بازگشت

الزيارة المشتركة بين الإمامين المطهرين علي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري


1 - ابن قولويه: روي عن بعضهم: أنّه قال: إذا أردت زيارة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد الجواد وأبي محمّد الحسن العسكريّ (عليها السلام)، تقول بعد الغسل إن وصلت إلي قبريهما، وإلّا أومأت بالسلام من عند الباب الذي علي الشارع الشبّاك، تقول:

«السلام عليكما يا وليّي الله، السلام عليكما يا حجّتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا من بدا للّه في شأنكما، السلام عليكما يا حبيبي الله، السلام عليكما يا إمامي الهدي.

أتيتكما عارفاً بحقّكما، معادياً لأعدائكما، موالياً لأوليائكما، مؤمناً بما آمنتما به، كافراً بما كفرتما به، محقّقاً لما حقّقتما، مبطلاً لما أبطلتما.

أسأل الله ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتكما الصلاة علي محمّدوآله، وأن يرزقني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما، ويعرّف بيني وبينكما، ولا يسلبني حبّكما وحبّ آبائكما الصالحين، وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما، ويحشرني معكما في الجنّة برحمته.

اللهمّ ارزقني حبّهما وتوفّني علي ملّتهما. اللهمّ العن ظالمي آل محمّد حقّهم، وانتقم منهم.

اللهمّ العن الأوّلين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب، وبلّغ بهم وبأشياعهم وأتباعهم، ومحبّيهم ومتّبعيهم أسفل درك من الجحيم، إنّك علي كلّ شيّ قدير، اللهمّ عجّل فرج وليّك وابن وليّك، واجعل فرجنا مع



[ صفحه 380]



فرجهم يا أرحم الراحمين».

وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك، وتخيّر من الدعاء، فإن وصلت إليهما (عليها السلام) فصلّ عند قبريهما ركعتين، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت، إنّه قريب مجيب.

وهذا المسجد إلي جانب الدار، وفيه كانا يصلّيان (عليها السلام). [1] .

2 - الشيخ المفيد (رحمه الله): إذا أتيت سرّ من رأي بمشيّة الله وعونه، فاغتسل قبل أن تأتي المشهد - علي ساكنيه السلام - فإذا أتيته فقف بإزاء القبرين من ظاهر الشبّاك، واجعل وجهك تلقاء القبلة، وقل:

«السلام عليكما يا وليّي الله، السلام عليكما يا حجّتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا أميني الله، أتيتكما زائراً لكما، عارفاً بحقّكما، مؤمناً بما آمنتما به، كافراً بما كفرتما به، محقّقاً لما حقّقتما، مبطلاً لما أبطلتما، أسأل الله ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتمكما مغفرة ذنوبي وإعطائي مناي، وأن يصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن يرزقني شفاعتكما، ولا يفرّق بيني وبينكما في الجنّة برحمته».



[ صفحه 381]



ثمّ ارفع يديك للدعاء، وقل:

«اللهمّ ارزقني حبّ محمّد وآل محمّد، وتوفّني علي ولايتهم، اللهمّ العن ظالمي آل محمّد حقّهم، وانتقم منهم، اللهمّ عجّل فرج وليّك وابن وليّك، واجعل فرجنا مقروناً بفرجهم، يا أرحم الراحمين».

ثمّ صلّ في مكانك أربع ركعات، وصلّ بعدها ما بدا لك، وادع كثيراً إن شاءالله. وإن صلّيت في بعض المساجد بالقرب من الموضع أجزاك. [2] .

3 - السيّد ابن طاووس (رحمه الله): إذا أردت زيارتهما صلوات الله عليهما، فتستأذن عليهما بما قدّمناه [3] ، ثمّ تدخل مقدّماً رجلك اليمني، فإذا وقفت علي قبريهما صلوات الله عليهما فقف عندهما، واجعل القبلة بين كتفيك، وكبّر الله مائة تكبيرة، وقل:

«السلام عليكما يا وليّي الله، السلام عليكما يا حبيبي الله، السلام عليكما يا حجّتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا أميني الله، السلام عليكما يا سيّدي الأُمّة، السلام عليكما يا حافظي الشريعة.

السلام عليكما يا تاليي كتاب الله، السلام عليكما يا وارثي الأنبياء، السلام عليكما يا خازني علم الأوصياء، السلام عليكما يا علمي الهدي،



[ صفحه 382]



السلام عليكما يا مناري التقي، السلام عليكما يا عروتي الله الوثقي.

السلام عليكما يا ساكني ذكر الله، السلام عليكما يا حاملي سرّ الله، السلام عليكما يا معدني كلمة الله، السلام عليكما يا ابني رسول الله، السلام عليكما يا ابني وصيّ رسول الله، السلام عليكما يا قرّتي عين فاطمة الزهراء سيّدة النساء، السلام عليكما يا ابني الأئمّة المعصومين، السلام عليكما وعلي آبائكما الطاهرين، السلام عليكما وعلي ولدكما الحجّة علي العالمين، السلام عليكما وعلي أرواحكما وأجسادكما وأبدانكما ورحمةالله وبركاته، بأبي أنتما وأُمّي وأهلي ومالي يا ابني رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم، أتيتكما زائراً لكما، عارفاً بحقّكما، مؤمناً بما آمنتما به، كافراً بما كفرتما به، محقّقاً لما حقّقتما، مبطلاً لما أبطلتما، موالياً لكما، معادياً لأعادئكما ومبغضاً لهم، مسالماً لمن سالمتما، محارباً لمن حاربتما، عارفاً بفضلكما، محتملاً لعلمكما، محتجباً بذمّتكما، مؤمناً بإيابكما، مصدّقاً بدولتكما، مرتقباً لأمركما، معترفاً بشأنكما وبالهدي الذي أنتما عليه، مستبصراً بضلالة من خالفكما، وبالعمي الذي هم عليه.

أسأل الله ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتي إيّاكما الصلاة علي محمّد وآله، وأن يرزقني شفاعتكما، ولا يفرّق بيني وبينكما، ولا يسلبني حبّكما وحبّ آبائكما الصالحين، وأن يحشرني معكما، ويجمع بيني وبينكما في جنّته برحمته وفضله».

ثمّ تنكبّ علي قبر كلّ واحد منهما فتقبّله، وتضع خدّك الأيمن عليه والأيسر، ثمّ ترفع رأسك، وتقول:

«اللهمّ ارزقني حبّهم، وتوفّني علي ولايتهم، اللهمّ العن ظالمي



[ صفحه 383]



آل محمّد حقّهم وانتقم منهم، اللهمّ العن الأوّلين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، إنّك علي كلّ شيء قدير.

اللهمّ عجّل فرج وليّك وابن نبيّك، واجعل فرجنا مقروناً بفرجهم، يا أرحم الراحمين.

اللهمّ إنّي قد أتيت لزيارة هؤلاء الأئمّة المعصومين رجاءً لجزيل الثواب، وفراراً من سوء الحساب.

اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بأوليائك الدالّين عليك، في غفران ذنوبي، وحطّ سيّئاتي، وأتوسّل إليك في هذه الساعة عند أهل بيت نبيَّك في هذه البقعة المباركة الشريفة.

اللهمّ فتقبّل منّي، وجازني علي حسن نيّتي، وصالح عقيدتي، وصحّة موالاتي، أفضل ما جازيت أحداً من عبيدك المؤمنين، وأدم لي ما خوّلتني، واستعملني صالحاً فيما آتيتني، ولا تجعلني أخسر وارد إليهم، وأعتق رقبتي من النار وأوسع عليّ من رزقك الحلال الطيّب، واجعلني من رفقاء محمّد وآل محمّد، وحل بيني وبين معاصيك حتي لا أعصيك، وأعنّي علي طاعتك وطاعة أوليائك، حتّي لاتفقدني حيث أمرتني، ولا تراني حيث نهيتني.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واغفر لي وأرحمني، واعف عنّي وعن جميع المؤمنين والمؤمنات، اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأعذني من هول المطلع، ومن فزع يوم القيامة، ومن ظلمة القبر ووحشته، ومن مواقف الخزي في الدنيا والآخرة.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك، وتحفتك في مقامي هذا عند أئمّتي ومواليّ صلوات الله عليهم



[ صفحه 384]



أن تقيل عثرتي، وتقبل معذرتي، وتتجاوز عن خطيئتي، وتجعل التقوي زادي، وما عندك خيراً لي في معادي، وتحشرني في زمرة محمّد صلّي الله عليه وآله وسلّم، وتغفر لي ولوالديّ، فإنّك خير مرغوب إليه، وأكرم مسؤول أعتمد عليه، ولكلّ وافد كرامة، ولكلّ زائر جائزة، فاجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك، والجنّة لي، ولجميع المؤمنين والمؤمنات.

اللهمّ وأنا عبدك الخاطي ء المذنب المقرّ بذنبه، فأسألك يا الله يا كريم! بحقّ محمّد وآل محمّد! لا تحرمني الأجر والثواب من فضل عطائك، وكريم تفضّلك.

يامولاي يا أبا الحسن عليّ بن محمّد! ويا مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ! أتيتكما زائراً لكما، أتقرّب إلي الله عزّ وجلّ وإلي رسوله وإليكما وإلي أبيكما وإلي أُمّكما بذلك، أرجو بزيارتكما فكاك رقبتي من النار، فاشفعا لي عند ربّكما في إجابة دعائي، وغفران ذنوبي، وذنوب والديّ وإخواني المؤمنين وأخواتي المؤمنات.

يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن يارحمن يا رحمن يا رحمن، لا إله إلّا أنت صلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب دعائي فيما سألتك، وصل بذلك من بمشارق الأرض ومغاربها.

يا الله يا كريم، لا إله إلّا أنت الحليم الكريم، لا إله إلّا أنت العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع، وربّ الأرضين السبع، وما فيهنّ وما بينهنّ وما تحتهنّ، وربّ العرش العظيم، وسلام علي المرسلين، والحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة علي محمّد النبيّ وآله



[ صفحه 385]



الطاهرين، وسلّم تسليماً كثيراً». ثمّ تصلّي عند الضريح أربع ركعات صلاة الزيارة، فإذا فرغت رفعت يديك إلي السماء، ودعوت بما قدّمنا ذكره عقيب زيارة الجواد (عليه السلام)، في الفصل الرابع عشر. [4] .

[وهو هذا بتمامه:]

«اللهمّ أنت الربّ وأنا المربوب، وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت المعطي وأنا السائل، وأنت الرازق وأناالمرزوق، وأنت القادر وأنا العاجز، وأنت الدائم وأنا الزائل، وأنت الكبير وأنا الحقير، وأنت العظيم وأنا الصغير، وأنت المولي وأناالعبد، وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الرفيع وأنا الوضيع، وأنت المدبِّر وأنا المدبَّر، وأنت الباقي وأنا الفاني، وأنت الديّان وأنا المدان، وأنت الباعث وأنا المبعوث، وأنت الغنيّ وأنا الفقير، وأنت الحيّ وأناالميّت، تجد من تعذّب - يا ربّ - غيري ولا أجد من يرحمني غيرك.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارحم ذلّي بين يديك، وتضرّعي إليك، ووحشتي، من الناس وأنسي بك يا كريم، ثمّ تصدّق عليّ في هذه الساعة برحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلمّ بها شعثي، وتبيّض بها وجهي، وتكرم بها مقامي، وتحطّ بها عنّي وزري، وتغفر بها ما مضي من ذنوبي، وتعصمني فيما بقي من عمري، وتستعملني في ذلك كلّه بطاعتك ومايرضيك عنّي، وتختم عملي بأحسنه، وتجعل لي ثوابه الجنّة، وتسلك بي سبيل الصالحين علي صالح ما أعطيتهم، ولا تنزع منّي صالحاً ما أعطيتنيه أبداً، ولاتردّني في سوء



[ صفحه 386]



استنقذتني منه أبداً، ولا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً، ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبداً، ولا أقلّ من ذلك ولا أكثر يا ربّ العالمين.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأرني الحقّ حقّاً فأتّبعه، والباطل باطلاً فأجتنبه، ولا تجعله عليّ متشابهاً فأتّبع هواي بغير هديً منك، واجعل هواي تبعاً لطاعتك، وخذ رضا نفسك من نفسي، واهدني لما أختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم».

ثمّ ادع بما أحببت. [5] .

ووداع هذه الزيارة قد تقدّم في آخر الفصل السادس عشر من هذا الكتاب، والله الموفّق للصواب. [6] .

[والوداع هو هذا:]

فإذا فرغت من زيارة أُمّ القائم (عليه السلام)، وأردت وداع العسكريّين صلوات الله عليهما، فقف علي ضريحهما، وقل:

«السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجّتي الله، السلام عليكما يا نوري الله، السلام عليكما وعلي آبائكما وأجدادكما وأولادكما، السلام عليكما وعلي أرواحكما وأجسادكما.

السلام عليكما سلام مودّع لا سئم ولا قال ولا مالّ ورحمة الله وبركاته، السلام عليكما سلام وليّ غير راغب عنكما، ولا مستبدل بكما غيركما، ولامؤثر عليكما.

يا ابني رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم أستودعكما الله



[ صفحه 387]



وأسترعيكما، وأقرأ عليكما السلام، آمنت بالله وبالرسول، وبما جاء به من عند الله.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واكتبنا مع الشاهدين، اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهما، وارزقني العود ثمّ العود إليهما ما أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معهما ومع آبائهما الأئمّة الراشدين.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وتقبّل عملي، واشكر سعيي، وعرّفني الإجابة في دعائي، ولا تخيّب سعيي، ولا تجعله آخر العهد منّي، وارددني إليهما ببرّ وتقوي، وعرّفني بركة زيارتهما في الدنيا والآخرة.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، ولا تردّني خائباً ولا خاسراً، وارددني مفلحاً منجحاً، مستجاباً دعائي، مرحوماً صوتي، مقضيّاً حوائجي، واحفظني من بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، واصرف عنّي شرّ كلّ ذي شرّ، وشرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّ ربّي علي صراط مستقيم».

ثمّ انصرف مرحوماً إن شاء الله تعالي. [7] .

4 - السيّد ابن طاووس (رحمه الله): تقف عليهما [أي قبر أبي الحسن وأبي محمّد عليهما السلام] وأنت علي غسل، وتقول:

«السلام علي رسول الله، السلام علي محمّد بن عبد الله، السلام علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، السلام علي الأئمّة المعصومين من ولده المهديّين، الذين أمروا بطاعة الله، وقرّبوا أولياء الله، واجتنبوا معصيةالله، وجاهدوا أعداءه، ودحضوا حزب الشيطان الرجيم، وهدوا



[ صفحه 388]



إلي صراط مستقيم.

السلام عليكما أيّها الإمامان الطاهران الصدّيقان، اللذان استنقذا المؤمنين من مخالطة الفاسقين، وحقنا دماء المحبّين بمداراة المبغضين.

أشهد أنّكما حجّتا الله علي عباده، وسراجا أرضه وبلاده، وتجرّعتما في ربّكما غيظ الظالمين، وصبرتما في مرضاته علي عناد المعاندين، حتّي أقمتما منار الدين، وأبنتما الشكّ من اليقين، فلعن الله مانعكما الحقّ، والباغي عليكما من الخلق».

ثمّ ضع خدّك الأيمن علي القبر، وقل:

«اللهمّ إنّ هذين إماميّ قائداي، وبهما وبآبائهما أرجو الزلفة لديك يوم قدومي عليك.

اللهمّ إنّي أشهدك ومن حضر من ملائكتك أنّهما عبدان لك، اصطفيتهما وفضّلتهما، وتعبّدت خلقك بموالاتهما، وأذقتهما المنيّة التي كتبت عليهما، وماذاقا فيك أعظم ممّا ذاقا منك، وجمعتني وإيّاهما في الدنيا علي صحّة الإعتقاد في طاعتك، فاجمعني وإيّاهما في جنّتك، يا من حفظ الكنز بإقامة الجدار، وحرس محمّداً (صلي الله عليه واله وسلم) بالغار، ونجّي إبراهيم (عليه السلام) من النار.

اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّن اعتقد فيهما اللاهوت، وقدّم عليهما الطاغوت.

اللهمّ العن الناصبة الجاحدين، والمسرفين الغالين، والشاكّين المقصّرين، والمفوّضين.

اللهمّ إنّك تسمع كلامي، وتري مقامي، وعلمك محيط بما خلفي وأمامي، فاحرسني من كلّ سوء يخرج [عن] ديني، واكفني كلّ شبهة



[ صفحه 389]



تشكل يقيني، واشرك في دعائي إخواني ومن أمره يعنيني.

اللهمّ إنّ هذا موقف خضت إليه المتالف، وقطعت دونه المخاوف، طلباً أن تستجيب فيه دعائي، وأن تضاعف فيه حسناتي، وأن تمحو فيه سيّئاتي.

اللهمّ فاعطني وإخواني من آل محمّد وشيعتهم، وأهل حزانتي وأولادي وقراباتي من كلّ خير مزلف في الدنيا، ومحظ في الآخرة، واصرف عن جمعنا كلّ شرّ يورث في الدنيا عدماً، ويحجب غيث السماء، ويعقب في الآخرة ندماً.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب، وصلّ علي محمّد وآله أجمعين».

ثمّ تخرج عنهما، ولا تولّ ظهرك إليهما. [8] .

5 - السيّد ابن طاووس (رحمه الله): وأمّا زيارة العسكريّين (عليها السلام): فاغتسل لزيارتهما، والبس ثوباً طاهراً، واستأذن بما مرّ في زيارة النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم).

[وهو هذا:]

فإذا أردت الدخول علي النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم) أو أحد مشاهد الأئمّة1ظ مشاهد الأئمّة، (رحمه الله):، فتقول:

«اللهمّ إنّي وقفت علي باب من أبواب بيوت نبيّك صلواتك عليه وآله، وقدمنعت الناس أن يدخلوا إلّا بإذنه، فقلت: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَاتَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِيِ ّ إِلَّآ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ) [9] .

اللهمّ إنّي اعتقدت حرمة صاحب هذا المشهد الشريف في غيبته كماأعتقدها في حضرته، وأعلم أنّ رسولك وخلفاءك: أحياء عندك



[ صفحه 390]



يرزقون، يرون مقامي، ويسمعون كلامي، ويردّون سلامي، وأنّك حجبت عن سمعي كلامهم، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم.

وإنّي أستأذنك يا ربّ أوّلاً، وأستأذن رسولك (صلي الله عليه واله وسلم) ثانياً، وأستأذن خليفتك الإمام المفترض عليّ طاعته - وتسمّيه باسمه واسم أبيه - والملائكة الموكّلين بهذه البقعة المباركة ثالثاً.

أ أدخل يا رسول الله، أ أدخل يا حجّة الله، أ أدخل يا ملائكة الله المقرّبين المقيمين في هذا المشهد، فأذن لي يا مولاي في الدخول أفضل ما أذنت لأحد من أوليائك، فإن لم أكن أهلاً لذلك، فأنت أهل لذلك».

ثمّ قبّل العتبة وادخل، وقل:

«بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلي ملّة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

اللهمّ اغفر لي، وارحمني، وتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم». [10] .

فإذا دخلت فاستقبلهما، واجعل القبلة بين كتفيك، وكبّر الله مائة مرّة، وقل:

«السلام عليكما يا وليّي الله، السلام عليكما يا حجّتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا أميني الله.

أتيتكما زائراً لكما، عارفاً بحقّكما، مؤمناً بما آمنتما به، كافراً بما كفرتما به، محقّقاً لما حقّقتما، مبطلاً لما أبطلتما.

أسأل الله ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتكما الصلاة علي محمّد وآله، وأن يرزقني شفاعتكما، ولا يفرّق بيني وبينكما، ولا يسلبني حبّكما وحبّ آبائكما الصالحين، ولا يجعله آخر العهد من زيارتكما، ويحشرني معكما، ويجمع بيني وبينكما في الجنّة برحمته».



[ صفحه 391]



ثمّ قبّل كلّ واحد من القبرين وضع خدّك الأيمن والأيسر، ثمّ ارفع رأسك، وقل: «اللهمّ ارزقني حبّهم، وتوفّني علي ولايتهم، اللهمّ العن ظالمي آل محمّد حقهم، وانتقم منهم، اللهمّ العن الأوّلين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، إنّك علي كلّ شيء قدير، اللهمّ عجّل فرج وليّك وابن نبيّك، واجعل فرجنا مع فرجهم، يا أرحم الراحمين».

ثمّ تصلّي ركعتين لكلّ إمام (عليه السلام)، وتدعو بعد كلّ ركعتين بما مرّ في زيارة عاشوراء. [11] .

[وهو هذا:]

«اللهمّ إنّي لك صلّيت، ولك ركعت، ولك سجدت وحدك لا شريك لك، لأنّه لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلّا لك، لأنّك أنت الله لا إله إلّاأنت.

اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأبلغهم أفضل السلام والتحيّة، واردد عليّ منهم السلام.

اللهمّ وهاتان الركعتان هديّة منّي إلي سيّدي ومولاي الحسين ابن عليّ (عليها السلام). [12] .

اللهمّ صلّ علي محمّد وآله، وتقبّلهما منّي وأجرني عليهما أفضل أملي، ورجائي فيك وفي وليّك، يا وليّ المؤمنين».



[ صفحه 392]



ثمّ ودّعهما بما مرّ في زيارة البقيع. [13] .

[وهو هذا:]

«السلام عليكم أئمّة الهدي ورحمة الله وبركاته، أستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام، آمنّا بالله وبالرسول، وبما جئتم به، ودللتم عليه.

اللهمّ فاكتبنا مع الشاهدين، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته». [14] .


پاورقي

[1] كامل الزيارات: 520، س 5. عنه البحار: 99 / 61، ح 5، ومستدرك الوسائل: 10 / 364، ح 12189، أشار إليه.

من لا يحضره الفقيه: 2 / 368، س 10، بتفاوت يسير. عنه البحار: 99 / 62، ح 6، أشارإليه.

تهذيب الأحكام: 94 / 6، س 11، بتفاوت يسير. عنه البحار: 99 / 62، ح 8، أشار إليه.

مصباح الكفعميّ (رحمه الله): 656، س 8، بتفاوت يسير.

قطعة منه في (صلوته (عليه السلام) في المسجد).

[2] المقنعة: 486، س 11.

المزار للمفيد: 203، ح 19. عنه البحار: 99 / 62، ح 7، أشار إليه.

المزار للشهيد: 223، س 6.

[3] يأتي الاستيذان في زيارة الإمام أبي محمّد العسكريّ (عليه السلام)، رقم 375.

[4] مصباح الزائر: 495، س 2. عنه البحار: 99 / 73، ح 10.

[5] مصباح الزائر: 397، س 2. عنه البحار: 99 / 21، س 23، ضمن ح 11.

[6] مصباح الزائر: 498، س 16. عنه البحار: 99 / 72، س 4.

[7] مصباح الزائر: 416، س 3. عنه البحار: 99 / 72، س 4.

[8] مصباح الزائر: 499، س 2. عنه البحار: 99 / 77، ح 12.

[9] الأحزاب: 33 / 53.

[10] مصباح الكفعميّ: 629، س 6. عنه البحار: 100 / 371، ح 7.

[11] مصباح الكفعميّ: 633، س 7.

البلد الأمين: 283، س 18، بتفاوت يسير.

[12] وقل بدل «الحسين بن عليّ»: الحسن بن عليّ العسكريّ.

[13] مصباح الكفعميّ: 644، س 7.

[14] مصباح الكفعميّ: 633، س 7.