا ووقف علينا، ثمّ مدّ يده إلي قلنسوته فرفعها عن رأسه وأمسكها بيده وأمرّ يده الاُخري علي رأسه، وتبسّم في وجوهنا، وقال: كم هذا الشكّ؟

قال الحسن: فقلت: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك حجّة الله وخيرته.

قال: ثمّ لقيناه بعد ذلك في داره، وأوصلنا إليه ما معنا من الكتب وغيرها. [29] .

16 - المسعوديّ (رحمه الله):... ناصح البادوديّ، قال: كتبت إلي أبي محمد (عليه السلام) أعزّيه في أبي الحسن، وقلت في نفسي وأنا أكتب: لوقد حير ببرهان يكون حجّة لي، فأجابني عن تعزيتي، وكتب بعد ذلك: من سأل آية أو برهاناً فأُعطي، ثمّ رجع



[ صفحه 294]



عمّن طالب منه الآية عذّب ضعف العذاب، ومن صبر أُعطي التأييد من الله.... [30] .

17 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): وحدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أحمد البزرجيّ، قال: رأيت بسرّ من رأي رجلاً شابّاً في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق، وذكر أنّه هاشميّ من ولد موسي بن عيسي لم يذكر أبوجعفر اسمه، وكنت أُصلّي، فلمّا سلّمت قال لي: أنت قمّيّ أو رازيّ؟

فقلت: أنا قمّيّ مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين.

فقال لي: أتعرف دار موسي بن عيسي التي بالكوفة؟

فقلت: نعم! فقال: أنا من ولده، قال: كان لي أب وله أخوان، وكان أكبر الأخوين ذامال، ولم يكن للصغير مال، فدخل علي أخيه الكبير فسرق منه ستّمائة دينار.

فقال الأخ الكبير: ادخل علي الحسن بن عليّ بن محمّد بن الرضا:، وأسأله أن يلطف للصغير، لعلّه يردّ مالي، فإنّه حلو الكلام، فلمّا كان وقت السحر بدا لي في الدخول علي الحسن بن عليّ بن محمّد بن الرضا:، قلت: أدخل علي أشناس التركي صاحب السلطان، فأشكو إليه.

قال: فدخلت علي أشناس التركيّ وبين يديه نرد يلعب به، فجلست أنتظر فراغه، فجاءني رسول الحسن بن عليّ (عليهما السلام) فقال لي: أجب.

فقمت معه، فلمّا دخلت علي الحسن بن عليّ (عليهما السلام) قال لي: كان لك إلينا أوّل الليل حاجة، ثمّ بدا لك عنها وقت السحر، اذهب، فإنّ الكيس الذي أخذ من مالك قدردّ، ولا تشك أخاك، وأحسن إليه وأعطه، فإن لم تفعل فابعثه إلينا



[ صفحه 295]



لنعطيه، فلمّا خرج تلقّاه غلاماً يخبره بوجود الكيس.

قال أبو جعفر البزرجيّ: فلمّا كان من الغد حملني الهاشميّ إلي منزله وأضافني ثمّ صاح بجارية، وقال: يا غزال! - أو يا زلال! - فإذا أنا بجارية مسنّة، فقال لها: يا جارية! حدّثي مولاك بحديث الميل والمولود.

فقالت: كان لنا طفل وجع، فقالت لي مولاتي: امضي إلي دار الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، فقولي لحكيمة: تعطينا شيء نستشفي به لمولودنا هذا.

فلمّا مضيت وقلت كما قال لي مولاي، قالت حكيمة: ايتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة - تعني ابن الحسن بن عليّ: - فأتيت بميل، فدفعته إليّ، وحملته إلي مولاتي، فكحلت به المولود فعوفي وبقي عندنا، وكنّا نستشفي به، ثمّ فقدناه.

قال أبو جعفر البزرجيّ: فلقيت مسجد الكوفة أبا الحسن بن برهون البرسي فحدّثته بهذا الحديث عن هذا الهاشميّ، فقال: قد حدّثني هذا الهاشميّ بهذه الحكاية كماذكرتها حذو النعل بالنعل، سواء من غير زيادة ولانقصان. [31] .

18 - الشيخ الصدوق (رحمه الله):... أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق! إنّ الله تبارك وتعالي لم يخلّ الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام).... [32] .



[ صفحه 296]



19 - أبو عمرو الكشّيّ (رحمه الله):... وقال محمّد بن الحسن: لقيت من علّة عيني شدّة، فكتبت إلي أبي محمد (عليه السلام) أسأله أن يدعو لي، فلمّا نفذ الكتاب، قلت في نفسي: ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلا أكحلها.

فوقّع بخطّه يدعو لي... وكتب بعده: أردت أن أصف لك كحلاً، عليك بصبر مع الإثمد وكافوراً وتوتيا، فإنّه يجلو ما فيها من الغشاء، وييبس الرطوبة، قال: فاستعملت ما أمرني به فصحّت، والحمد الله. [33] .

20 - الشيخ الطوسيّ (رحمه الله): جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ قال: وجّه قوم من المفوّضة والمقصّرة كامل بن إبراهيم المدنيّ إلي أبي محمد (عليه السلام).

قال كامل: فقلت في نفسي: أسأله لا يدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتي، وقال بمقالتي، قال: فلمّا دخلت علي سيّدي أبي محمد (عليه السلام) نظرت إلي ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ الله وحجّته يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان، وينهانا عن لبس مثله.

فقال متبسّماً: يا كامل! وحسر عن ذراعيه، فإذا مسح أسود خشن علي جلده، فقال: هذا للّه، وهذا لكم.

فسلّمت، وجلست إلي باب عليه ستر مرخيً، فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتي كأنّه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها.

فقال لي: يا كامل بن إبراهيم! فاقشعررت من ذلك، وألهمت أن قلت: لبّيك يا سيّدي! فقال: جئت إلي وليّ الله وحجّته وبابه تسأله هل يدخل الجنّة إلّا من



[ صفحه 297]



عرف معرفتك، وقال بمقالتك؟

فقلت: إي، والله!

قال: إذن والله! يقلّ داخلها، والله! إنّه ليدخلها قوم يقال لهم: الحقّية.

قلت: يا سيّدي! ومن هم؟

قال: قوم من حبّهم لعليّ يحلفون بحقّه، ولا يدرون ما حقّه وفضله.

ثمّ سكت صلوات الله عليه عنّي ساعة، ثمّ قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوّضة، كذبوا، بل قلوبنا أوعية لمشيّة الله، فإذا شاء شئنا، والله يقول:

(وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ). [34] .

ثمّ رجع الستر إلي حالته فلم استطع كشفه، فنظر إليّ أبو محمد (عليه السلام) متبسّماً فقال: يا كامل! ما جلوسك، وقد أنبأك بحاجتك الحجّة من بعدي.

فقمت وخرجت، ولم أعاينه بعد ذلك.

قال أبو نعيم: فلقيت كاملاً فسألته عن هذا الحديث، فحدّثني به.

وروي هذا الخبر أحمد بن عليّ الرازيّ، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن عبدالله بن عائذ الرازيّ، عن الحسن بن وجناء النصيبيّ، قال: سمعت أبانعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ، وذكر مثله. [35] .



[ صفحه 298]



21 - الشيخ الطوسيّ (رحمه الله):... عن جماعة من الشيعة، منهم عليّ بن بلال...، اجتمعنا إلي أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام)...

فقال: أخبركم بما جئتم؟

قالوا: نعم، يا ابن رسول الله!

قال: جئتم تسألوني عن الحجّة من بعدي؟

قالوا: نعم!.... [36] .

22 - الشيخ الطوسيّ (رحمه الله):... عن داود بن قاسم الجعفريّ، قال: كنت عند أبي محمد (عليه السلام)، فقال: إذا قام القائم يهدم المنار والمقاصير [37] التي في المساجد، فقلت في نفسي: لأيّ معني هذا؟!



[ صفحه 299]



فأقبل عليّ فقال: معني هذا، أنّها محدثة، مبتدعة، لم يبنها نبيّ ولا حجّة. [38] .

23 - الشيخ الطوسيّ (رحمه الله):...، عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: من الذنوب التي لا تغفر، قول الرجل: ليتني لا أُؤاخذ إلّا بهذا، فقلت في نفسي: إنّ هذا لهو الدقيق ينبغي للرجل أن يتفقّد من أمره ومن نفسه كلّ شيء، فأقبل عليّ أبو محمد (عليه السلام)، فقال: يا أبا هاشم! صدقت، فألزم ما حدّثت به نفسك.... [39] .

24 - أبو جعفر الطبريّ (رحمه الله): حدّثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسي، المعروف بابن الخيّاط القمّيّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد ابن عبيد الله بن عيّاش، قال: حدّثني أبو القاسم عليّ بن حبشيّ بن قونيّ الكوفيّ (رضي الله عنه)، قال: حدّثني العبّاس بن محمّد بن أبي الخطّاب، قال: خرج بعض بني البقاح إلي سرّ من رأي في رفقة، يلتمسون الدلالة، فلمّا بلغوا بين الحائطين سألوا الإذن، فلم يؤذن لهم، فأقاموا إلي يوم الخميس.

فركب أبو محمد (عليه السلام)، فقال أحد القوم لصاحبه: إن كان إماماً فإنّه يرفع القلنسوة عن رأسه، قال: فرفعها بيده، ثمّ وضعها، وكانت شيشيّة.

فقال بعض بني البقاح بينه وبين صاحب له يناجيه: لئن رفعها ثانية، فأنظر إلي رأسه، هل عليه الإكليل [40] الذي كنت أراه علي رأس أبيه الماضي (عليه السلام)،



[ صفحه 300]



مستديراً كدارة القمر، فرفعها أبو محمد (عليه السلام) ثانيةً، وصاح إلي الرجل القائل ذلك: هلّم فانظر، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال، فأنّي تصرفون؟

فتيقّنوا بالدلالة وانصرفوا غير مرتابين، بحمد الله ومنّه. [41] .

25 - أبو جعفر الطبريّ (رحمه الله): قال: أردت التزويج، والتمتّع بالعراق.

فأتيت الحسن بن عليّ السراج (عليه السلام)، فقال لي: يا ابن جرير! عزمت أن تتمتّع، فتمتّع بجارية ناصبة معقبة، تفيدك مائة دينار، فقلت: لا أريدها.

فقال (عليه السلام): قد قضيت لك بها، فأتيت بغداد وتزوّجت بها فأعقبت، وأخذت منها مالاً، ثم رجعت، فقال: يا ابن جرير! كيف رأيت آية الإمام؟ [42] .

26 - حسين بن عبد الوهّاب (رحمه الله):... أنّ حكيمة بنت أبي جعفر عمّة أبي محمّد (عليهما السلام) قالت: وكنت أدعو الله له أن يرزقه ولداً، فدعوت له كما كنت أدعو، فقال: يا عمّة! أما أنّه يولد في هذه الليلة....

قالت حكيمة: ونمت بالقرب من الجارية، وبات أبو محمد (عليه السلام) في صفّ.

فلمّا كان وقت الليل قمت إلي الصلاة، والجارية نائمة مابها أثر ولادة، وأخذت في صلاتي، ثمّ أوترت وأنا في الوتر فوقع في نفسي أنّ الفجر قدظهر، ودخل قلبي شيء، فصاح أبو محمد (عليه السلام) من الصفّ: لم يطلع الفجر ياعمّة!.... [43] .



[ صفحه 301]



27 - ابن حمزة الطوسيّ (رحمه الله): عن أبي القاسم بن إبراهيم بن محمّد، المعروف بابن الحميريّ [44] ، قال: خرج أبي محمّد بن عليّ من المدينة، فأردت قصده ولم أعلم في أيّ الطريق أخذ.

فقلت: ليس لي إلّا الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، فقصدته بسرّ من رأي، ووقفت ببابه وهو مغلق، فقعدت منتظراً لداخل أو خارج، فسمعت قرع الباب، وكلام جارية من خلف الباب.

فقالت: يا ابن إبراهيم بن محمّد! إنّ مولاي يقرئك السلام - ومعها صرّة فيها عشرون ديناراً - ويقول: هذه بلغتك إلي أبيك، فأخذت الصرّة وقصدت الجبل وظفرت بأبي بطبرستان، وكان بقي من الدنانير دينار واحد، فدفعته إلي أبي، وقلت: هذا ما أنفذه إليك مولاي، وذكرت له القصّة. [45] .

28 - ابن حمزة الطوسيّ: وعنه [أي أبي هاشم] قال: سأل محمّد بن صالح الأرمنيّ أبا محمد (عليه السلام) عن قول الله تعالي: (يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَبِ)؟

فقال (عليه السلام): هل يمحو إلّا ما كان، وهل يثبت إلّا مالم يكن.

فقلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام: إنّه لا يعلم بالشيء حتّي يكون.

فنظر إليّ أبو محمد (عليه السلام)، وقال: تعالي الجبّار العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق إذ لا مخلوق، والربّ إذ لا مربوب، والقادر قبل المقدور عليه.... [46] .



[ صفحه 302]



29 - ابن حمزة الطوسيّ (رحمه الله): عن ابن الفرات، قال: كان لي علي ابن عمّ لي عشرة آلاف درهم، فكتبت إلي أبي محمد (عليه السلام)...

وقلت في نفسي: لا أبالي أين يذهب مالي بعد أن أهلكه الله.

قال: فكتب إليّ:... أنّ ابن عمّك لرادّ عليك مالك وهو ميّت بعد جمعة.... [47] .

30 - ابن حمزة الطوسيّ (رحمه الله):... قال أبو هاشم: فجعلت أتعجّب في نفسي من عظيم ما أعطي الله، وليّه من جزيل ما حمله.

فأقبل أبو محمد (عليه السلام) عليّ وقال: الأمر أعجب ممّا عجبت منه ياأباهاشم! وأعظم، ما ظنّك بقوم من عرفهم عرف الله، ومن أنكرهم أنكر الله، ولايكون مؤمناً حتّي يكون لولايتهم مصدّقاً، وبمعرفتهم موقناً. [48] .

31 - ابن حمزة الطوسيّ (رحمه الله): عن أبي هاشم الجعفريّ، قال:

فكّرت في نفسي، فقلت: أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمد (عليه السلام) في القرآن، فبدأني وقال: الله خالق كلّ شيء، وما سواه فهو مخلوق. [49] .

32 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم: إنّي قلت في نفسي أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمد (عليه السلام) في القرآن أهو مخلوق أو إنّه غير مخلوق، والقرآن سوي الله؟



[ صفحه 303]



فأقبل عليّ فقال: أما بلغك ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): لمّا نزلت قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خلق الله لها أربعة آلاف جناح، فما كانت تمرّ بملأ من الملائكة إلّا خشعوا لها، وقالوا: هذه نسبة الربّ تبارك وتعالي. [50] .

33 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم: إنّ أبا محمد (عليه السلام) ركب يوماً إلي الصحراء، فركبت معه، فبينا نسير وهو قدّامي وأنا خلفه، إذ عرض لي فكر في دين -كان عليّ- قد حان أجله، فجعلت أُفكّر من أيّ وجه قضاؤه.

فالتفت إليّ، فقال: يا أبا هاشم! الله يقضيه.

ثمّ انحني علي قربوس [51] سرجه، فخطّ بسوطه خطّة في الأرض، وقال: أنزل، فخذ، واكتم.

فنزلت فإذا سبيكة ذهب، قال: فوضعتها في خفّي وسرنا، فعرض لي الفكر.

فقلت: إن كان فيها تمام الدين وإلّا فإنّي أرضّي صاحبه بها، ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها.

فالتفت إليّ ثمّ انحني ثانية، وخطّ بسوطه خطّة في الأرض مثل الأولي، ثمّ قال: أنزل، فخذ، واكتم.

قال: فنزلت وإذا سبيكة فضّة، فجعلتها في خفيّ الآخر، وسرنا يسيراً.

ثمّ انصرف إلي منزله، وانصرفت إلي منزلي، فجلست فحسبت ذلك الدين



[ صفحه 304]



وعرفت مبلغه، ثمّ وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين، ما زادت ولا نقصت، ثمّ نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كلّ وجه، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدّ منه علي الاقتصاد بلا تقتير ولا إسراف، ثمّ وزنت سبيكة الفضّة، فخرجت علي ما قدّرته ما زادت ولا نقصت. [52] .

34 - الراونديّ (رحمه الله): قال يحيي بن المرزبان: التقيت مع رجل من أهل السيب [53] سيماه الخير، وأخبرني أنّه كان له ابن عمّ ينازعه في الإمامة، والقول في أبي محمد (عليه السلام) وغيره، قلت: لا أقول به أو أري منه علامة.

فوردت العسكر في حاجة، فأقبل أبو محمد (عليه السلام) -فقلت في نفسي متعنّتاً- إن مدّ يده إلي رأسه فكشفه ثمّ نظر إليّ فردّه، قلت به.

فلمّا حاذاني مدّ يده إلي رأسه فكشفه، ثمّ برّق عينيه فيّ، ثمّ ردّهما، ثمّ قال: يايحيي! ما فعل ابن عمّك الذي تنازعه في الإمامة؟

فقلت: خلّفته صالحاً. قال: لا تنازعه! ثمّ مضي. [54] .



[ صفحه 305]



35 - الراونديّ (رحمه الله): روي عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد، [قال]: دخلت يوماً علي أبي محمد (عليه السلام) وإنّي جالس عنده إذ ذكرت منديلاً كان معي فيه خمسون ديناراً، فقلقت لها ولم أتكلّم بشيء [ولا أظهرت ما خطرببالي].

فقال أبو محمد (عليه السلام): لا بأس! هي مع أخيك الكبير، سقطت منك حين نهضت، فأخذها، وهي محفوظة معه، إن شاء الله.

فأتيت المنزل، فردّها إليّ أخي. [55] .

36 - الراونديّ (رحمه الله): روي عن محمّد بن عبد العزيز البلخيّ، قال: أصبحت يوماً فجلست في شارع الغنّم، فإذا بأبي محمد (عليه السلام) قد أقبل من منزله يريد الدار العامّة.

فقلت في نفسي: إن صحت يا أيّها الناس! هذا حجّة الله عليكم فاعرفوه، يقتلوني، فلمّا دنا منّي أومأ إليّ بإصبعه السبّابة علي فيه أن اسكت!

ورأيته تلك الليلة يقول: إنّما هو الكتمان أو القتل، فاتّق الله علي نفسك. [56] .



[ صفحه 306]



37 - الراونديّ (رحمه الله): وقال الحسن بن عليّ العسكريّ (عليهما السلام) لأحمد بن إسحاق، وقد أتاه ليسأله عن الخلف بعده، فقال (عليه السلام) مبتدئاً:

مثله مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين.... [57] .

38 - الراونديّ (رحمه الله):... داود بن القاسم الجعفريّ، قال: سأل أبا محمد (عليه السلام) عن قوله تعالي: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) رجل من أهل قمّ، وأنا عنده حاضر؟

فقال أبو محمّد العسكريّ (عليه السلام): ما سرق يوسف، إنّما كان ليعقوب (عليه السلام) منطقة ورثها من إبراهيم (عليه السلام)...، وأنّ المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق....

ثمّ قالت ليعقوب: إنّ المنطقة قد سرقت.

فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا يعقوب! إنّ المنطقة مع يوسف....

قال أبو هاشم: فجعلت أجيل هذا في نفسي وأفكّر فيه، وأتعجّب من هذا الأمر مع قرب يعقوب من يوسف، وحزن يعقوب عليه حتّي ابيضّت عيناه من الحزن، والمسافة قريبة.



[ صفحه 307]



فأقبل عليّ أبو محمد (عليه السلام)، فقال: يا أبا هاشم! تعوّذ بالله ممّا جري في نفسك من ذلك، فإنّ الله تعالي لو شاء أن يرفع الستائر بين يعقوب ويوسف حتّي كانا يتراءيان فعل، ولكن له أجل هو بالغه، ومعلوم ينتهي إليه كلّ ما كان من ذلك، فالخيار من الله لأوليائه. [58] .

39 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم: سأل محمّد بن صالح الأرمنيّ أبا محمد (عليه السلام) عن قوله تعالي: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ).

فقال (عليه السلام): له الأمر من قبل أن يأمر به، وله الأمر من بعد أن يأمر به بمايشاء.

فقلت في نفسي: هذا قول الله (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَْمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَلَمِينَ) فأقبل عليّ، وقال: هو كما أسررت في نفسك (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَْمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَلَمِينَ).... [59] .

40 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم:... فجعلت أفكّر في نفسي عظم ما أعطي الله آل محمّد صلي الله عليه و آله وسلم، وبكيت.

فنظر إليّ [أبو محمّد العسكريّ (عليه السلام)]، وقال: الأمر أعظم ممّا حدّثت به نفسك من عظم شأن آل محمّد صلي الله عليه و آله وسلم.... [60] .

41 - الراونديّ (رحمه الله):... عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد، [قال]:



[ صفحه 308]



دخلت يوماً علي أبي محمد (عليه السلام)، وإنّي جالس عنده إذ ذكرت منديلاً كان معي...، فقال أبو محمد (عليه السلام): لا بأس هي مع أخيك الكبير، سقطت منك حين نهضت، فأخذها، وهي محفوظة معه، إن شاء الله.

فأتيت المنزل، فردّها إليّ أخي. [61] .

42 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم: سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: إنّ الله ليعفو يوم القيامة عفواً لا يخطر علي بال العباد حتّي يقول أهل الشرك....

فذكرت في نفسي حديثاً حدّثني به رجل من أصحابنا من أهل مكّة أنّ رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) قرء (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا).

فقال رجل: ومن أشرك، فأنكرت ذلك وتنمّرت للرجل فأنا أقوله في نفسي، إذ أقبل عليّ، فقال: (إِنَّ اللَّهَ لَايَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ) بئسما قال هذا، وبئسما روي. [62] .

43 - الراونديّ (رحمه الله): قال أبو هاشم: دخل الحجّاج بن سفيان العبديّ علي أبي محمد (عليه السلام) فسأله عن المبايعة؟...، قال: لا بأس الدينار بالدينارين بينهما خرزة، فقلت في نفسي: هذا شبه ما يفعله المربيّون.

فالتفت إليّ فقال: إنّما الربا الحرام، ما قصد به الحرام، فإذا جاوزت حدود الربا وزويت عنه فلا بأس.... [63] .



[ صفحه 309]



44 - ابن شهرآشوب (رحمه الله): أبو العبّاس ومحمّد بن القاسم [64] قال: عطشت عند أبي محمد (عليه السلام) ولم تطب نفسي أن يفوتني حديثه وصبرت علي العطش، وهو يتحدّث فقطع الكلام، وقال: يا غلام! اسق أبا العبّاس ماء. [65] .

45 - ابن شهرآشوب (رحمه الله): إدريس بن زياد الكفرتوثائيّ، قال:

كنت أقول فيهم قولاً عظيماً، فخرجت إلي العسكر للقاء أبي محمد (عليه السلام) فقدمت، وعليّ أثر السفر ووعثاؤه [66] فألقيت نفسي علي دكّان [67] حمّام، فذهب بي النوم، فما انتبهت إلّا بمقرعة أبي محمّد، قد قرعني بها، حتّي استيقظت فعرفته، فقمت قائماً أُقبّل قدميه وفخذه وهو راكب، والغلمان من حوله، وكان أوّل ما تلقّاني به أن قال: يا إدريس! (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ - لَايَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ). [68] .

فقلت: حسبي يا مولاي! وإنمّا جئت أسألك عن هذا.

قال: فتركني، ومضي. [69] .



[ صفحه 310]



46 - ابن شهرآشوب (رحمه الله): محمّد بن صالح الخثعميّ، قال: عزمت أن أسأل في كتابي إلي أبي محمد (عليه السلام) عن أكل البطّيخ علي الريق، وعن صاحب الزنج، فأنسيت.

فورد عليّ جوابه: لا يؤكل البطّيخ علي الريق...، وصاحب الزنج ليس منّا أهل البيت. [70] .

47 - أبو عليّ الطبرسيّ (رحمه الله): حدّثنا أحمد بن زياد الهمدانيّ، عن عليّ ابن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم، قال:

كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر، أنا والحسن بن محمّد العقيقيّ ومحمّد بن إبراهيم العمريّ، وفلان وفلان.

إذ دخل علينا أبو محمّد الحسن (عليه السلام) وأخوه جعفر، فحففنا به، وكان المتولّي لحبسه صالح بن وصيف، وكان معنا في الحبس رجل جمحيّ، يقول: إنّه علويّ، قال: فالتفت أبو محمد (عليه السلام)، فقال: لولا انّ فيكم، من ليس منكم، لأعلمتكم متي يفرّج عنكم، وأومأ إلي الجمحيّ أن يخرج، فخرج.

فقال أبو محمد (عليه السلام): هذا الرجل ليس منكم، فاحذروه، فإنّ في ثيابه قصّة قدكتبها إلي السلطان، يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم، ففتّش ثيابه فوجد فيها القصّة، يذكرنا فيها بكلّ عظيمة.

وكان أبو محمد (عليه السلام) [71] يصوم، فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة، وكنت أصوم معه، فلمّا كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر علي كعكة، وما شعر بي والله! أحد، ثمّ جئت فجلست معه، فقال



[ صفحه 311]



لغلامه: أطعم أبا هاشم شيئاً، فإنّه مفطر فتبسّمت، فقال: ما يضحكك ياأبا هاشم!؟ إذا أردت القوّة فكل اللحم، فإنّ الكعك لاقوّة فيه؟

فقلت: صدق الله ورسوله وأنتم، فأكلت.

فقال لي: أفطر ثلاثاً، فإنّ المنّة لا ترجع إذا أنهكها الصوم في أقلّ من ثلاث، فلمّا كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرّج عنه جاءه الغلام، فقال: ياسيّدي! أحمل فطورك؟

فقال: احمل وما أحسبنا نأكل منه، فحمل الطعام الظهر وأطلق عنه عندالعصر، وهو صائم، فقال: كلوا هنّاكم الله. [72] .



[ صفحه 312]



48 - أبو عليّ الطبرسيّ (رحمه الله): أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش، قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار، وأبو جعفر محمّد بن أحمد بن مصقلة القمّيّان، قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدّثنا داود بن القاسم الجعفريّ أبو هاشم، قال:

كنت عند أبي محمّد (عليه السلام)، فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم، فسلّم عليه بالولاية، فردّ عليه بالقبول، وأمره بالجلوس، فجلس إلي جنبي.

فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا، فقال أبو محمّد (عليه السلام): هذا من ولد الأعرابيّة صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها، ثمّ قال: هاتها؟

فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس، فأخذها وأخرج خاتمه، فطبع فيها، فانطبع، وكأنّي أقرء الخاتم الساعة: الحسن بن عليّ.

فقلت لليمانيّ: رأيته قطّ قبل هذا؟

فقال: لا، والله! وإنّي منذ دهر لحريص علي رؤيته حتّي كأنّ الساعة أتاني شابّ لست أراه.

فقال: قم، فادخل! فدخلت ثمّ نهض وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، ذريّة بعضها من بعض، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنين والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين.

وإليك انتهت الحكمة والإمامة، وإنّك وليّ الله الذي لا عذر لأحد في الجهل به، فسألت عن اسمه؟

فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أُمّ غانم، وهي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وقال أبوهاشم الجعفريّ في ذلك:



[ صفحه 313]



بدرب الحصا مولي لنا يختم الحصي

له الله أصفي بالدليل وأخلصا



وأعطاه آيات الإمامة كلّها

كموسي وفلق البحر واليد والعصا



وما قمّص [73] الله النبيّين حجّة

ومعجزة إلّا الوصيّين قمّصا



فمن كان مرتاباً بذاك فقصره

من الأمر أن يتلو الدليل ويفحصا [74] .



[ صفحه 314]



49 - أبو عليّ الطبرسيّ (رحمه الله):... عن أبي هاشم، قال:

كتب إليه - يعني أبامحمّد (عليه السلام) - بعض مواليه يسأله أن يعلّمه دعاءً.

فكتب إليه: ادع بهذا الدعاء: «يا أسمع السامعبن، ويا أبصر المبصرين، ويا أنظر الناظرين...».

قال أبو هاشم: فقلت في نفسي: «اللهمّ اجعلني في حزبك وفي زمرتك»، فأقبل عليّ أبو محمّد (عليه السلام)، فقال: أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت بالله مؤمناً.... [75] .

50 - أبو عليّ الطبرسيّ (رحمه الله):...[أبو هاشم] قال: سمعت أبا محمّد (عليه السلام) يقول: إنّ في الجنّة باباً يقال له: المعروف، لا يدخله إلّا أهل المعروف، فحمدت الله تعالي في نفسي، وفرحت ممّا أتكلّفه من حوائج الناس، فنظر إليّ أبو محمّد (عليه السلام)، وقال: نعم! قد علمت ما أنت عليه، وأنّ أهل المعروف، في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم! ورحمك. [76] .

51 - الإربليّ (رحمه الله): وحدّث أبو يوسف الشاعر القصير شاعر المتوكّل، قال: ولد لي غلام وكنت مضيّقاً، فكتبت رقاعاً إلي جماعة أسترفدهم، فرجعت بالخيبة، قال: قلت: أجيء فأطوف حول الدار طوفة، وصرت إلي الباب، فخرج أبو حمزة ومعه صرّة سوداء فيها أربع مائة درهم.

فقال: يقول لك سيّدي [77] : أنفق هذه علي المولود، بارك الله لك فيه. [78] .



[ صفحه 315]



52 - الإربليّ (رحمه الله): قال [الحسن بن ظريف]: وكتبت إلي أبي محمّد (عليه السلام)، وقد تركت التمتّع منذ ثلاثين سنة، وقد نشطت لذلك، وكان في الحيّ امرأة وصفت لي بالجمال، فمال قلبي إليها، وكانت عاهراً لاتمنع يد لامس فكرهتها، ثمّ قلت: قد قال: تمتّع بالفاجرة فإنّك تخرجها من حرام إلي حلال، فكتبت إلي أبي محمّد (عليه السلام) أشاوره في المتعة، وقلت: أيجوز بعد هذه السنين أن أتمتّع؟

فكتب: إنّما تحيي سنّة وتميت بدعة فلا بأس، وإيّاك وجارتك المعروفة بالعهر وإن حدّثتك نفسك أنّ آبائي قالوا: تمتّع بالفاجرة، فإنّك تخرجها من حرام إلي حلال، فهذه امرأة معروفة بالهتك وهي جارة، وأخاف عليك استفاضة الخبر فيها، فتركتها ولم أتمتّع بها، وتمتّع بها شاذان بن سعد رجل من إخواننا وجيراننا، فاشتهر بها حتّي علا أمره وصار إلي السلطان، وأغرم بسببها مالاً نفيساً.... [79] .

53 - الإربليّ (رحمه الله): حدّث هارون بن مسلم، قال: ولد لابني أحمد، ابن، فكتبت إلي أبي محمّد (عليه السلام)...

وكان محبّتي أن أسمّيه جعفراً وأُكنّيه بأبي عبد الله، فوافاني رسوله (عليه السلام)... ومعه كتاب: سمّه جعفر، وكنّه بأبي عبد الله.... [80] .



[ صفحه 316]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 512، ح 21. عنه حلية الأبرار: 5 / 103، ح 6، والوافي: 3 / 858، ح 1476، بتفاوت يسير، ومدينة المعاجز: 7 / 557، ح 2543، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 3 / 405، ح 25، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 437، س 5، باختصار.

إعلام الوري: 2 / 144، س 4، بتفاوت يسير.

عنه مدينة المعاجز: 7 / 558، ح 2544، وحلية الأبرار: 5 / 103، ح 7.

الخرائج والجرائح: 2 / 684، ح 4، باختصار.

عنه وعن المناقب والإعلام، البحار: 50 / 254، ح 8، قطعة منه.

الثاقب في المناقب: 565، ح 503.

كشف الغمّة: 2 / 421، س 22، بتفاوت يسير.

قطعة منه في (إعطاؤه (عليه السلام) الخاتم)، و (مدح أبي هاشم الجعفريّ).

[2] الكافي: 1 / 509، ح 11. عنه إثبات الهداة: 3 / 402، ح 13، ومدينة المعاجز: 7 / 548، ح 2532، والوافي:3 / 852، ح 1466.

الخرائج والجرائح: 1 / 436، ح 14.

إعلام الوري: 2 / 145، س 7، بتفاوت يسير.

الإرشاد للمفيد: 343، س 3، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 428، س 13، بتفاوت يسير. عنه وعن الخرائج وإعلام الوري والإرشاد، البحار: 50 / 268، ح 28.

كشف الغمّة: 2 / 412، س 20.

إثبات الوصيّة: 251، س 18، بتفاوت يسير.

روضة الواعظين: 273، س 4، بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 2 / 207، ح 10، باختصار.

قطعة منه في (تكلّمه (عليه السلام) بلغات مختلفة)، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (عند الأئمّة (عليهم السلام) علم الأنساب والآجال).

[3] الكافي: 1 / 506، ح 3. عنه حلية الأبرار: 5 / 99، ح 1، ومدينة المعاجز: 7 / 540، ح 2521 بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 3 / 400، ح 4، بتفاوت يسير، والوافي: 3 / 848، ح 1458، بتفاوت يسير.

روضة الواعظين: 272، س 1، بتفاوت يسير.

الإرشاد للمفيد: 341، س 2، بتفاوت يسير. عنه البحار: 50 / 278، ح 52.

كشف الغمّة: 2 / 410، س 6، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 437، س 24، بتفاوت يسير.

الثاقب في المناقب: 569، ح 14.

أعيان الشيعة: 2 / 40، س 33، قطعة منه.

قطعة منه في (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير والدراهم)، و (غلمانه وجواريه (عليهم السلام).

[4] الكافي: 1 / 510، ح 15.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 360.

[5] الكافي: 1 / 509، ح 12.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 740.

[6] الكافي: 1 / 508، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 752.

[7] الكافي: 1 / 509، ح 13.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 746.

[8] الكافي: 1 / 508، ح 10.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 749.

[9] الكافي: 7 / 85، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 531.

[10] في المصدر: أبا محمّد جعفر، ومحمّد بن عليّ (عليهم السلام)، وهو غير صحيح.

[11] في مدينة المعاجز: لأقتلنّ بكلّ شعرة من عمّي حمزة سبعين رجلاً....

[12] النحل: 16 / 126 - 128.

[13] في المدينة المعاجز: فنمّ، وفي البحار: فنمّي.

[14] الجمعة: 62 / 9.

[15] هود: 11 / 114.

[16] البقرة: 2 / 238.

[17] الإسراء: 17 / 78.

[18] المزّمّل: 73 / 1 - 4.

[19] المزّمّل: 73 / 20.

[20] المعارج: 70 / 34.

[21] الإسراء: 17 / 78.

[22] الهداية الكبري: 344، س 21. عنه مدينة المعاجز: 7 / 672، ح 2656، بتفاوت، والبحار: 78 / 395، ح 62، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 2 / 256، ح 1909، بتفاوت، و347، ح 2154، و 3 / 51، ح 2997، و121، ح 3165، و290، ح 3604، و 4 / 176، ح 4419، و395، ح 5000، قِطع منه، وإثبات الهداة: 3 / 572، ح 696، أشار إليه.

قطعة منه في مدح جماعة من أصحابه (عليه السلام)، ومدح حمزة بن عبد المطّلب، وذمّ مروان بن الحكم، وفي سنن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)، وكون مروان طريد رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم)، ومن أخذ حقّ الأئمّة: خالفهم في سننهم، وفي ابنه المهديّ (عليهما السلام)، ومقدّمات الفقه، وحكم دفن الشهيد وتغسيله، والصلاة علي الميّت، والصلوات الخمس، وأوقاتها، وحكم التقيّة، وسورة البقرة: 2 / 238، وسورة هود: 11 / 114، وسورة النحل: 16 / 126 - 128، وسورة الإسراء: 17 / 78، وسورة الجمعة: 62 / 9، وسورة المعارج: 70 / 23 و34، وسورة المزّمّل: 73 / 1 - 4، وسورة المزّمّل: 73 / 20، وموعظته (عليه السلام) في البكاء والشكر علي النعم، ومارواه (عليه السلام) من الأحاديث القدسيّة، ومارواه (عليه السلام) عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم).

[23] الهداية الكبري: 337، س 14. عنه مدينة المعاجز: 7 / 660، ح 2650، وإثبات الهداة: 3 / 431، ح 121، قطعة منه.

قطعة منه في (مركبه (عليه السلام))، و (معاشرته (عليه السلام) مع الناس)، و (يمينه (عليه السلام))، و (أحواله (عليه السلام) مع المعتزّ).

[24] أقرن الرجل: ضحّي بكبش أقرن. المنجد: 625، (قرن).

[25] الهداية الكبري: 332، س 18.

قطعة منه في (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (كيفيّة السجود)، و (أكل اللحم)، و (موعظته (عليه السلام) في أكل اللحم).

[26] كفرتوثا: بضمّ التاء المثّناة من فوقها وسكون الواو و ثاء مثلثة: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ...، وكفرتوثا أيضا: من قري فلسطين؛ معجم البلدان:4 / 468.

[27] الهداية الكبري: 343، س 20.

قطعة منه في (معاشرته (عليه السلام) مع الناس)، و (حكم عرق الجنابة)، و (حكم الصلاة في ثوب أصابه عرق الجنابة).

[28] الهداية الكبري: 333، س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 430.

[29] إثبات الوصيّة: 254، س 12.

قطعة منه في (لباسه (عليه السلام))، و (ضحكه وتبسّمه (عليه السلام)).

[30] إثبات الوصيّة: 247، س 1.

يأتي الحديث بتمامه في في ج 3، رقم 825.

[31] إكمال الدين وإتمام النعمة: 517، ح 46. عنه البحار: 50 / 247، ح 1، بتفاوت، وإثبات الهداة: 3 / 411، ح 44، قطعة منه.

قطعة منه في (كونه (عليه السلام) حلو الكلام)، و (موعظته (عليه السلام) في الأخ).

[32] إكمال الدين وإتمام النعمة: 384، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 504.

[33] رجال الكشّيّ: 533، ح 1018.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 809.

[34] الإنسان: 76 / 30، والتكوير: 81 / 29.

[35] الغيبة: 246، ح 216. عنه البحار: 25 / 336، ح 16، بتفاوت يسير، و 50 / 253، ح 7، و52 / 50، ح 35، و 67 / 117، ح 5، و 69 / 163، ح 20، و 76 / 302، ح 12، قِطع منه، والأنوار البهيّة: 348، س 5، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 3 / 415، ح 54، و508، ح 320، قطعتان منه، و683، ح 91، بتفاوت، ووسائل الشيعة: 5 / 21، ح 5779، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 8 / 43، ح 2675.

دلائل الإمامة: 505، ح 491، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 7 / 585، ح 2576.

الخرائج والجرائح: 1 / 458، ح 4، باختصار.

كشف الغمّة: 2 / 499، س 8.

إثبات الوصيّة: 261، س 20، بتفاوت.

الهداية الكبري: 359، س 1، بتفاوت.

منتخب الأنوار المضيئة: 139، س 3.

ينابيع المودّة: 3 / 324، ح 8، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ: 19 / 642، س 9.

قطعة منه في (لباسه (عليه السلام))، و (ضحكه التبسّم (عليه السلام)).

[36] الغيبة: 357، ح 319.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 496.

[37] في الحديث: «هذه المقاصير إنّما أحدثها الجبّارون، وليس لمن صلّي خلفها مقتدياً بالصلاة فيها صلاة». المقصورة: الدار الواسعة والمحصنة، أو هي أصغر من الدار، فلا يدخلها إلّا صاحبها، والجمع مقاصير. مجمع البحرين: 3 / 459، (قصر).

[38] الغيبة: 206، ح 175.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 511.

[39] الغيبة: 207، ح 176.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 646.

[40] الإكليل: شبه عصابة مزيّنة بالجواهر والجمع أكاليل علي القياس، ويسمّي التاج إكليلاً. [وكأنّه استعمل هنا علي جهة الإستعارة]. لسان العرب: 11 / 595، (كلل).

[41] دلائل الإمامة: 431، ح 396. عنه مدينة المعاجز: 7 / 582، ح 2573، بتفاوت يسير.

قطعة منه في (حسن قامته وجماله (عليه السلام))، و (لباسه (عليه السلام))، و (معاشرته (عليه السلام) مع الناس).

[42] دلائل الإمامة: 427، ح 390. عنه مدينة المعاجز: 7 / 575، ح 2567، وإثبات الهداة: 3 / 432، ح 129، باختصار.

قطعة منه في (لقبه (عليه السلام))، و (حكم التمتّع بجارية ناصبة).

[43] عيون المعجزات: 141، س 18.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 349.

[44] في المدينة: بابن الحربي.

[45] الثاقب في المناقب: 574، ح 521. عنه مدينة المعاجز: 7 / 641، ح 2628، بتفاوت يسير.

قطعة منه في (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير).

[46] الثاقب في المناقب: 566، ح 507.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 616.

[47] الثاقب في المناقب: 568، ح 512.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 721.

[48] الثاقب في المناقب: 567، ح 508.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 614.

[49] الثاقب في المناقب: 568، ح 511.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 436، س 17، بتفاوت يسير. عنه البحار: 50 / 258، ح 15.

قطعة منه في (إنّه تعالي خالق كلّ شيء)، و (القرآن مخلوق ومحدث).

[50] الخرائج والجرائح: 2 / 686، ح 6. عنه مدينة المعاجز: 7 / 630، ح 2614، والبحار: 50 / 254، ح 9، و 89 / 350، ح 19، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 3 / 422، ح 80، باختصار، ونور الثقلين: 5 / 706، ح 49، بتفاوت يسير.

قطعة منه في (فيما رواه عن الإمام الصادق (عليهما السلام)).

[51] القربوس قرابيس: حنوُ السرج، أي قسمة المقوّس المرتفع من قدّام المقعد ومن مؤخّره، وهما قربوسان. المنجد: 617 (قرب).

[52] الخرائج والجرائح: 1 / 421، ح 2. عنه البحار: 50 / 259، ح 20، بتفاوت يسير.

الثاقب في المناقب: 217، ح 191، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 7 / 637، ح 6222.

الصراط المستقيم: 2 / 206، ح 2، باختصار.

قطعة منه في (إخراجه (عليه السلام) سبيكة الذهب والفضّة عن الأرض)، و (ركو به (عليه السلام) إلي الصحراء)، و (اعطاؤه (عليه السلام) الذهب والفضّة للمعيشة).

[53] السِيْب بكسر أوّله وسكون ثانيه... كورة من سواد الكوفة... والسيب أيضاً نهر بالبصرة فيه قرية كبيرة، والسيب أيضاً بخوارزم في ناحيتها السفلي موضع أو جزيرة. معجم البلدان: 3 / 293.

[54] الخرائج والجرائح: 1 / 440، ح 21. عنه البحار: 50 / 270، ح 35، وإثبات الهداة: 3 / 428 ح 110، بتفاوت يسير.

كشف الغمّة: 2 / 428، س 21.

الثاقب في المناقب: 568، ح 510، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 7 / 640، ح 2626.

قطعة منه في (علمه (عليه السلام) بالغائب)، و (موعظته (عليه السلام) في المداراة مع الأقرباء).

[55] الخرائج والجرائح: 1 / 444، ح 27.

كشف الغمّة: 2 / 425، س 6، باختصار. عنه مدينة المعاجز: 7 / 623، ح 2606.

وعنه وعن الخرائج، إثبات الهداة: 3 / 420، ح 71، والبحار: 50 / 272، ح 40.

الصراط المستقيم: 2 / 208، ح 17.

قطعة منه في (إخباره (عليه السلام) عن الغائب).

[56] الخرائج والجرائح: 1 / 447، ح 32. عنه إثبات الهداة: 3 / 421، ح 73، بتفاوت يسير، ومدينة المعاجز: 7 / 624، ح 2608.

كشف الغمّة: 2 / 422، س 19، بتفاوت يسير.

عنه وعن الخرائج، البحار: 50 / 290، س 1، ضمن ح 63.

إثبات الوصيّة: 251، س 12، بتفاوت يسير.

عنه مستدرك الوسائل: 9 / 72، ح 10238، أشار إليه.

الصراط المستقيم: 2 / 208، ح 21، باختصار.

قطعة منه في (ذهابه ورجوعه (عليه السلام) من دار العامّة)، و (موعظته (عليه السلام) في التقيّة).

[57] الخرائج والجرائح: 3 / 1174، ح 68.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 510.

[58] الخرائج والجرائح: 2 / 738، ح 53.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 615.

[59] الخرائج والجرائح: 2 / 686، ح 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 621.

[60] الخرائج والجرائح: 2 / 687، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 622.

[61] الخرائج والجرائح: 1 / 444، ح 27.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 335.

[62] الخرائج والجرائح: 2 / 686، ح 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 513.

[63] الخرائج والجرائح: 2 / 689، ح 13.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 530.

[64] الظاهر أنّ حرف الواو زائدة بالنظر إلي خطاب الإمام (عليهم السلام): «يا غلام اسق أبا العبّاس»، ولكن لم نجد في كتب الرجال محمّد بن القاسم المكنّي بأبي العبّاس.

[65] المناقب: 4 / 439، س 5. عنه مدينة المعاجز: 7 / 651، ح 2645، والبحار: 50 / 288، س 12، ضمن ح 62.

قطعة منه في (إكرامه (عليه السلام) الضيف)، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام)).

[66] وعثاء السفر: مشقّته وشدّته. لسان العرب: 2 / 202، (وعث).

[67] الدكّان: دكّاكين (فارسيّة): شيي ء كالمصطبة يُقعد عليه. المنجد، (دكن).

[68] الأنبياء: 21 / 26 - 27.

[69] المناقب: 4 / 428، س 7. عنه مدينة المعاجز: 7 / 643، ح 2630، والبحار: 50 / 283.

قطعة منه في (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (تقبيل الناس يده و رجله (عليه السلام) وهو راكب)، و (إنّ الأئمّة: عباد مكرمون)، و (سورة الأنبياء: 21 / 26).

[70] المناقب: 4 / 428، س 17. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 815.

[71] في المصدر: أبو الحسن (عليه السلام) وهو غير صحيح، كما في الخرائج، والثاقب، والفصول.

[72] إعلام الوري: 2 / 140، س 16. عنه مدينة المعاجز: 7 / 567، ح 2553، والبحار: 50 / 311، ح 10، قطعة منه.

كشف الغمّة: 2 / 432، س 4، بتفاوت.

الخرائج والجرائح: 2 / 682، ح 1 و2، بتفاوت، واختصار. عنه مدينة المعاجز: 7 / 633، ح 2617 و2618. وعنه وعن الإعلام والمناقب، البحار: 50 / 254، ح 10، إثبات الهداة: 3 / 416، ح 59.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 437، س 8، و439، س 1، بتفاوت، واختصار. عنه وعن الخرائج، مستدرك الوسائل، 16 / 341، ح 20090، قطعة منه.

الثاقب في المناقب: 577، ح 526، بتفاوت.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 286، س 13، بتفاوت، واختصار. عنه إحقاق الحقّ: 12 / 468، س 19، و471، س 6، قطعتان منه، وإثبات الهداة: 3 / 438، س 3.

الصراط المستقيم: 2 / 209، ح 25، و27.

نور الأبصار: 338، س 18، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: 19 / 624، س 10، و625، س 9، عن الإشراف علي فضل الأشراف، أشار إليه.

قطعة منه في (أحوال أخيه جعفر)، و (غلمانه وجواريه (عليه السلام))، و (إهداؤه (عليه السلام) الطعام)، و (صومه (عليه السلام) في الحبس)، و (حبسه (عليه السلام))، و (أكل اللحم)، و (خواصّ أكل اللحم).

[73] قمّصهُ: ألبسه القميص... ويقال علي الاستعارة: تقمّص الولاية والإمارة، وتقمّص لباس العزّ، المنجد: 654، (قمص).

[74] إعلام الوري: 2 / 138، س 12. عنه مدينة المعاجز: 7 / 565، ح 2552، قطعة منه، والبحار: 25 / 179، ح 3، بتفاوت يسير، و 50 / 302، ح 78.

كشف الغمّة: 2 / 418، س 1، بتفاوت، واختصار، و431، س 5، بتفاوت يسير.

الغيبة للطوسيّ: 203، ح 171، قطعة منه.

الخرائج والجرائح: 1 / 428، ح 7، قطعة منه.

الكافي: 1 / 347، ح 4، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 7 / 564، ح 2551، والوافي: 2 / 144، ح 615. وعنه وعن الغيبة وإعلام الوري والخرائج وكشف الغمّة، إثبات الهداة: 2 / 403، ح7، و 3 / 399، ح 1.

الثاقب في المناقب: 561، ح 500، بتفاوت.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 441، س 19، قطعة منه.

إثبات الوصيّة: 248، س 19، بتفاوت، واختصار.

الصراط المستقيم: 2 / 206، ح 5، باختصار.

قطعة منه في (ما ورد عن العلماء وغيرهم في عظمته (عليه السلام))، و (خاتمه (عليه السلام))، و (شعراؤه (عليه السلام))، و (معجزة آبائه (عليهم السلام) في طبع الخاتم في الحصاة)، و (أثر طبع خاتمه (عليه السلام) في الحصاة).

[75] إعلام الوري: 2 / 142، س 15.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 842.

[76] إعلام الوري: 2 / 143، س 17.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 514.

[77] في حلية الأبرار: يقول لك سيّدي الحسن بن عليّ (عليهم السلام).

[78] كشف الغمّة: 2 / 426، س 9.

عنه حلية الأبرار: 5 / 104، ح 10، بتفاوت يسير، وأعيان الشيعة: 2 / 41، س 3، وإثبات الهداة: 3 / 427، ح 104، والبحار: 50 / 294، س 16، ضمن ح 69.

قطعة منه في (إعطاؤه (عليه السلام) الدنانير والدراهم).

[79] كشف الغمّة: 2 / 423، س 13.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 747.

[80] كشف الغمّة: 2 / 416، س 14.

يأتي الحديث بتمامه في في ج 3، رقم 827.